حوار مرئي

الشاعرة مسعودة مصباح: لولا “الـفيسبوك” ما صدرت دواويني.. والشعر رسول كلّ زمان

شغف بالشعر لا ينتهي، كفاح مستمر وعطاء لا ينضب، تجربة طويلة تكللت أخيرًا بنشر ديواني شعر كانا أقرب للحلم. شاعرة جزائرية، عايشت العشرية السوداء، تزامنت مع ظروف قاسية أثرت شعرها، لم تواتها الظروف للظهور على الساحة كشاعرة إلا بعد أن أمدتها مواقع التواصل الاجتماعي بتهديم الحواجز، لكنّ شغفها بالأدب منحها جائزتين في بداياتها ما شجعها على مواصلة الطريق، صديقها الحرف ورفيقها القلم، مشاعرها المحرّك والدافع الرئيس، لذا فحرفها يخترق القلب ويلامس وترًا في نفس القارئ.

إعداد وحوار/ م. خالد عبد الرحمن، فاطمة الزهراء علاء

س: عرفينا بكِ أستاذة مسعودة؟

ج: مسعودة مصباح، شاعرة جزائرية عصامية، من مواليد مدينة قسنطينة، ولدت وتربيت وكبرت وما زلت هناك، بدأت الكتابة خاصة الشعر منذ الصغر لشغفي بالقراءة والمطالعة، ولي عدة هوايات فأنا أحب الموسيقى، والرسم، والكتابة، والسفر ومشاهدة التلفاز، أحب عمل الخير والعمل الثقافي، كشاعرة لي ديوانين شاركت بهما في المعرض الدولي للكتاب (سيلا الجزائر) لسنتي 2018 / 2019، وذلك بديواني “اشتياق، وذابت في شراييني” ولي عدة مشاركات في دواوين جامعة، منها: الموسوعة العالمية للشعر النسائي (المغرب)، والديوان الجامع للمبدعين العرب لدار النشر والتوزيع النيل والفرات (مصر)، والديوان الجامع تحت عنوان كورونا والشعراء (عمان).

س: ما أبرز ما يميز طفولة مسعودة مصباح؟ وكيف أحبت الأدب؟

ج: ككل طفلة عشت طفولة جميلة هادئة بريئة في كنف عائلة كبيرة تتكون من الوالدين والأخوات والجد والجدة والأعمام، كنت أحب اللعب والشغب، وكان لي الكثير من الأصدقاء، أما حبي للأدب فكان بمحض الصدفة إذ كنت أقرأ كل شيء حتى القصاصات الملقاة على الأرض، أقرأ الجرائد وحتى وصفات الطبيب، فقد كنت شديدة التطلع وكنت أحب قراءة القصص والروايات وكل ما له علاقة بالحرف وكنت أرسم كثيرًا.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]مصباح: سن المراهقة هو سن الانطلاقة، والحياة لم تهدني فرصة لمواصلة التعليم[/box]

س: ماذا كتبتِ في سن المراهقة؟ وهل ما زلتِ تذكرين بعض نصوصك؟

ج: في الحقيقة كتبت بعض الخربشات لكن أغلبها ضاع هنا وهناك، كما كنت أحب كتابة التعبير بأسلوبي الخاص، وأصيغ حِكَمًا بأسلوبي أيضًا، من تلك الحكم والتي ما زلت أتذكرها “إنّ الإنسانية كل الإنسانية أن تجعل ثقافتك سلوكًا جميلًا تتعامل به مع الناس”.

س: هل لكِ أن تضيفي شيئًا عن حياتكِ الأكاديمية وأبرز إنجازاتكِ؟

ج: في الحقيقة لم تُتح لي الحياة والظروف أن تكون لي حياة أكاديمية وإنجازات جامعية، إذ اكتفيت بالدراسة بالمعهد والحصول على دبلوم في تقنيات التسيير وآخر في الإعلام الآلي، وذلك لظروف عدة.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]مصباح: كانت مواساتي في نجاح إخوتي، ودواويني أكبر إنجازاتي[/box]

س: في حياة كل منا لحظات لا تُنسى، قد تكون لحظات سعيدة أو مؤلمة، فما هي أهم اللحظات في حياة مسعودة مصباح؟

ج: صحيح وهي كثيرة، المؤلمة منها كانت أصعبها وفاة أمي، كنا أطفالًا حينذاك وكنا في العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر سنوات التسعينيات مما زاد من الحزن والألم، وكذلك عدم حصولي على شهادة البكالوريا، وبعدها وفاة أبي، كل ذلك كان مؤلمًا وحزينًا، ولم أحظَ بوظيفة رغم البحث الكثير ولم أجد من يساعدني على ذلك.

