زوايا وأقلاممشاركات وكتابات

عبـر منصَّـة مدرستـي

أتاني يشكو حالهُ،
بقولٍ يعكِسُ عمقَ جراحهِ،
يقولُ والعَبرةُ تخنقُ قولهُ:

يا سعدُ دَعْ عنكَ شُحوبَ وجهي وانسكابةَ أدمُعي، واستمع لقولي، فقد أتيتُ إليكَ بعد ما حطَّمَ فؤادي صلابةَ أضلُعي،
يا سعدُ قد سُكِبَ براحَةِ مسمعي، صوت يُذهِبُ العقلَ الرزينا،
يا سعدُ قد ولجَ بالأُذنِ صوتُ حانيةٍ، أذابَ بغنجهِ أفئدة السامعينا،
يا سعدُ قد عشِقَتْ أُذناي أحاديثُ مُعلِّمةٍ، تُعلِّمُ الأطفالَ قولًا كريمًا،
تُرتِّلُ عبرَ منصَّةِ التعليمِ قولَ الرَّحيمِ ومن خلفها الأطفال مُردِّدينا،
ويتخلَّلُ الدَّرسَ قليلٌ من مُداعبةٍ، تُداعِبُ فيهِ روحَ الدَّارسينا،

ثُمَّ سألَتْ ابنتي بصوتٍ خافتٍ، كسلسبيلٍ يُزيلُ الظَّمأ اللعينا:
“هل كُنتِ بالأمسِ حاضرة”؟

وضعتُ يدي على ثغرِ ابنتي وبلا وعيٍ أجبتها: وكيف يكونُ لي أمسٌ وأنا اليوم وُلِدتُ وأمسيتُ حيًّـا بالحياةِ الفانية؟!
ردَّتْ تقولُ بعدَ تلعثُمٍ: من أنتَ ومن تكون؟
قلت: صدقيني أمسيتُ أجهلُ من أنا، ولستُ بجوابي هذا من الكاذبين، فما حدثَ أمرٌ جلل، أنساني عُلوَّ حسبي وطيب النسب، وأيقنتُ بسبب ما جرى بأنَّ للصوتِ جسدٌ مُكتمِل، يهجمُ ويقتحِم، يأْسِرُ بظلمٍ ويبطِشُ بفُجر، والمأسورُ يُصبحُ بينَ يديهِ طاعنٌ بالحِكمة وبالحبِّ قد طُعِن، ثم يُلقيهِ بلا رحمةٍ بينَ أمواجِ الحُوَم؛
سُبحانَ ربِّـي كيفَ جعلَ من الصوتِ الشجيِّ شِهابًا يتلقَّفُ مسامِعَ القاعدين،
صوتٌ خطفَ بضيائهِ بصيرةَ المُتأملين،
وأشخصَ أبصار السامعين بشاشاتِ الدارسين،
صوتٌ أظهرَ لنا أناقةَ ناطقِه، وعُمقَ باطنهِ لا ينضَبُ عجائبه؛

يا معلمة القرآنِ والدِّينِ،
يا من أَوصيتِ بتلاوةِ الحديدِ،
دثريني بالصوتِ الشجيِّ كُلَّ يومٍ، وسأحمِلُ أنا راياتَ الصمتِ المُبينِ.

يا سعدُ ما إن أنهيتُ طلبي إلَّا وأصابَ برنامج (التيمز) داءٌ لعينٌ يُقال له (التعليق)،
ولا أعلمُ يا صاحبي هل ستُلبِّـي مطلبي أم ستكونُ لي من الطارديـن،
ولا أعلم هل سأعتلي بعدَ قولي المجدَ أم سَيُدفَنُ كلامي تحتَ ثرى المُتجاهل العنيـد.

بقلم/ سعد مطير القرشي

مقالات ذات صلة

‫50 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88