إياك وإطلاق الأحكام

عِـشْ لحْظَاتك بالشُكـْر والاستْغفار؛ فإن أنفاسنا لا تخلو منْ النِّعم، وحياتنا لا تخلو من الذنوب.

الناس ليسوا سيئين جدًّا كما تتصوّر، ربما تتصوّرهم هكذا لأنك بعيد عن الله.

قصة مقتبسة وفيها أكثر من عبرة “إطلاق الأحكام والبعد عن كتاب الله”

قامت عائلة متدينة بدعوة رجل دين على العشاء، وبعد العشاء لم يجدوا الورقة النقدية التي كانوا قد وضعوها على السفرة قبل العشاء، وبعد أن غادر الرجل البيت، تحدثت الزوجة مع زوجها بغيظٍ شديد واستهزاء قائلة: انظر، لقد سرق ضيفنا -المقدس- المال من على السفرة.

أجابها الزوج: نعم.. بلا شك هو الذي سرقها لأنه لم يكن هناك شخص غريب في البيت سواه، رغم أننا كنا سنعطيها له عن طيب خاطر وقد وضعناها على السفرة لهذا الغرض، هذا الرجل حرامي ولن نذهب لنصلي في معبده مرة أخرى.

بالفعل انقطع الزوجان عن الصلاة في المعبد، وبعد مرور شهرين تقابلت الزوجة بالصدفة مع رجل الدين في الشارع، فحدثته بحدة قائلة له: بلا شك أنك لاحظت انقطاعنا عن الصلاة لديك لمدة شهرين، ألا تعرف السبب؟

سألها: وما السبب؟

أجابته: لأنك أخذت المال الذي كان موضوعًا على طاولة السفرة، يوم كنت تلبي دعوتنا.

أجابها الرجل: نعم أخذته ووضعته تحت كتاب الصلوات لأن الورقة النقدية كانت موضوعة أمامي، فخفت؛ لئلا ينسكب عليها بعض من الماء أو العصير.

قال هذه العبارة ثم تركها ومضى.

أسرعت الزوجة لبيتها ورفعت كتاب الصلوات لتجد أن الورقة النقدية موضوعة تحته.

الرجل لم يكن حرامي كما ظنوا، كل ما في الأمر أنها هي أو زوجها لم يقرأ أي منهما في كتاب الله منذ شهرين، وربما أكثر؟!.

اللهم ارزقنا النور والبصيرة واليقين في عقولنا وقلوبنا، والإخلاص والنقاء في نفوسنا ونوايانا، والسعة في أرزاقنا، والصحة والعافية في أبداننا، والتيسير في أمورنا، وارزقنا الشكر على ما أنعمت به علينا، واغفر لنا ومن نحبه في الله.

بقلم الكاتب اللبناني/ أ. خالد بركات