أما اللحظات السعيدة منها، فكانت في نجاح إخوتي بالبكالوريا والجامعة، والحياة العملية، وتخرجهن بشهادات، وزواجهن، كما أحببت الجزائر ونجاحها في عدة إنجازات خاصة الرياضية كنت أسعد بذلك، وأهم شيء وصلت إليه وسعدت كثيرًا به هو إنجازي الأدبي وطبع ديوانيّ “اشتياق، وذابت في شراييني”، كانت معجزة بالنسبة لي وقد حققتها بفضل رب العالمين، وزادت سعادتي عند مشاركتي بالمعرض والمهرجانات والأمسيات الشعرية.

س: نصكِ الأول فاتحة مجدك الإبداعي، هل ما زلتِ تذكرينه؟ وكيف كانت بداياتكِ الشعرية، وما هي المؤثرات في تكوين تجربتكِ الإبداعية؟

ج: أتذكر أن نصي الأول، والذي شاركت به في إحدى المسابقات الإذاعية، كان نص “سقوط”، وكذلك النص القصير جدًّا “حلم”، وفزت عن نص سقوط بالمرتبة الثالثة من بين المشاركات الكثيرة، وكذلك نص “غصن الزيتون” الذي شاركت به في إحدى مسابقات وزارة الثقافة، في ذكرى وفاة الرئيس محمد بوضياف، والذي تلقيت رسالة شكر على المشاركة به، ما شجعني على مواصلة الكتابة.

      سقـــوط          حلـــــــــــــــــــم

سقط قلبي بين أضلعي          رأيتك قادمة من بعيد

وانكسر حلمي معه                تحملين باقة ورد جميلة

سالت له أدمعي                     لم أصدق ما رأيت

وعصر قلبي دمـه                   لأنني عودت نفسي منذ الصغر

كان … ظلما                         لا أستطيع لمس القمر

كان … ألما                           ديسمبر 1993

حــــــان … حلما

ولم أستطيع

أن أجمعــــــــــه

29/ 11/ 1991

أما بدياتي الشعرية، فكانت ككل محب للكتابة شغوف بالحرف، وكنت كلما قرأت أو تأثرت أجد نفسي أكتب حتى أصبحت عادة جميلة، وهكذا حتى يومنا هذا، أما عن أهم المؤثرات في تكويني الإبداعي فكان محيطي، وكنت أسمع جدي وأمي يتكلمان عن الشعر والسياسة، وعن الشيوخ خاصة الشيخ عبد الحميد بن باديس وإنجازاته، وكيف كان يحارب الاستعمار بالقلم والحكمة، وكانت من أهم المؤثرات أيضًا المدرسة الجزائرية والمعلم والكتب التي كنت أطالعها متنوعة بين القصص والروايات والكتب الدينية.

س: كيفَ كان التشجيع والدعم في البداية؟ وهل كانت هنالك عراقيل وصعوبات أمام انطلاقتكِ الأدبيَّة؟ وكيف تغلبتِ عليها؟

ج: منذ صغري كنت أكتب ولا أحد يعرف ذلك إلا أمي -رحمها الله- التي كانت تقرأ لي وتصحح لي وتشجعني كثيرًا وكنت أكتفي برأيها، إلى أن علم باقي أفراد العائلة بما أكتب فأصبحوا يشجعونني، واستمر ذلك مع زملائي بالدراسة عندما علموا أن لي بعض الخربشات فكانوا يشجعونني ويفرحون بما أكتب.

