إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

“الميزة الوحيدة التي تجمعُ بين الناجحين في العالم”.

إن أردت علو الهمة وتحقيق الذات والنجاح والتميز والتفوق في كل الميادين وشتى المجالات وعشقت صعود الجبال وتحدي الصعاب وكانت وجهتك نحو المعالي كما الصقر يحلقُ في الأعالي فرفضت الهزيمة والاتكال وتمردت على اليأس والبؤس والإحباط والعيش بين الحُفر فكفرت بالخنوع والقعود مع القاعدين ولم تدع الدنيا تتقاذفك يمنة ويسارًا وكيف لا وأنت خليفةُ الله  في الأرض ولم تضع وقتًا وهبك الله إياه للعبادة والعمل وقررت أن تتحكم في حياتك وترسم الطريق نحو تحقيق هدفك فأصبحت في شوق جارف نحو الفوز برضا الله والوالدين وتحقيق أحلام عمرك والفوز بالميداليات والشهادات التي لطالما تخيلتها في نومك ويقظتك وتمنيت الفوز بها.

إن قررت ذلك فعلًا فاعلم أن هذا المقال من ألفه إلى يائه مخصص لك وسيأخذك في رحلة جميلة لن تكل ولن تمل من قراءته ولكن عليك التطبيق ثم التطبيق والفعل ثم الفعل لنحصل على ما نريد سويًا ، والآن ونحن وفي بداية الرحلة اربط حزام الأمان وتوكل على الله وافتح صفحة جديدة لنطلق عليها صفحة النجاح والمسئولية ولك أن تختار ما بدا لك مناسبًا وفي بداية السطر وفي الصفحة الأولى عليك أن تمتلك كامل الشجاعة والحرية  لتتحمل جميع مسئولياتك تجاه ذاتك ونفسك فما أنت عليه اليوم من رضا الوالدين أو سخطهما أو من الفقر أو الغنى أومن العلم أو الجهل أو من الصحة أو المرض أو من راحة البال أو التعب النفسي والجسدي والقائمة تطول ولا مجال لسردها وكل ما سبق نتيجة عملك في الماضي ويجب عليك أن تقر وتعترف أنك السبب الوحيد في ذلك إلا ما نذر، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، فلا لمرض الأعذار اليوم ولا لتعليق شماعة أخطائك على الآخرين أو الظروف أو الواقع الأليم  ولا وألف لا لرمي سهامك تجاه أهل بيتك وأولادك وحتى زملائك في العمل فكل هذا لن يفيدك بل سيزيد الطين بله وهو تمامًا كمن يدفن نفسه تحت التراب والخطر محدق به من كل جانب بل وأكثر ففي ذلك محاولة لتحميل الآخرين ما صنعته يداك وهذا إن يدل فليس له مدلول واحد سوى أنك جبان وعديم الثقة وخائف من تحمل المسئولية وهذا ما لا نريده لك أبدًا، ولأن الفرص الماثلة أمامنا تمر بسرعة وهذا ليس عذر مقبول لعدم اغتنام الفرص مهما كانت سرعتها فلن تكون بسرعة الضوء ومن الأمثلة في عصرنا الحالي والتي اغتنمت الفرص الدكتور “أحمد زويل”_ رحمه الله_ حيت عرف منذ أن وطأة قدماه أرض أمريكا الهدف القادم إلية بالفعل و برهن للعالم الغربي أجمعه أن هناك عقول عربية قادرة علة الفوز والمنافسة الشريفة وتحمل المسئولة ففاز بجائزة نوبل في كيمياء الكم عن جدارة واستحقاق ومن فلسطين لسننا ببعيدين عمن تحمل عبء الكتابة والتأليف ودعم الثورة الفلسطينية  ويكفيه فخرًا أنه دخل كل بيت عربي وكيف لا وهو الشاعر الفلسطيني المرحوم “محمود درويش” والتي تمت ترجمت الكثير من أعماله إلى لغات أجنبية وبه يكون النجاح والمسؤولية توءمان لا ينفصلان عن بعضهما البعض فالقليل من يستطيع أن يتحمل المسؤولية بنجاح يبهر العدو قبل الصديق ويقول المؤلف الإيرلندي جورد براند شنو :” المسئولية تعني الحرية لذا يخافها معظم الناس” ولتوضيح معنى المسئولية وعلاقتها بالنجاح ببساطة دعنا نسرد لك عزيزي القارئ قصة قصيرة بسيطة فتصور معنا أن شابًا تخرج وعمل في إحدى المؤسسات لقاء راتب قيمته 1500 دولار وهذا الراتب في معظم البلاد العربية يعتبر راتبا رائعا لشاب حديث التخرج والآن لنعود لصاحبنا الذي ما أن يتلقى راتبه حتى يتفنن في صرفة سواء بالضروريات أو الكماليات والأشياء الغير ضرورية أو عاجلة وبعد عام تقريبًا أعلنت الشركة عن خطة تقشف نالت الرواتب قسمًا كبيرًا منها فأصبح راتبه يساوي 500 دولار فقط فماذا يفعل ذلك الشاب الذي عود نفسه على مستوى حياة معينة والآن صاحبنا في ورطة فكيف يقسم راتبه هل للإيجار أم للسوبر ماركت أو لأمور كثيرة اعتاد عليها الشاب ومن كثرة تفكيره ونتيجة صدمته الكبيرة أصيب بأمراض كثيرة أقلها الضغط وأصبح مهددا في أي لحظة كي يطرد من البيت وعلى النقيض من ذلك فزميله في العمل والذي يتقاضى نفس راتبه كان يدخر جزءًا من راتبه كل شهر وبعد عدة شهور مرت الأزمة المالية التي كانت تعانيها المؤسسة إلا أن صديقنا المبذر والذي كان يصرف بلا عقل أصبح راتبه كله لا يكفيه أدوية وعلاجات… وحتى نسلط الضوء أكثر ونبرز بعض النقاط الرئيسية في تحمل المسئولية والنجاح في إدارة دفة الحياة كان لابد لنا أن نستعرض على عجالة بعض النقاط التالية :

