إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

المعادن في الغذاء.. الصوديوم

الشخص السليم والذي يزن (65) كغم يحتوي جسمه على 4000 مليمول من الصوديوم والذي يساوي 256 غم على شكل صوديوم كلورايد، والقسم الأكبر من الصوديوم وهو أكثر من النصف يكون خارج الخلايا (عكس البوتاسيوم) وحوالي 500 مليمول في داخل الخلايا، ويشكل الصوديوم أحد المعادن الموجودة في العظام أيضًا.

والجسم يحافظ على توازن الصوديوم فيه عن طريق طرد الصوديوم بواسطة الخروج والإدرار، فكمية الصوديوم المتناولة عن طريق الغذاء تكون بحدود 135 مليمول/ اليوم، والمفرز عن طريق الإدرار 130 مليمول، وعن طريق الخروج 5 مليمول (وتكون الكمية المفرزة عن طريق الجلد قليلة جداً)؛ فكمية الصوديوم المتناولة تساوي كمية الصوديوم المفرزة من الإدرار والخروج.

كمية الصوديوم المتناولة:

أغلب الأشخاص يتناولون 5 – 18 غم كصوديوم كلورايد في اليوم، وهو يساوي 70 – 300 مليمول صوديوم. الغذاء المتناول لا يوفر سوى 200 مليمول/ اليوم والبقية تؤخذ على شكل ملح المائدة المضاف. الغذاء الحيواني غالبًا ما يحتوي على نسبة عالية من الصوديوم، وأغلب المواد الغذائية تحتوي على كميات متوسطة من الصوديوم، ولكن إضافة ملح الطعام الى الطبخ أو الى المواد لحفظها أو لطبخها يؤدي إلى زيادة نسبة الصوديوم المتناولة، أما الأغذية الغنية بالصوديوم فهي كالتالي:

المصادر الغنية كمية الصوديوم مليمول/100 غرام

– السمك (المعلب) 42-78 مليمول

– لحم البقر(المعلب) 39 مليمول

– لحم الغنم (المسلوق) 48 مليمول

– الخبز ( مع النخالة) 24 مليمول

– الطماطم ( معجون) 10 مليمول

– الطماطم (صلصة) 48 مليمول

– الزبد (مملح) 38 مليمول

– البسكت (مملح) 36-52 مليمول

– الجبن (مملح) 36 مليمول

من الناحية الطبية تحتاج في بعض الأحيان إلى تقليل نسبة الأملاح المتناولة للحفاظ على صحة المريض، خصوصًا مرضى القلب وهبوط القلب (خذلان القلب)، ومرضى ارتفاع ضغط الدم؛ لأن زيادة تناول الملح يؤدي إلى مضاعفة المرض، ففي هبوط القلب يؤدي زيادة تناول الملح إلى زيادة امتصاص الماء من الخلايا وحدوث ما يسمى بالودمة (Oedema). وفي حالة ضغط الدم يؤدي تناوله إلى زيادة درجات الضغط بدرجة كبيرة وخطيرة؛ لذلك ننصح المرضى بتقليل نسبة تناول الملح في طعامهم اليومي.

ولتحقيق هذا يجب الامتناع عن تناول الملح الإضافي للمائدة وكذلك اختيار المواد الغذائية التي تحتوي على كمية قليلة من الصوديوم .

 نصائح للمرضى الذين يتبعون نظام تقليل الملح وهي:

1- لا تضف ملحًا إلى الغذاء.

2- الملح المستعمل للطبخ يجب أن يكون بكمية قليلة.

3- الابتعاد عن تناول المواد الغنية بالصوديوم مثل: (اللحوم المعلبة، والسمك المعلب، والجبن، والبسكويت المملح).

4- كمية الخبز (أو الصمون) المتناولة يوميًا يجب ألا تزيد على 150 غم والزبد 30غم.

5- لا تتناول كمية إضافية كبيرة من اللحوم وبعض الخضروات ذات الجذور.

6- تناول بيضة واحدة مرتين في الأسبوع، و250 مليليتر من الحليب يوميًّا.

7- يسمح بتناول جميع أنواع الفواكه الطازجة.

8- السكر والمربى والرز مسموح بتناولهم بحرية لعدم توفر الصوديوم فيهم.

إفراز الصوديوم في الإدرار:

أغلب الصوديوم الخارج من الجسم يتم عن طريق الإدرار، وهو يتراوح بين 100 – 200 مليمول/ اليوم، وهو يعطي مؤشرًا حقيقيًّا لكمية الصوديوم المتناولة عن طريق الغذاء.

في داخل الكلى يتم امتصاص الصوديوم وإرجاعه إلى الدم، وهذه العملية تتم بواسطة هرمون الدسترونAldosterone ، ففي حالة انخفاض نسبة الصوديوم في الجسم عن طريق تعرض الشخص للتعرق الكثير تتم عملية امتصاص كاملة في داخل الكلى لتعويض النقص في الجسم، وفي هذه الحالة لا نجد الصوديوم في الإدرار عند القيام بتحليل الإدرار.

الكلى لها قابلية إفراز أي كمية من الصوديوم المتناولة عن طريق الغذاء في حالة وجود الماء الكافي.

والصوديوم يتجمع في حالة مرض القلب (هبوط القلب) أو في أمراض الكلى أو عند أخذ الشخص لكميات من الكورتزون وبعض الهرمونات الأخرى مما يؤدي الى زيادة الصوديوم في الأنسجة.

إفراز الصوديوم في الخروج:

في حالة الجسم السليم تكون كمية الصوديوم المفرزة عن طريق الخروج قليلة جداً (5 مليمول/ اليوم)، وفي حالة الإصابة بالإسهال يتم طرد كميات كبيرة من الصوديوم في الخروج، مما يؤدي إلى انخفاض في معدل الصوديوم في الجسم إلى حدود 90 مليمول/ اليوم؛ فمن المفضل في حالة وجود إسهال عند الأطفال، خصوصًا في فصل الصيف، أن يتم تعويض السوائل المفقودة مع إعطاء كميات قليلة من الصوديوم لتعويض المفقود.

نقص الصوديوم:

يكون نقص الصوديوم عادة مرافقًا لفقدان السوائل في الجسم (التيبس) Dehydration  كما في حالة الإصابة بضربة الشمس صيفًا، وهنا يحدث نقص في كمية السوائل خارج الخلية مع انخفاض في حجم الدم مما يؤدي إلى تقلص الأوردة وانخفاض في ضغط الدم وتسرع في النبض، ويشعر المريض باختلال في التوازن العقلي مع فقدان الشهية والتقيؤ.

وقد تحدث حالة نقص الصوديوم مع عدم وجود نقص في الماء، وهي حالة التسمم المائي، وهذه تتم بتعرض الشخص إلى تعرق شديد مما يؤدي إلى فقدان السوائل والصوديوم بكميات كبيرة، وعند إعطاء ماء لتعويض النقص من دون إضافة ملح لتعويض الصوديوم تظهر أعراض مرضية مثل: التقيؤ، والضعف، وعدم التوازن العقلي، وأخيرًا الإغماء لتكون الودمة في الدماغ.

الكاتب العراقي/ د. مازن سلمان حمود

ماجستير تغذية علاجية – جامعة لندن

مقالات ذات صلة

‫70 تعليقات

  1. شكرا لك دكتور مازان
    معلومات قيمة نجهلها
    مقال يستحق القراءة والإشادة بحضرتك
    شكرا لك دكتور

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88