ومع مرور الوقت وتطور الحرف والإبداع أصبحت أطلع على الجرائد وأرى الحصص والبرامج التثقيفية، ومن خلالها أرى الشعر والشعراء والأدباء، وأصبح عندي فضول بكيفية نشر ما أكتب في الجرائد، وحاولت كثيرًا، منها ما تكلل بالنجاح ومنها ما فشل، لكن لم تكن النتيجة كما أردت، وكانت هذه المسألة تشكّل عائقًا كبيرًا لبروز إبداعي وشعري، والوصول للمشاركة في الأمسيات والحصص كان بالأمر المستحيل، لأن الإعلام كان يهتم بالكتاب والأدباء المعروفين فقط، لكن كل هذا لم يؤثر بي، ولأن الكتابة والشعر شغف وحب تابعت طريقي.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]                                      الشاعر انعكاس للبيئة     [/box]

س: ما هي الموضوعات التي تطرقتِ إليها في مجاميعكِ الشعرية؟

ج: الشاعر يتأثر ويكتب وقد كتبت في عدة مواضيع، أهمها “الوطن، الأم، فلسطين، الحب، العشق، الحلم، الأمل، الغربة، الليل، الظلم”.

س: ما هي القصيدة التي تعتزين بها وتودين تقديمها للقراء؟

ج: هنالك عدة قصائد ونصوص أحبها، منها قصيدة “صرخة ندم” التي تتكون من ستة عناوين أي مقاطع، والتي شاركت بها في مسابقة الأوسكار الأدبي لمؤسسة “خالد بدوي مصر” وحصلت على المرتبة الثانية، هي قصيدة طويلة سأقدّم منها ثلاثة أجزاء.

صرخــــة نــــــدم

أكاذيب

في وجه الضوء

كل التعب قابل للموت

يصرخ في أذنك

صوت التعفن

ذلك الكلام المنمق

بالكذب والبهتان

ينسلخ منك الوجود

تتعرى الحياة

في عين القبح المتراكم

أجساد بلا إحساس

بلا قلوب بلا هوية

أجساد تشبه الوهم

جهــــــــــاد

انطقي أيتها الأشياء الصامتة

قولي ما لديكِ

فقد سئم القلب الكذب

من أين يأتي الصبر

كيف تمتد خطواته

كيف يصبح للنهار

لسان من لهب

ما أعمق الوحدة

بين الشر والكذب

كؤوس المرارة تنضح سمًّا

فوق رؤوس المحرومين

في رحى الأيام

يطحن ما تبقى

من كبد الأمومة

ضاعت الطفولة سرابًا

دم عفن يسقي الأرض

قاحلة صحراء الإنسان

ضيـــــــــــــــــاع

يجري الوقت

الساعات تجر خيوط الشمس

سلاسل تحرث الأرض

دمار ركام من جمر

السماء قنديل مطفأ

سقطت نجومها في حميم

مقيد جناح السعادة

عندما دقت ساعة الغيب

لا أدري… يصرخ الضوء باكيًا

منفاي والتاريخ الضائع

بلدي

وطني

بيتي

ولدي

11/ 11/ 2018

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]               ملكية الدولة لدور النشر تحد من فرص النشر والظهور[/box]

س: لماذا عدد الدواوين المنشورة لكِ، قياسًا بتجربتكِ الإبداعية، قليل نسبيًّا؟

ج: سؤال جميل جدًّا، رغم المدة الطويلة على تجربتي الأدبية، لكنني كاتبة مغمورة كنت وما زلت في الظلّ رغم الاجتهاد والمثابرة، ولم أتوقع في حياتي الإبداعية أن أُصدِرَ دواوين، وتعتبر هذه المسألة معجزة بالنسبة لي، إذ كانت أغلب دور النشر مملوكة للدولة ما يجعلك لا تفكر في طبع ديوان أو كتاب، إلى أن ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي خاصة الفيسبوك، الذي أعطى فرصة ثمينة للقاء الكتّاب والمبدعين والشعراء، وكذلك دور النشر الخاصة، وأصبح بيننا تعامل، فكان تعاملي مع دار المثقف، وطبعت أول ديوان لي “اشتياق”، وبعدها مع دار الماهر ديوان “ذابت في شراييني”.

س: ماذا يعني لكِ ديوان اشتياق وما سر التسمية؟ وماذا عن ديوانكِ الجديد؟ ومتى سيصدر؟

ج: ديوان اشتياق هو أول لبنة وأول ديوان حقق لي الحلم، فجمعت فيه قصائدي الأولى وبدايات إبداعي ونصوصي العذراء التي لم يطّلع عليها أحد بعد قبل ظهور الفيسبوك وقنوات التواصل الاجتماعي، أما عن التسمية فهو “اشتياق” لكل جميل.. لتحقيق الحلم، للأمل، للحب، للنجاح للمعرفة للانطلاق، وبه نص بعنوان “اشتياق” ولذلك كانت التسمية. أما عن ديواني الجديد فهو قيد التحضير والمراجعة، وقريبًا جدًّا يدخل المطبعة بإذن الله.

