البيت والأسرةتربية وقضايا

هل الغيرة دليل على الحب أم أنها شك مغلف؟

الغيرة هي مشاعر من الخوف من الفقدان والغضب والإذلال، تحدث نتيجةً للشعور بتهديد حقيقي أو وهمي من دخول شخص ثالث للعلاقة، وهي تُصيب جميع العلاقات؛ مثل: العلاقات الرومانسية، والعلاقات التي تربط الأصدقاء، والعلاقات الأسرية كعلاقة الأخوة بين بعضهم وتنافسهم على الحصول على اهتمام الوالدين.

 

الغيرة بين الرجل والمرأة:

إن عاطفة الغيرة لا تختلف كثيرًا بين الرجل والمرأة، ولكنها تميل إلى الحدة عند الرجل أكثر من المرأة، بعكس ما يعتقد كثير من الناس.
وأجرت دراسات عدة مقارنات بين الغيرة عند المرأة والرجل؛ من أجل فهم الفرق بين هذه العاطفة الجبارة عند الجنسين.

المرأة

– تحاول المرأة بشتى الوسائل منع زوجها من الالتقاء ببعض الناس، الذين لا ترتاح لهم.
ولكن لسوء الحظ فإن ذلك يتحول إلى هاجس يجعلها تعيش في خوف دائم؛ لاعتقادها بأن الزوج قد يضيع، وبذلك تقع العلاقة الزوجية تحت تهديد خطير.

– بعض النساء يشعرن بالغيرة حتى من وظيفة أزواجهن، وبخاصة إذا كان يعمل في بيئة توجد فيها نساء أخريات كثيرات.

– إن المرأة يمكن أن تغار من عدم إعطاء زوجها الاهتمام الكافي بها أو عدم الإصغاء لحديثها.

– بعض النساء يشعرن بالغيرة إذا تأكدن أن أزواجهن لا يفكرون بهن طوال الوقت، لذلك فالغيرة عند المرأة مرتبطة بفقدان الأمان والثقة بنفسها.

الرجل

– غيرته قوية جدًّا إلى حد أنها قد تعوق سعادة المرأة، وتجعل منها إنسانة حزينة للغاية.

– تُعدُّ غيرة الرجل طريقة للتحكم بالعلاقة الزوجية، فهناك رجال يحاولون التحكم بكل تحركات زوجاتهم، فعندما لا يثق الرجل بزوجته فإنه يريد منها أن تعبر عن حبها له طوال الوقت.

– غيرة الرجل تجعل المرأة تشعر بالاختناق، وذلك بعكس غيرة المرأة التي تحاول التحكم بها طوال الوقت؛ لعدم إزعاج زوجها.

– إن الرجل يميل إلى الشعور بالغيرة خشية الخيانة الحميمة للمرأة، في حين أن المرأة تشعر بالغيرة بسبب الخيانة العاطفية للزوج.
والدليل هو أن 40% يمكنهن أن يغفرن له خيانته، أما نسبة الرجال الذين يغفرون خيانة زوجاتهم لهم فلا تتعدى الواحد بالمئة.

كيف تتحول الغيرة إلى شك؟

قال مدير مركز الاستشارات الدولية للطب النفسي، الدكتور محمد النحاس: إن «الغيرة الإيجابية هي التي تحرك المشاعر، وتؤكد وجود الحرص على الآخر، فيما الغيرة السلبية تنقل المشاعر عن طريق الشك والارتياب ومراقبة الطرف الثاني»؛ مشيرًا إلى أن الغيرة إن لم يكن لها مبرر، تكون المشكلة في الشخص الغيور، فيما إن كان لها مبرر فلا بد من التعاطي معها بحكمة.

ولفت النحاس إلى أن نمط المرء الشكاك لا بد أن يكون غيورًا، «والغيور ليس بطبيعته شكاكًا، ولكن تطور الغيرة يوصله إلى مرحلة الشك، وهذا لا يُعدُّ حبًّا، وإنما تدمير للحب، إذ يجب تتويج العلاقة بالثقة، لأن الثقة منبع الاحترام المتبادل»، موضحًا أن الشكاك «شخص ليست لديه ثقة بالنفس، والغيرة التي تجعل الشخص شكاكًا، يكون ذلك بسبب عدم قدرة الشريك على كسب ثقة الآخر، لذلك لا بد من تغطية الطرف الثاني بالحوار والتفاعل الوجداني، كي لا يترك لأي شخص آخر يشغله.

كيف نتعامل مع الغيرة الزائدة؟

أشار د. النحاس إلى أن الغيرة المبالغ فيها، تشعرنا بأنه ليس هناك ثقة وإحساس بالأمان، وليس هناك احترام، لذا تنهدم العلاقة.
ورأى أنه من الضروري على الشخص تمرين نفسه على أن زيادة الثقة بالذات، وبالطرف الآخر، فلا يدقق في الأسئلة إلا عند الضرورة، أو المواقف التي تستدعي السؤال عنها والتوقف عندها.
ولفتَ إلى وجوب الإبقاء على مساحة من الحرية للطرف الثاني، وكذلك ترك الآخر يسرد ما يجب سرده. 

ويرى النحاس أن الصداقة التي تجمع بين الطرفين، هي القادرة على تقريب الشريكين، إذ يكون الزوج الصديق القريب الذي لا يهدف إلى التجسس أو المراقبة كما يفعل البعض.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88