يسأل بعض الناس والدهشة والحيرة تتملكهم فكيف لأناس أقل منهم موهبة وذكاءً وفطنته يحققون وعلى كافة الصعد لاسيما المالية منها انجازات مبهرة وهم يقفون كالمتفرجين فلا حول ولا قوة لهم بل يتوسع أحدهم فيزعم انه لديه حاضنة أوسع وظروف مهيأة أكثر للنجاح وإمكانات أعظم ودعم من هنا وهناك إلا انه يعجز عن فعل ما حققه فلان وآخرين وبكل صراحة يعترفون بأنهم عاجزون عن تحقيق خمس ما حققه زملائهم  من الناحية المالية ؟؟

والجواب وبدون أي مواربة ونحن لا ننسى فضل الله يعطيه لمن يشاء ولكن الناس الذين نجحوا وتحملوا المسئولية كاملة وبدراسة بسيطة تجدهم يتسلحون بعزيمة لا تلين وإصرار متين وثقة في قدراتهم ناهيك عن تحمل المسئولية بشكل كامل إن أصابوا أو أخطئوا ، فمهما فشلوا ستجدهم أتقنوا فن المحاولات والاستفادة من الفشل حيث يقول أرسطو :”ما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح ” بل تجدهم يدرسون الفشل طويلًا ويحللوا الموقف ويستخلصوا العبر ويضيفوا تجربة جديدة إلى تجاربهم المتراكمة وتتضاعف مسئولياتهم في العودة من جديد وإصلاح الأخطاء وتلافي المشاكل والعقبات لينبت الأمل من جديد كزهرة وردية تفوق اللون في جمالها والسحر في رائحتها وكيف لا ومذاقها النجاح بعد عدة محاولات متكررة كانت شملت التعديل والتغيير والتطوير ليجنوا ثمرة نجاحهم وربحهم الوفير.