س: ما أجمل الأبيات في “ذابت في شراييني”؟

ج: هناك قصائد كثيرة ونصوص أيضًا يحتويها ديوان (ذابت في شراييني)، منها:

القمــــــــــر

عيناك لي… نظر               لا أستطيع لمسك

شفتاك لي… مطر             لا أقتـــــــــرب

روحك لي… سكن             أكتفي والنظر

أ… أدنو منكِ وأقترب        أ… أنت نجم أم قمر

ضمني إليك… ضمني        ضمني إليك… ضمني

أريد أن ألقاك                    أنا والليل والسهر

دون مسافات                   نعشقك، نحبـــك

دون سفــــــــر                 سواء كنت في الأرض

بعدك عني ضجر               أو في السماء يا قمر

أريد أن أدنو منك             وأقتــــــــــــــــرب

                ضمني إليك… ضمني

  30 / 06/ 2015

س: هل أقيمَت لكِ أمسيات وندوات تكريميَّة تقديرًا لجهودكِ وعطائكِ الإبداعي المتواصل؟

ج: أنا شاعرة أكتب شغفًا، ولم أتلقى أي تكريم إلا مرة أو اثنين، فقد كُرّمتُ بالمؤسسة التعليمية التي كنت أعمل فيها عند إنجاز ديواني الأول “اشتياق”، وأشكر المدير وكل القائمين على المؤسسة خاصة الطاقم الإداري، كما تم تكريمي بحصص إذاعية من إذاعة “ميلة” وإذاعة “برج بوعريريج”، أما بمواقع التواصل الاجتماعي فقد كُرّمت من عدة مجموعات ومجلات ونوادٍ، وتحصلت على الدكتوراه الفخرية من جمعية زويل في مصر، وأشكر النوادي والجمعيات الثقافية الجزائرية التي دائمًا ما تدعوني للمشاركة بالمهرجانات والأمسيات الشعرية.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]النقد إما أن يرتقي بالشاعر أو يهوي به، ولم يوفّني النقّاد حقي في التجربة الشعرية[/box]

س: ماذا يعني لكِ فن كتابة النقد؟

ج: النقد سلاح ذو حدين، فالنقد فن تقييم وقراءة للنص الإبداعي والقصيدة، إما أن يرتقي بصاحبه أو ينزل به إلى الهاوية، وذلك حسب المتلقي وحسب طريقة التقييم، وهو كذلك إذا كان نقدًا إيجابيًّا يستطيع أن يحسّن من مستوى القصيدة إذا كان المتلقي يحب ذلك.

س: هل تؤثر المرحلة العمرية على طبيعة توجهات الكتابة النقدية؟

ج: نعم المرحلة العمرية تؤثر في الكتابة النقدية، لأن الشاعر أو الكاتب بعد تجربة طويلة تصبح له خبرة في تقييم النص الإبداعي، ولو لم يكن من أهل الاختصاص، أقصد أنه ليس بناقد أو مختص في فن النقد.

س: من أعمالكِ “سقف الغربة” و”يفكر القلب” و”حرف غاضب”، ما سر الجنوح إلى الحزن في كتاباتكِ؟

ج: ليس سرًّا ولا جنوحًا، وإنما هي طبيعة الشاعر يتأثر بما يحيط به، وله إحساس يفوق إحساس الإنسان العادي، فتظهر على كتاباته الحزن، فالشاعر يعبّر بصدق عمّا يراه ويحسه ويرفضه خاصة في الظروف التي نعيشها والتي تحيط بنا، فمثلًا نص “حرف غاضب” كتبته قبل يوم من كارثة بيروت، وكأن للشاعر حدس آخر وحاسة سادسة إن لم تكن سابعة، وهكذا جاء نص “حرف غاضب”.

س: “ما زالت العتمة تحاكي النبضات يصمت القلب”.. أي عتمة تقصدين؟

ج: نعم العتمة، نجد العتمة في الكثير من الأمور والأشياء، خاصة في تلك الأسئلة التي لا نجد لها إجابة تترك العقل يفكر والقلب ينبض في عتمة، ونبقى كذلك دون معرفة متى تأتي الإجابة.

