11المميز لديناإسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

“العلاقاتُ العامة” .. مِفتاحُ النجاح.

يتساءل كثير من المنتجين والمصنعين وأرباب العمل على اختلاف أسماء وأشكال مؤسساتهم العاملة عن سر إخفاقهم في سوق العمل على غير ما يتم التخطيط له في المخططات النظرية والدراسات التي يقومون بها ، لماذا لا تنجح منتجاتنا مع أننا اعتمدنا معايير الجودة ، وضبطنا الإنتاج كمًا ونوعًا ، وأجرينا دراسات السوق المطلوبة ، وقد فعلنا ما بوسعنا من أجل نجاح حقيقي في الأعمال التي نتولاها ؟

وحين تلجأ هذه المنشآت الاقتصادية أو الإنتاجية أو حتى المعرفية إلى دوائر الخبرة وبيوت التخصص بمثل هذا التساؤل تتعرف على حقيقة صعبة ، وهي إغفال هذه المؤسسات لعنصر أساسي وعملي في نجاحها وانتشارها ، ألا وهو إخفاقها في ميدان العلاقات العامة ، وتقصيرهم في التعامل مع المجتمع من خلال عيونها وآذانها وتوجهاتها الداعمة لمنشآتها .

قيل في المثل العربي قديمًا : لكل قفل مفتاح ، هذه حقيقة بسيطة ميسورة وسهلة يحفظها الجميع ، ولكن ، إذا واجهنا الواقع ، ونزلنا إلى ميدان التطبيق العملي ، وأردنا أن نتوسع بصورة عملية ريادية في المجتمع المحلي أو العالمي ، فنحتاج إلى أكثر من مفتاح لكل قفل ، وأكثر من لغة خطاب لكل عقل ، وأكثر حوار مع كل بيت وكل مكون مستهدف .

يخطئ من يظن أَن العلاقات العامة هي موظف يدير حسابات الإعلام الاجتماعي، أو مجموعة من الموظفين مسؤولون عن تقديم الشركة للجمهور من خلال الإعلام ، فالعلاقات العامة تشمل مسارات العمل برمته ، تدخل في بناء الرؤية قبل التأسيس، وتصل لخطاب الزبون أو الشريحة المستهدفة بعد شراء السلعة أو المنتج ، والحصول على التغذية الراجعة لفهم خطاب ما بعد البيع والتسويق، وهي بذلك مكون أساسي من مكونات التخطيط والتنفيذ والإشراف والمتابعة والتقييم والتقويم.

بهذا الفهم ، يتوسع مفهوم العلاقات العامة ليشمل الجانب الثقافي والمعرفي ، ويتغلل في العمل الإداري، ويهيمن على العمل الإعلاني والتسويقي ، ويتولى حماية الصورة الظلية للمؤسسة بعد تشكيلها ، فهو إعلام وإعلان ، وتخطيط وتنفيذ ، وتواصل وتفاعل ، وبناء شبكات علاقات واستثمارها ، وصناعة للرأي العام داخل المؤسسة وخارجها ، وضرب من القيادة والهندرة والهندسة والانتشار، ولون مهم جدًا من ألوان الدبلوماسية الشعبية الناجحة والناجعة في التعامل مع الواقع والتعامل مع الفرص والمهدددات في بيئة العمل التي تحتاج لدراسة ومتابعة حثيثة.

ربما لا يطيب للبعض مواجهة الواقع ، ويميل للراحة والرضى بما لديه ، وحين تسأله عن سبب ذلك ، يحاول إقناعك جاهداً بأن دائرة العلاقات العامة لديه نشطة وتقوم بمهمة كبيرة ، وأن الخلل طبيعي في المجتمع الذي يقبل أو يرفض المنتج أو السلعة أو الفكرة ، ولكن حقيقة التأصيل المفاهيمي للعلاقات العامة المعاصرة يمثل منظومة من كل هذا وذاك ، فهي بناء لقوة الذات وقوة الخطاب وقوة الدفاع وقوة التشكيل وقوة التسويق والعرض والإعلان ، وقوة الاتصال بالفرد والمجتمع، وهو ما يجعل الفهم القاصر لدورها على أنه نشرة أو إعلان أو تصميم أو مجلة أو برنامج تلفزيوني ، أو تسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضربًا من الخلل في الأداء سينعكس لا محالة على حالة الإنتاج وحجم المردود وشكل التفاعل .

وبهذا ، يترتب نجاح كثير من المجهودات المؤسسية والعملياتية والاقتصادية على نجاح هذه الأشكال المجتمعية في مجال تعاملها بحكمة مع العلاقات العامة ومتطلباتها للتميز بعد النجاح ، فإن اقتنعت بلغة الحاضر وهضمتها جيدًا أتيح لها باب واسع من النجاح والتميز ، وإلا، فعليها أن تغرق في التحليل والتخمين وإلقاء اللوم واختلاق الذرائع والبحث الدائم عن كبش للفداء .

==================

نتيجة بحث الصور عن نزار الحرباوي

المستشار الدكتور

نزار الحرباوي

تركيا / إسطنبول

@DRNIZAR06

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. تشريف لصحيفتنا هتون أن يطل علينا البروفيسور دكتور نزار الحرباوي في زاوية اسبوعية نستسقي منها تجربته وجّل خبرته وبحسه وعمقه في الطرح سيكون لصحيفتنا ريادة في محتوى يشار له بالبنان ..فأرق التحيات ووافر الامتنان والاحترام لسعادة الدكتور الحرباوي على هذا الدعم والمنح المنقطع النظير لصحيفتنا .. دمتم سعادة المستشار بحفظ الله ورعايته

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88