إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

فلَس طين

يأخذ الفلس معنى الوهن وذهاب طاقة وروح الفعل، ويأخذ الطين معنى الحالة الأولية للمادة والوجود.

عندما تجد الأجيال الجديدة حضورها وجهًا لوجه أمام عبارتين بهذا التجاور محفورة في تضاعيف تراث أمة العرب، تأخذ النابه من هذا الجيل غرابة التجاور لكلمتين، الأولى ذات طابع روحاني والثانية ذات طابع مادي، لتبدو وكأنها ثنائية العقل/ المادة، قد انفصلت نتيجة جهد موجه منظم مقصود، وكأن هناك تشريح فعل أفقد الذات فعالية التحام الروح بالجسد.

نعم إنها كلمة ملتصقة الوجود منفصلة التواجد؛ لأن باعث ديناميكيتها فقد معناه بفعل التغييب لاتصال الكلمة وبعث فعل الانفصال الذي يعطي دلالات انفصال الجنسيات والدويلات واللهجات والاقتصادات والمصالح والولاءات. بمعنى أن انفصال الدلالة أخذ طابع الواقع وتجلياته وخصوماته وهوانه.

واقع تفتحت فيه أعين الأجيال الجديدة على كثافة، اتصال يحجب أكثر مما يسمح بالرؤية. حجبوا عمدًا قضية أرض تُغتصب، وشعب تم تهجيره من وطنه وأرضه، هي بعض كياننا العربي، بل هي قلبنا النابض تاريخًا وحاضر.

شعب عربي تحت الاحتلال والإذلال والتهجير، وأجيال عربية لا تعي قضيتها وذاتها العربية. لم يعد يدرك العربي أننا وحدة واحدة وجغرافيا واحدة وتاريخ ودين وكيان واحد. نسي أو أُنسي أن فلسطين عقل وطبيعة عربية فيها تتجسد عضوية جسد كله أعضاء وطنية لكيان عربي واحد رغم أنف النفوذات، والتطبيعات، لأن العربي لم يفقد ذاكرته بعد.

الكاتب/ سالم بن عبد الله القرشي

salemqurashi@gmail.com
حساب تويتر ‏Mansa2099@

مقالات ذات صلة

‫45 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88