س: هل تعتقدين أن النقّاد أوفوا تجربتك الأدبية حقّها من النقد والاهتمام؟

ج: في الحقيقة أنا أكتب فقط وأحاول أن أبدع، وهناك متابعون لي بينهم أدباء وصحفيين وشعراء ونقّاد، لكن نادرًا ما أجد نصًّا لي في صفحة ناقد، منهم من يكون نقده إيجابي ويعطيني دافعًا إلى الأمام، ومنهم من يكون نقده لاذعًا أتقبله بكل روح إبداعية وأكمل دربي دون تراجع، فهذا طبيعي، أي وجود الرأي والرأي الآخر.

س: هل الإعلام العربي يقوم بواجبه في نشر الثقافة والشعر، ومن يتحمل المسؤولية؟

ج: الإعلام بصفة عامة لا أظن، فقد أصبحت الحصص التثقيفية بشاشات التلفزيون نادرة، وأصبح المثقف والشاعر خاصة مهمش إلا بعض الجرائد التي تحاول التشجيع والكتابة والتعريف بهؤلاء، وذلك لعدة أسباب، منها أن الكل أصبح مرتبطًا بالتكنولوجيا وبقنوات التواصل الاجتماعي وقلَّ الاهتمام، فالكل أصبح يهتم بالمسائل المادية والاقتصادية والتجارية، وانصرف الجميع إلى الاهتمام بالحروب والمشاكل الداخلية والخارجية وما آل إليه العالم، وخاصة هذا العام، زمن كورونا، الذي زاد الطين بلة.

أما عمّن يتحمل المسؤولية فهم المسؤولون عن العمل والحراك الثقافي كمديري الثقافة والعاملين بوزارات الثقافة والنوادي الثقافية والجمعيات، كل هولاء مسؤولون عن هذا الدرب، ولا بد من الاعتناء به وبمن يعمل في إطاره كالكتاب والشعراء والأدباء بصفة عامة، دون أن ننسى النشاطات الأخرى المختلفة، كما أن للأديب دور العمل والنشاط والمشاركة ومد يد العون.

س: ما هو الشعر الجيد والشعر الرديء؟ وما رأيك في كلٍّ من: الشعر الموزون والمقفّى (الكلاسيكي أوالتقليدي) وشعر التفعيلة والشعر الحديث (الحُر) وأيُّهم تفضلين ولماذا؟

ج: الشعر هو تلك القصيدة أو النص الذي يُكتب بشاعرية كبيرة وإحساس قوي وخيال واسع بلغة موزونة جميلة وصحيحة، وأسلوب سلس يصل إلى قلب القارئ والمتلقي يحس عند قراءته بالنشوة والفرح، ويستلذ ما يقرأ وهذا هو الشعر الجيد. أما الشعر الرديء إن استطعنا أن نقول ذلك فهو القصيدة التي تكون خالية من الإحساس، مجرّد حروف ولو كانت موزونة أو مقفاة فإنها تُقْرَأ ولا تصل إلى المتلقي.

وأنا أحب كل أنواع الشعر سواء كان قديمًا أو حديثًا، فقد كنت وما زلت أكتب القصيدة العمودية ولكني أحب الشعر الحرّ وأحب النص النثري، والمهم عندي أن تكون القصيدة خالية من الركاكة مليئة بالإحساس، وذلك هو الشعر لأنه من الشعور، وحبذا لو كانت القصيدة موزونة أو مقفاة.

س: متى تكتبين وفي أية أوقات يأتيك الإيحاء، أم أنه لا توجد لديكِ أوقات خاصَّة للكتابة؟

ج: من المؤكد أن لكل شاعر طقوسًا وأوقاتًا يكتب فيها، بالنسبة لي أكتب ساعة الفجر أو آخر الليل، وأحيانًا عندما أكون وحيدة، وأغلب الأوقات تولد عندي القصيدة لحظة تأثر وألم، فهي تأتي دون استئذان.

