إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

التعليم عن بعد وجدل العامة

عندما تفقد شيئا مهمًّا في حياتك وتستبدله بأدنى منه، تتألم تصرخ، تُسمع كل من حولك مر الألم، وتظل تصرخ إلى أن تُسلم بالأمر الواقع أو تحاول البحث عن مكان آخر لعل وعسى تجد فيه ما كنت تحلم به.

من هنا يكون هذا الجدل وكل هذه الشكوى بين مؤيد ومعارض، ومن ليس له علاقة من قريب أو بعيد غير هذا الجدل والصراخ، وكأن أبناءه وأحفاده بالعشرات وهو من المعمرين ويبلغ مبلغه في هذه الحياة ولم يعد له علاقة بهذه الدنيا غير تواصله مع شركات التأمين الطبي الخاص به ومعاناته معهم.

أتفهم وقد أفهم خوف بعض الأسر وعدم تقبلها للتعلم عن بعد، فهناك من لديه أسبابه الخاصة وقد يكون لعدم قدرته على متابعة أبنائه، فنحن كما جرت العادة نترك جل مسؤولياتنا للغير ونستمتع بالحياة، هكذا نظن أو البعض منا.

وعلى النقيض.. هناك من لديه من الملاحظات والدراسات ما يكفي لعشر سنوات قادمة، كل هذه الجدليات وكأننا فقدنا تلك الفصول المجهزة والمدارس النموذجية والبيئة الخصبة للتعلم، التي تقدم عباقرة ننتظر منهم الكثير، يقول أحدهم أتينا من الشارع وعدنا له وكأنه البعيد القريب الذي لا يطاق.

أيها السادة.. هل شاهد أحدكم -في يومٍ ما- إحدى المدارس؟ هل رأى ابنه يتصبب عرقًا في درجة حرارة تصل إلى الأربعين؟ “ليس هذا عمري” إنها درجة حرارة الفصل.
هل زار أحد أبناءه فوجده في ما كان يظنه فصل دراسي، فإذا به “مطبخ” لمنزل مستأجر؟، ما كل هذه الجلبة والنقاش، على ماذا؟

هل شاهدت لحظات انصراف هؤلاء الفتية الصغار، وكأنهم خرجوا من “معتقل” وجوههم تتحدث مستهلة مستبشرة يتدافعون بغية الخروج على أمل البقاء في منازلهم وحيهم، ثم العودة في يوم آخر وكأنهم يحملون الأثقال وهموم السنين منكسي رؤوسهم يحلمون فقط بتلك الساعة التي يعلن فيها “جرس” النجاة: اذهبوا فأنتم الطلقاء؟.

كم تمنيت على وزارات التعليم في عالمنا العربي، أن تجعل التعلم عن بعد، لعل أبناءنا يستمتعوا بحياتهم ويعيشوا أسوياء، دون هذا الحمل الذي يعانوه يوميًّا ويرهق عقولهم وأبدانهم.

نعلم بأن هناك العديد من الوسائل المساعدة والمتعددة يمكن الاستفادة منها، لندع كل هذا لأصحاب الاختصاص فلا يعدو كونه انطباعًا، ربما مشاهده ممكن حديث أب لديه أبناء يصل بهم ومعهم ويسمع شكواهم قد يكون كل ذلك.

من السهل أن تقول ما تريد، ولكن ليس بالصعب أيضًا أن تثبته.

أتمنى لو تم إجراء “بحث استقصائي” محدد على أحد شرائح تلاميذنا من الخليج إلى المحيط؛ لنرى ما سيحدث. شخصيًّا أتوقع عدم النشر لهول ما سنرى.

أنت.. نعم أنت، من يبتسم هناك، يوم لك ويوم عليك، وعشرة تنتظرك.

ومضة:

أفكاره نتاج معرفة، فإن لم يكن فخبره، فإن لم يكن فحديث مجلس.

يقول الأحمد:

قررنا ما هو آت، واحدة لك وعشر لي.

☘️??☘️??☘️??☘️??☘️

بقلم الكاتب/ عائض الأحمد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88