البيت والأسرة

“فن التعامل”…مع الشخصيات المُتعالية.

الشخصية المتعالية الفخورة موجودة حولنا، داء عضال عندما يتحكم في النفس يضخم حجمها، ويجعل الإنسان يتوهم أنه محور الحياة، لا يجد لذة في الحياة إلا بالتعالي والتفاخر والشعور بالأفضلية.. يرتعبون أمام مميزات ونعم الآخرين لإحساسهم بالنقص الداخلي، ورغبتهم الدائمة في جذب الأنظار، وكسر القلوب، لذا فإنهم لا يترددون في التهوين من الآخرين وإلصاق النقص بهم، والتعامل معهم بعجرفة وتعالٍ.

هذه الشخصية قد تجدين نفسك في احتكاك مباشر معها في مشوار حياتك بالكامل، ولكن التحدي يكون أكثر صعوبة وأخطر إذا ما واجهت هذا النوع من الشخصيات الفخورة وأنت في مقتبل حياتك تستعدين لدخول مرحلة الشباب، ذلك أن مشاعرك تكون مرهفة أكثر وتكون شخصيتك أكثر حساسية وبالتالي فإن الشخصيات الفخورة يمكنها أن تصيبك بالكثير من الجروح وتترك أثرًا سلبيًا في نفسك.

في البداية اعلمي أنه ليس هناك أدنى داعٍ لكي تتدخلي في الحياة الشخصية لهذه الإنسانة الفخورة أو ذلك الإنسان المتعالي، فإن مجرد محاولتك إبداء التعاطف والاهتمام والرغبة في التقارب والتودد لمثل هذه الشخصيات يعطيها إشارة مباشرة بأن لها الحق في ممارسة كل عقد النقص التي تعاني منها باستغلال نقاط ضعفك، وتصبحين أنت الموضوع وأنت الهدف الذي تنهال عليه سهام العجرفة والتعالي والفخر، لذلك حاولي بقدر الإمكان وكلما سنحت لك الظروف أن تبتعدي كثيرًا عن دخائل وخصوصيات هذه الشخصيات.

الشخصية الفخورة تتسم بأنها ترفض المساعدة من الآخرين مهما كانت في أشد الاحتياج لهذا العون، لذلك لا تدعي هذا الطبع فيها يخرجك من إنسانياتك أو يقلل من رغبتك في تعزيز خصال الخير والعطاء والبذل في نفسك، كل المطلوب منك أن تتحلي بنوع من الصبر والحذر والإخلاص لله في أثناء محاولة تقديم المساعدة لهذه الشخصية الفخورة التي تجدين أنها في حاجة إلى المساعدة.

اعتمدي على الحدس أن هذه الشخصية الفخورة تكون مثل الإعصار الذي يهبّ فجأة بدون سابق إنذار، لذلك حاولي أن تكوني أكثر اعتمادًا على الحدس أثناء التعامل مع هذه الشخصية حتى توفري على نفسك احتمالات التعرض لغضبها أو اعتراضها أو حتى عروضها السخية التي ترى أنها من الضروري ألا تكون محل رفض أو مناقشة، ويساعدك حدسك على الهروب في الوقت المناسب وحماية قلبك من تقلبات هذه الشخصية الفخورة التي قد تعصف بك وتضعك في حالة من الاضطراب لأيام وربما أكثر من ذلك.

حاولي تذكير نفسك كل فترة وأخرى بأن الأمر ليس شخصيًا فالفخور أو الفخورة لا يمارس هذا التعالي والصلف والأنانية معك بسبب شيء يتعلق بك أنت على وجه التحديد، وإنما المشكلة أن هذه الشخصية بالفعل لا تستطيع أن تتعايش مع الآخرين بصورة سليمة وصحية وطبيعية، وبالتالي يجب أن تتوقفي عن جلد نفسك أو لومها أو أخذ ما يحدث على المحمل الذاتي.

من الضروري أن تكوني قادرة على إيجاد الأرضية المشتركة بينك وبين هذا النوع من الشخصيات لضمان رسم حدود ومعالم واضحة لطبيعة العلاقة بينكما من خلال ذلك، وهذا يضمن لك أن تكون لديك القدرة على الدوام على وقف أي شطحات تمارس ضدك من قبل هذه الشخصية، والعودة بالعلاقة إلى إطارها الأصلي.

كلما كنت أكثر تمسكًا بالمنطق والموضوعية والوضوح في الحديث مع هذه الشخصية كلما وفرت لنفسك الغطاء الكافي للحماية من شرها، لأن هذه الشخصية المتعالية تريد دومًا وباستمرار أن تأخذك إلى نطاق التفكير في الانطباعات وردود الأفعال وتتحدث كثيرًا عن البواطن وما تخفيه النفوس، وحتى تضمني عدم الانسياق وراء كل ذلك يجب أن تكوني منطقية وموضوعية ومحددة.

أحمد عباس

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. من الافضل ان نصفها بالشخصيه المغروره والتى تشعر انها تستطيع فعل اى شيء دون مساعده من احد ودائما متعاليه وانا لا احب هذه الشخصيه

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88