إن كنت ولابد مُغامرًا فلا تغامر حد الجنون وأيضًا لا تبقى خائفًا عاجزًا من كل جديد ومغامرة فبين ذلك وتلك مسافة كبيرة للنجاح وتصويب للأمور ولا تنسى أن تتحمل مسئوليتك تجاه خطط مدروسة وإياك من وساوس الفشلة والناظرين تحت أقدامهم فهم أعداء التطور والنجاح والإبداع وطابور السلبية المقيتة وانظر جيدًا وتفحص الأمر بجزئياته وكلياته فأنت من يتحمل المسئولية الأولى في النجاح أو لا سمح الله في الفشل والذي دائمًا أحب أن اسميه خطوة على طريق النجاح وخير مثال اختراع المصباح الكهربائي الذي أنار العالم في عصره يل اختراع آنذاك وأضاف إلى العلم الكثير كان بعد محاولات من الفشل بلفت الألف تقريبًا فأي عزيمة وإصرار كان يمتلك إديسون؟

اجعل من عقلك الباطن وقودًا للنجاح ودافعًا ومحركًا صوب تحقيق أهدافك فاكسبه معك لا ضدك فإن كنت ترى نفسك ناجحًا بحق وقادرًا على تحمل الصعاب ومواجهة المشقات وذو نفس طويل فاعلم أن عقلك الباطن سيقف معك ويدفعك إلى الأمام ويحفزك لتحقيق أهدافك ويرمم أخطائك فهو بمثابة القوة المحركة في السيارة أو الباخرة أو حتى الطائرة حتى وأن قال عنك معظم الناس أنك فاشل وعلى النقيض من ذلك لو كنت فاشلًا وكانت عبارات صعب ولا أستطيع ولا يمكن ومن المحال أكثر ما تردده فيعطيك عقلك الباطن إلا الإحباط والخوف المدمر واليأس المقيت حتى لو قال كل الناس عنك انك ناجح وللأسف فالنتيجة الحتمية لمثل هؤلاء هو السقوط المدوي في مربع الفشل ودوامة الرعب والخوف التي لا تنتهي ومستنقع التبعية لذك أنصحك بتوكيدات من قبيل أنا قادر وسأفعل وسأنجح حتى لو لم تنجح منذ المرة الأولى والثانية وحتى الثالثة فعليك بالاستمرار والاجتهاد والتوكيدات المطلوبة كي يتحول عقلك الباطن من مزرعة فيها الشوك و الأعشاب والحشائش الضارة إلى بستان الأمل والعطاء والجد والعمل والنجاح وتحمل المسئولية، واعلم أن ما تعطيه لعقلك الباطن يزودك به على طبق من فضه فأحسن زراعته بالكلام الطيب وبالتوكيدات المفيدة ليصبح جنة الله في أرضه يحتوي ما لذ وطاب من طعام الروح وعلى سبيل المثال لك أن تتخيل ببستان مليء بالورود يفيض بالماء وبه ما طاب من الثمرات منظم في زراعته وترتيبه وآخر كله شوك وحشائش ضارة وأرض قاحلة فأي البستانين تختار؟؟

لا تتوقع أبدًا أن تحمل المسئولية والنجاح شي سهل بل يحتاج إلى الصبر والعزيمة والإصرار والصمود وخير مثال إخواننا الأسرى الإبطال في فلسطين الذين يمتلكون  عزيمة وصبر وجلد ونضال منقطع النضير في سبيل تحقيق أدني مطالبهم فالماء والملح فقط ما يبقيهم على قيد الحياة رغم ما يمارس ضدهم من محاولات للتغذية القصرية والضغط النفسي الهائل إلا أنهم صامدون وفي كل يوم ينظم أسرى جدد للإضراب إنها مسئولية بحق فنافذة الحرية أمامهم والأمل الذي يسكن في أجسادهم يجعل من مطالبهم وحريتهم أمرًا يعيشونه لحظة بلحظة لا سبيل لثنيهم أو كسرهم بل النصر حليفهم لا محال يعزز ذلك إرادتهم العقلية النابعة من تأييد عقلهم اللاواعي وعقلهم الواعي ولكل من يريد أن يتعلم كيف يتحمل المسئولية الفردية والجماعية وتحقيق ما يصبو إليه أن يجعل أسرانا خير قدوة لهم وهم بدون أدني مبالغة عمالقة هذا العصر وأحراره وتاج على رؤوس الأمة جمعاء .

