إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

دنيا الأغيار

لا شك ولا ريب، ولا يستطيع أحد أن ينكر أن هذه الحياة الدنيا تبقى حكايات وذكريات، فما فات من زمنها لا يعود، وإن عاد وتكرر الزمن فإن عودته لن تكون مثل سابق ماضيه، فحكاية أمس تختلف عن حكاية اليوم والغد، لأن الإنسان ابن أغيار، أحواله في غيار دائم، ساعةً بساعة.

فيا مَن أسأت بالأمس الماضي غيّر تلك الإساءة إلى حسنة، اليوم وغدًا، فأنت أصبحت ابن اليوم والغد، وأحوالك اختلفت بالكلية، فقد خسرت زمن أمس وقرُبتَ من القبر في زمن اليوم أكثر من الأمس، وغدًا سوف تكون أقرب إليه أكثر من اليوم؛ فأحسِن في ماضي الأمس  في القول والعمل تَسعَد اليوم وغدًا، فما زرعت بالماضي سوف تحصده في يومك الحاضر وفي مستقبلك، وأحسِن اختيار البذور لكي تحصد ثمرة ما زرعته، واسقِ غرس أعمالك بماء الخُلُق الحَسَن من القول والعمل؛ تسموا نفسك، ولن تنظر هي بدورها في مستقبل أيامها إلا إلى ما هو أفضل وأسمى.

وإياك أن تنظر للماضي بنظارة العكس فتتعَس، إلا أن تنظر إلى الماضي لأخذ العِبَر منه والتزود بخبراته، وذلك لتصحيح عجلة أخطاء ما فات بالدفع إلى الأمام وإلى ما هو أفضل وأحسن، وهذا هو ديدن المسلم، فهو أواب ورجّاع على الدوام، لأنه يعلم قيمة الوقت في حياته، وأنه سيكون له أو عليه.
قال تعالى:{ فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرةٍ شرًّا يره}.

بقلم/ سالم سعيد الغامدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88