إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

أسلافنا عِبرة

في هذا اليوم الجميل المعتدل وأنا عائدة من العمل، مررت بأحد الأحياء الجميلة الراقية، كنت أتأمل البنايات والمنظر الجميل، رأيت شيخًا طاعنًا في السن، يحمل مكنسة ويكنس أمام جنبات باب المنزل (منزله)، يرش الماء ثم يعود للكنسِ.

ولما اقتربت منه نظر إلي وابتسم، فبادرت وقلت: “يعطيك الصحة يا عمي” وأكملت طريقي، لكنه ردَ علي قائلًا: “عيشك بنتي”، فقلت له: “لا تتعب نفسك فالمكان نظيف وسنك لا يسمح”، قال لي: “نعم يا بنتي لقد ألفتٌ هذه العادة وإن لم أنظف بالقرب من باب المنزل أو أجد الحي متسخًا أتأثر ويؤلمني قلبي”، قلت له: “بارك الله فيك، صدقت، لو كل منا قام بما تقوم به أنت لما وصلت أحياؤنا والطرقات إلى هذه الحالة، أنتم السالفون بارك الله فيكم؛ حاولتم بكل الوسائل والطرق تلقيننا وهذا الجيل أساليب راقية لمواجهة الحياة، وتركتم صفات وعادات جميلة، لكن لا حياة لمن تنادي، ها أنت تحمل المكنسة وتقوم بواجبك، أنظر إلى ذلك الشاب هناك وذلك الفتى كيف يراقبان ما تفعله لكن دون جدوى، لا يعرفان سوى الإمساك بالموبايلات والجوال بأيديهم، وما زاد الطين بلة يأكلون شتى أنواع المأكولات ويرمون الأوساخ على قارعة الطريق، في حواف البنايات والمنازل”.

حبذا لو يأخذ هذا الخلف من هذا السلف العادات والتقاليد والصفات الجميلة، ويكون خير خلف لخير سلف؛ ترتقي الأنفس، والأعمال، والمدن، والأوطان.
وما الحياة إلا رسائل وردية بين الأجيال نشتهي تحقيقها والتنفس بعبير النصائح التي تحتويها.

الكاتبة الجزائرية/ مسعودة مصباح

مقالات ذات صلة

‫71 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88