النجاح يستلزم الإدراك والواقعية لما أنتم مُقدمون عليه فلا نجاح في الخيال ولا تحمل مسئولية في المنام ونحن لسنا ضد أي حلم مهما كبر وبدا لك مستحيلًا فهل الهبوط على القمر كان في وقته حلمًا واقعيًا أم أن الفضائيات كانت في الستينات من العقد الفائت أمرًا واقعيًا ولكنها تصبح حقيقة وليس بين عشية وضحاها وهل الدكتوراة بعد شهادة الثانوية  العامة أمرًا واقعيًا وخير مثال واضح للعيان فقد كثرت المراكز التجارية الضخمة  الأبراج وهي لم تقم بين ليل ونهار بل احتاجت طاقم هندسي لرسم الخارطة ثم الحفر ويناء القواعد ثم الأعمدة فالأسقف وهكذا حتى نصل إلى مرحلة  التشطيب و الدهان لنرى البناء وقد اكتمل في أبهى حلته وأجمل منظر أما حلم غير واقعي بدون أهداف مرحليه وواقعية فالنتيجة الحتمية للأسف تقود إلى فشل ذريع و خيبة أمل كبير بل وأكثر من ذلك فالحلم الخيالي الغير واقعي يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس وبالأناس المحيطين  وهو ما يعني تحطيم كامل لمفهوم سعينا منذ بداية المقال أن نوضحه وهو فقدان الثقة وانعدام المسئولية فحذار من أحلام المريخ وأمنيات زحل .

إياك أن تتحمل مسئولية لا تريدها ولا ترغبها بل تكرهها وخير مثال على ذلك الكثير من الطلاب دخلوا الكليات التي لا يحبونها من اجل إرضاء والديهم أو لأنه سمع من بعض الناس أنها أفضل من غيرها وينتظرها مستقبل باهر وهذه نتائج مؤلمة واعتبرها ضحية خصوصًا إن دخلت تحت الضغط وسيكون الفشل  من نصيبهم حتى لو تخرجوا بصعوبة فمهنه لا يحبونها كيف سيمارسونها بحب ورضا وإبداع؟ وكيف سينجحون بجدارة؟ والأكثر من هذا كيف سيتحملون المسئولية تجاه أنفسهم أو تجاه مرضاهم لو افتراضنا جدلا أنهم دخلوا كلية الطب بدون إرادتهم؟؟ أما لو دخلوا ا حسيب إرادتهم فسيحملون المسئولية كاملة ويتوفر ليهم قوة دافعة محركة وقدرات لامحدودة على التحدي والصمود رغم كل المشكلات ووقتها فقط سينعم بلذة النجاح وأدعوه عند كل نجاح أن يكافئ نفسه فلا مانع من رحلة بحرية أو أكلة مفضلة لديه وفي أجمل المطاعم التي يرتادها أو هدية مغرم بها كزجاجة عطر فاخر وله أن يختار ما يشاء فمكافأة النفس لها عظيم الأثر النفسي للشخص وتشحذ من همته ومن أعظم الناس الذي كان يكافئ نفسه عند النجاح الدكتور “إبراهيم الفقي”_رحمه الله_ونفعنا بعلمه .

وأخيرًا وليس آخرًا.. أوجه رسالة للشاب العربي من باب المسئولية تجاه أمتنا ووطننا العربي الكبير أقول له لا تنتظر الوظيفة على طبق من فضة بل هناك دول بأكملها تعتمد على العمل عن بعد كالهند مثلا وأن لم تنجح في البداية فلا تيأس فالناجح ليس في قاموسه كله يأس أبدًا، ابحث واعمل وطور من قدراتك واشتغل على نفسك واتعب واسهر ليل نهار ولا مانع من دورات في هذا المجال فالعمل على الانترنت أصبح أوسع مما نتصور فهو لا يستهدف المبرمج وخريج الحاسوب فقط بل المجال مفتوح للإداريين والمحاسبين والمعلمين وغيرهم كثير ولكن طور من قدراتك للمرة الألف فالمنافسة على أشدها وعقلنا العربي قادر على صناعة المعجزات وستنجح بإذن إن أخلصت النية لله وسعيت بحق وسنحتفل معا واختم بقول الكاتب والروائي مايكل كوردا “الميزة الوحيدة التي تجمع بين الناجحين في العالم هي قدرتهم على تحمل المسئولية”.

أخوكم/ م.خالد عماد عبد الرحمن

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88