س: لمن تقرأ أديبتنا وماذا تقرأ، ومن يعجبك من الشعراء العرب المعاصرين؟ وما الشروط التي ينبغي أن تتوافر في الشاعر الناجح؟

ج: قرأت الكثير من الرويات والقصص لكتّاب عرب وجزائريين باللغتين العربية والفرنسية، مثل: طه حسين، والمنفلوطي، والعقّاد، ونجيب محفوظ، وعبد الحميد بن هدوقة، وياسين، ومولود فرعون، وغيرهم. كما أحب القراءة لجبران خليل جبران، ومحمود درويش، ونزار قباني، وأحمد مطر.

والشاعر الناجح هو الذي يكتب قصيدة جميلة يتقنها لغويًّا ويغمرها بالإحساس والشاعرية الكبيرة، وتحتوي على رسالة وهدف لخدمة الفرد والمجتمع، ويقرؤها المتلقي فيتمتع بقراءتها ويسعد بما قرأ ويتأثر، هنا نستطيع أن نقول إن الشاعر نجح في إيصال حرفه إلى القرّاء.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]                               الشاعر عالم ومعلّم وفقيه ومربٍّ          [/box]

س: إلى أي مدى يمكن للأديب أو الشاعر أن يؤثر في مجتمعه، وكيف نوظف أشعارنا في تطور مجتمعاتنا دون إغفال الماضي الحضاري للأمة العربية؟

ج: الشاعر مثله مثل العالم والمعلّم والفقيه وكذلك المربي، فهو يقدم رسالة جمالية وتثقيفية وتوعوية وحماسية لخدمة وطنه ومجتمعه ومحيطه، وذلك منذ قديم الزمان حيث كان الشاعـر هو الرسول بين الأمم والدول والملوك؛ ويكون له أثر على مجتمعه إذا كان شعره يؤدي رسالة، وعليه يجب توظيف الأشعار الهادفة، التي تقدم الرسالة، في المنهاج الدراسي بجميع أطواره كالأناشيد والقصائد الهادفة، وإعطاء فرصة للشاعر ببروزه في المحافل الوطنية والدولية للقيام بدوره كشاعر ومربٍٍّ، وإعطائه حقوقه، ومساعدته على نشر وطبع دواوينه، وإقامة معرض للكتاب، وأمسيات شعرية، ومساعدته لتمثيل بلاده في المحافل الدولية لنشر ثقافة الوعي والجمال.

س: هل تفكرين بالقارئ عندما تكتبين نصوصك؟ وهل المتلقي يمكن أن يكون مرآة الكاتب والأديب؟

ج: إن ما يكتبه الشاعر هو إحساسه بالآخر، ولا يتأتى ذلك إلا بتأثره بما يحيط به من أحداث وظروف، سواء كانت مفرحة أو محزنة، وكثيرًا ما تأتيني رسائل مفادها أن تلك القصيدة أو ذلك النص كأنه يتكلم عني، وهذا عائد لإحساس الشاعر بالآخر ولتشابه الحياة بين الناس، فالمتلقي هو مرآة الكاتب أو الشاعر وكل ما يكتبه يراه في المتلقي.

س: شبكة التواصل الاجتماعي هل خدمت الشعراء والكتّاب، وهل ساعدت على إزالة الحدود بين المثقفين في العالم؟

ج: شبكة التواصل الاجتماعي، خاصة الفيسبوك، أعطى فرصة ثمينة للأدباء بصفة عامة لنشر وكتابة إبداعاتهم ولقاء جمهور القرّاء بشكل كبير وواسع، والتعرف عليهم أكثر من طرف مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي بأنواعهم، سواء كانوا أناسًا عاديين أو كتابًا أو أكاديميين أو نقادًا، بالإضافة إلى دور النشر، وهكذا أُزيلت الحدود بين كل هؤلاء وأصبح التواصل سهلًا ومفيدًا وسريعًا من العالم العربي، ومن كل أنحاء العالم.

س: هل سبق أن زرتِ دولًا عربية واطَّلَعتِ على المشهد الثقافي عن كثب، هلّا نقلت لنا بعض الانطباعات؟

ج: لقد تلقيت العديد من الدعوات لحضور مهرجانات وملتقيات وأمسيات شعرية بمصر والعراق وتونس، ولكن لأسباب مادية وغيرها لم أستطع تلبية أي دعوة.

