الوزن المعلوم ورقمه المجهول
ما أسهل وأخف وزن كلمة (لايوجد) في شعور وإحساس صاحب الصيدلية عندما تطلب منه شراء حليب لابنك الرضيع الجائع، وما أثقل وزن هذه الكلمة عليك أنت أيها الوالد، لأنك تملك عاطفة جياشة تجاه طفلك لا يملكها ذلك الصيدلاني، وكم هو وزن ألم وحزن بعض الجماهير الرياضية ولاعبي الفريق عندما يُهزم فريقهم المفضل، وكم هو وزن فَرَح ونشوة جماهير ولاعبي الفريق الأخر الذي هزم فريقهم، وكم هو وزن ألم ووجع الطالب الذي يتلقى الضرب على يديه أو على أي عضوٍ من أعضاء جسده الأخرى، وكم هو وزن نشوة معلمه الضارب له بالعصا.
هذه هي حقيقة أوزان أمزجة عقول الناس في هذه الحياة الدنيا التي نعرفها، ولكننا لا نراها، وبالتالي تبقى أرقامها لدينا مجهولة، فعندما يحزن أو يفرح أحد من الناس، فإنه لا أحد يستطيع أن يقيس وزن تلك السعادة أو الحزن الذي يشعر به صاحبه إلا الله.
ونستطيع القول: إن فلان فَرِح أو حَزِن. ولكن لانستطيع أن نقيس كم هو مقدار وزن ذلك الفرح أو الحزن وإن أخبرنا هو به، لأنه شعور لا يُقاس وزنه بالكلام ولكن يُقاس بالإحساس. ولو أن أحدًا يُحب آخرًا من الناس لما استطعنا نحن المراقبون له أن نقيس وزن كمية ذلك الحب، وكذلك في حالة الكره.
وقد تقاس موازين الماديات مثل الفواكه والأطعمةِ بالكيلوغرام، وتقاس موازين الذهب بالقيراط، وتقاس موازين الحديد بالطن إلخ…، وكل على حسب أهميته، ولكن موازين الحسنات والسيئات تقاس بالذرة، لأن المُشتَرى هو سلعة الله الغالية وهي الجنة، قال تعالى:{فَمَن یَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَیۡرࣰا یَرَهُ ★ وَمَن یَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةࣲ شَرࣰّا یَرَهُ﴾
رزقنا الله وإياكم الفردوس الأعلى من الجنة.
بقلم/ سالم سعيد الغامدي