إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

كما تزرع تحصد

عادةً ما يسارع الفلاح الحاذق في إزالة أي نبتة خبيثة لا فائدة منها قد تطل برأسها على سطح أرض تربة مزرعته الخصبة، فيبادر باجتثاثها فورًا قبل أن تنموا وتستوطن مزرعته، ثم تأتي منها الخسائر العديدة وذلك على خصوبة أرضه، وجودة ثمار زرعه، وإهدارها كيمةً كبيرةً من ماء زرعه، وهذا المثال يحدث في عالم الملموسات المحسوسة، وكذلك قد ينطبق الأمر على الأشياء غير الملموسة وغير المرئية بالعين، ولكنها موجودة أصلاً، مثل: آفات القلوب (الحسد، والحقد، والبغض)، وغير ذلك من هذه الآفات الممقوتة في عالم الأخلاق، وكذلك ما قد تستقبله أرض عقل اللا شعور الإنساني من قبائح الألفاظ من قِبَل الغير، ثم ينمو ويترعرع في أرضه الخصبة التي لا ترفض أي جديد مما يُبذَرُ فيها، سواءً كان صالحًا أو طالحا، ثم يُسقىَ بماء التحفيز والتشجيع على نموه جهلًا من قِبَل صاحب أرض ذلك الشعور اللا واعي.

وهنا يكمن الخطر، حيث يسيطر زرع هذا الكلام النابئ والقبيح على عقله اللا شعوري ويحصد ثماره الخبيثة صاحبُ تلك المزرعة، ثم يرسله إلى مستودعات العقل الباطني لتخزينه في تلك المستودعات، والتي بدورها تحتفظ به في دهاليزها إلى أن يطلبه العقل الواعي عند احتياجه له حين وقوع الأحداث في ظروف زمنية معيّنه، مما تنعكس نتائجه بالسلب على نفسية صاحب ذلك الشعور، ويبدأ يتألم من تأثير أوجاعه المعنوية، والتي بدورها تنعكس على جسد وجوارح صاحب ذلك الشعور، ويعيش في تعاسةٍ أبدية حتى الممات.

وأعتقد أن المزارع الحاذق هو الذي لا يدع أي كلمة قد يتلقاها من المغرضين في عقله أكثر من ثلاث ثوانٍ، بل يطردها فورًا، حتى لا تستوطن عقله وتنمو ثم تسيطر على سلوكه العام، وبالتالي لا يحصد منها إلا التعب النفسي والتعاسة في حياته وبعد مماته، ويجب أن نتعلم هذه المهارة لكي نقي شعورنا من ما قد يتعرض له من قِبَل السيئين، وذلك خلال حياتنا اليومية.

والله أسال أن يرزقنا وإياكم حُسنَ الخُلُق.

بقلم/ سالم سعيد الغامدي

مقالات ذات صلة

‫50 تعليقات

  1. راعى الكاتب ارتباط الأفكار في المقال بشكل وثيق، ولكن كنت أتمنى مزيدًا من التفصيل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88