س: لو كنتِ وزيرة للثقافة ما هو أول عمل تقومين به؟

ج: هو سؤال بعيد ولكن ليس مستحيلًا، الثقافة هي كل جميل، لا بد من العمل عليها ومعها للنهوض بمستوى الفرد والمجتمع في كل المجلات الثقافية دون استثناء، وللإجابة عن سؤالك، فأول شيء سأقوم به هو وضع المثقف المناسب في المكان المناسب لخدمة الثقافة، وإعطاء كل ذي حق حقه كي يعمل بإخلاص ووفاء ولا يهمل العمل الموكل إليه، وكذلك الاهتمام بكل النشاطات الثقافية وتحسين مستواها والتعريف بها في الداخل والخارج.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]مسعودة: الشغف يولّد الجديد، وسأدخل عالم القص الأدبي برواية عن “كورونا”[/box]

س: هناك مشاريع من المؤمل أن يتم تنفيذها كإصدار كتب شعرية أو أعمال أدبية أخرى، أعطنا نبذة عنها؟

ج: ما دام هناك شغف بالكتابة فهناك الجديد، وأنا بصدد التحضير لديوان ثالث يحتوي العديد من العناوين، من بينها: “الحب، والأم، وفلسطين، وحراك الجزائر، وعن جائحة كورونا”، وديوان رابع، بالإضافة إلى كتابة رواية عن جائحة كورونا.

س: ماذا تمثل المفردات التالية في شعر ووجدان أديبتنا؟ “الأم، الأب، فلسطين، الوادي، الصحراء، الجبل، البحر، اللون الأصفر، الحرب، النجاح، الزيتون، السهل، النهر، الورد، الزعتر”؟

ج: كل الكلمات لها دلالة في الكتابة وفي الوجدان، ولها أثر عميق حيثما استعملتها، فالأم تمثّل نفسها وقد تمثل الوطن والأرض، والبحر دليل حب كبير أو سفر أو تيه أو سلطان، أما اللون الأصفر فأنا أحبه وأتفتل به، ربما ما زلت طفلة تحب اللون الأصفر، فهو لون منعش وجميل.

س: ما هو روتين الشاعرة في زمن كورونا؟ وهل لديك خطة للاستفادة من فترة الحجر الصحي؟

ج: كامرأة معتادة على الجلوس في البيت ولي أعمالي وأشغالي المنزلية، كذلك بعض الوقت للفيسبوك والكتابة، وغالبًا ما أجد وقت فراغ، وقد كان لي عمل تطوعي بالكشافة الإسلامية الجزائرية بصفة عضو بأحد الأفواج، وتقديم المعونة والنصح في زمن كورونا، واستطعت كتابة وتحضير ديوانين كما قلت سابقًا، وفي صدد الانتهاء من كتابة رواية.

س: الحديث معك لا يُمل منه، نتمنى أن يكون حوارنا القادم وقد حققتِ ما تصبين إليه، ولكن هل من كلمة ختامية توجهينها إلى جمهوركِ ومتابعيكِ وصحيفة هتون؟

ج: كل الشكر والتقدير لك مهندس خالد على إتاحة هذه الفرصة لي للتعريف بشخصي المتواضع كشاعرة جزائرية، وأرجو لصحيفة (هتون) كل النجاح والتألق.

مقالات ذات صلة

‫93 تعليقات

  1. نجحت الشاعرة في توليد المعاني (انطلاقًا من المعنى الأم ثم تفصيله بمعانٍ تابعة منه)

  2. جددت الشاعرة في الكلمات الموحية لذات المعنى، ونجحت في الموازنة بين النغم والقافية والتنويع بينهما دون خلل أو تكرار

  3. купить туфли женские из натуральной кожикроссовки из натуральной кожи мужские купитькупить кожаные кроссовки мужскиеполуботинки мужские кожаные купить в спбкупить кожаные тапочки мужскиекупить кожаные ботинки мужскиекупить женские кроссовки из натуральной кожикупить туфли женские из натуральной кожикроссовки женские кожаные купить в интернет магазинекупить кожаные демисезонные сапоги женские[url]

  4. Приветствую!
    Интересует ваше мнение по поводу доступа в подъезд по звонку с вашего телефона.
    Преимущества:
    – очень низкая стоимость как оборудования так и работ по модернизации;
    – качественный доступ обслуживающего персонала и экстренных служб, что в свою очередь позволяет не пускать посторонних представляющихся таковыми;
    – наивысшая стабильность работы.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88