الكابتن ريما الممثلة فنيًا والحقيقية مهنيًا

جميع الأدوار في أي مسلسل تُكتب -كما يقال- على ورق وتظل هكذا إلى أن يأتي الممثلون ليظهروا هذا الورق بشكل مشرف لافتين الأنظار لهم.

كنبت / هتون الشمري 

ومن هؤلاء نجد الفنانة الكابتن ريما (حور) إحدى أبطال مسلسل (الميراث)، هذا العمل الذي يعد مسلسلًا ناجحًا بكل ما كتب فيه من ورق، وتأتي كابتن (ريما) لتبصم على نجاح الورق المكتوب للمسلسل من خلال ما قدمته من جانبين:

-الجانب الأول: قدرتها من خلال أعمالها وعملها هذا في تقمص أدوار كل الشخصيات المرتبطة بأي عمل وأسلوبها الخاص في تقديم أي شخصية.

– الجانب الثاني: تلك الملامح التي تتقمصها في كل أدوارها حيث يتضح بشكل جليّ الانفعالات والمشاعر المطلوبة في كل المشاهد فنحن وجدناها خلال الميراث تلك الفتاة الفكاهية في حوارت الحلقات الأولى وكيف تجعلنا نبتسم على قفشاتها مع أختها (شهد) ونجد تلك الفتاة التي ترتبك في حوارها مع (إبراهيم) محامي الشركة، قبل دخولها في علاقة حب معه، وأيضًا تلك الانفعالات الصادقة التي قدمتها في حواراتها مع والدتها واعتراضاتها على ما يتم بالشركة.

وفي إحدى حلقات الميراث الأخيرة نجد ذلك  المشهد لها في المستشفى عند زيارة للمحامي إبراهيم، عكس مدى وعي الكابتن (ريما) بما وجد في الورق، حيث جعلتنا نشعر بتأكيد منها على أن الممثل لا يمكن أن يكون ممثلًا بالمعنى الصحيح، إلا إذا كانت غايته في الحياة، غاية الخير، فرغم جرح الحب الغائر لكننا وجدنا في هذا المشهد كيف عكست الدور، واستسقى منه المشاهد صدق المشاعر لدى (حور) فهذه الممثلة فنيًّا الحقيقية مهنيًّا، جعلت العواطف الصادقة هي التي تولد الإحساس الصادق في الفن، فهي تحمل مزايا الفنان السليم الإحساس، فبقدر ما يكون صادقًا ومتدفقًا تلقائيًّا لا قسريًّا بقدر ما يكون الأداء الفني متحركًا وذا قيمة جمالية عالية.
وتكمن الدراما كلها في لحظات الاستغراق والتأمل تتخللها الاختلاجات النفسية التي تهز المشاهدين الجالسين أمام الشاشات فيتعايشون مع المشهد كهذا المشهد وكأنه حقيقي إلى أن يتبين كل منهم حقيقة وجوده وحقيقة من حوله.

وهذا ما فعلته (ريما) في مشهدها هذا الذي لا يستحق التصفيق فقط، ولا الإشادة والثناء، بل يستحق حديثًا تدريبيًّا لكل مبتدئ في التمثيل وأنموذج مشرف يتعلم منه.

https://twitter.com/hatoonaziz/status/1325870847010213888?s=21