إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

النقد البنَّاء … و إثارةُ الشُبهات

في الحقيقة هنالك فروق كبرى بين النقد البنَّاء و إثارة الشبهات ، ولكن ليست هنالك ضرورة تامة في أن يُجابه الإنسان كل رد بردٍ أخر، مهما يُقال للإنسان سواء من أمامه أم من خلفه، يجب أن يكون على يقينٍ تام أن مصداقية الإنسان مع ذاته و ربه الباري أهم من تلك المحاصيل المبتذلة، التي تُصفع بوجنتيه أو بظهره من عوالم أخرى من الأقوال!

فالكل منا لديه رأي و اعتقاد نسبي، وفكر نمطي يتتبعه في حياته اليومية، فإذا كنا نسعى جاهدين للتفكر حول ماقيل عننا، أو ما قيل لنا، من مجمل حديث سيئ، لن نعيش بهذا الفِكر و لن يعيش أحد على هذا الكوكب، لأنه سيعيش وفي عينيه غطاءًا من “الغشاء” لن يرى ألوان الحياة، وبديع الباري وصنائِعه فيها، بل سيرى وسيجعل قاعدة الثبات ترتكز على أقوال قيلت عنه أو قيلت له فقط ، بحسب أراء ووجهات نظر مختلفة ليست بنَّاءة، لكي تُحسن من مساوئ الإنسان، وبالتأكيد إن الأراء ووجهات النظر الغير بنَّاءة ليست مقبولة أبدًا، وذلك لأن دورها الفعّال يكمن في إحباط الإنسان، وتجعل الإنسان بالتالي يخوض في دوامه تجزم اعتقاد معين، اتخذته تلك الشخصيات التي بالطبع لا تسمى شخصيات “ناقدة”، إنما شخصيات تُحب إثارة الشبهات بحديثها لكي يعتقد المتلقي اعتقادات أخرى تؤخذ عنه بصورة أو انطباعات سيئة.

فمن الطبيعي أن نُجابه في هذه الحياة شخصيات لا نحبها، طقوس مزاجية و أجواء مناخية لا تروق لنا معتقدات دينية، أو فكرية أيضًا قد نشعر بالكراهية تِجاهها، قد نرى الكثير بهذه الحياة، و الحياة من طبيعتها ، أن تُلقن كل إنسان على هذا الكوكب “درسًا” ما

ودروس الحياة ليست معوِّقات للإنسان، إنما تجربة ليخوضها الإنسان لحدوث التطورات المتجددة في حياتة اليومية، ولكن أُريد أن أُشير لنقطة مهمة جدًا وهي أن المحبة و الكراهية قائمة بذاتها على كل شيء في هذه الحياة، لأن من الطبيعيّ أن يكره الإنسان و بالوقت ذاته أن يُحب.

فمهمة الإنسان على ذاته أن لا يتعايش وفق هذه المنظومات الاعتقادية “النسبيّة” المأخوذة عنه بعين الاعتبار لدى أراء ووجهات نظر البعض الغير بنَّاءة، الأهم و الأجدر من هذا كله أن يكون الإنسان واثقًا من ذاته، وواثقًا من المحتوى الذي سيُقدمه، ويسعى جاهدًا لحجب أصحاب الأحاديث المشبوهة الذين لا يريدون تغييرًا إيجابيًا من التقدم ، و المعرفة ، و الخبرات ، لدى الإنسان ذاته، إنما المزيد من المساوئ ، وفقط بثّ الكلمة السيئة بين مسامع الإنسان ، ومخيلة عقله الباطنيّ، ليصبح ثابتًا على هذه القاعدة بأنه “فاشل” وغير ناجح!
أما بحسب اعتقادي النسبيّ أنني لا أُلقي بالًا لما يُقال أو سيُقال عني مستقبلًا؛ لأنه ليس على الإنسان أن يستمع أو أن يكترث لتلك الانتقادات الغير بنَّاءة، لأنها لا تجعل من الإنسان سِوى موضعًا للسخرية لا أكثر ولا أقل.

الثقة بالنفس هي من ترفع مقاييس الهِمم للعُلا
وعدم ثقة الإنسان بذاته أو بالمحتوى الذي أقدم عليه، قد يجرفه لتلك التيارات التي قد تجعل منه إنسانًا محبط، فالأهم من هذا كله أن لا يخلق من أصحاب الشبهات نُقّاد، ويراهم محصل القوة في تلقي الدعم و المثابرة، إن على الإنسان أن يُبادر ويقدم بخطوة واحدة تجعله يرتكز على ذلك الثبات في استمرارية المُضي قدمًا فحسب، ليقدم المحتوى الذي يملكه بكل ثقة تامة بالله عز وجل وبكل ثقة تامة في ذاته وبكل ثقة تامة أيضًا بأنهُ سيصيب ذلك الهدف، الذي يريد إيصاله لأجمع الناس.

ليس على الإنسان أن يتوقف، فالكل منا لديه رسالة هادفة ، يريد استهدافها في أدمغة البشريين العابرين على مطافات هذه الحياة، لذلك السبب مهم جدًا أن يترك الإنسان بصمة هادفة تُضيف لحياته رونقًا مليئًا بالإنجازات، لأن الإنسان لم يُخلق عبثًا، إنما خُلق لحكمةٍ ما من الله عز وجل، وخُلق ليُقدّم المزيد من النجاحات التي قد تؤثر في نفوس الآخرين، وتُغير كل ذلك الضجيج الذي يكمن بدواخلهم، ولكل إنسان لهُ نصيبُه من هذه الدنيا الزائفة، لذلك اثبت نفسك وقدراتك و ضع بصمة لحياتك،ولكن لا تثبت نفسك للآخرين إنما لذاتك ، و للإثبات الأكبر للحياة، و دع التأثير فقط يرتكز ويستهدف عقول و قلوب الآخرين، لأن محصل القوة يكمن في مدى عمق التأثير.

***********************

الكاتبة: شروق الشيباني

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88