سير و شخوصشخصية ذات بصمة

مصطفى مشرّفة.. نعاه آينشتاين بأربع كلمات فقط فاختصر عشرات المجلدات

لا يولد العظماء كل يوم، لكن يوليو 1898 شهد ميلاد أحد نوابغ العرب في الفيزياء، وأحد السبعة الذين شهد لهم العالم بمعرفة أسرار الذرة في زمانه، أفنى سنوات عمره الحادية والخمسين في العلم ولأجله؛ فلقّبه تلامذته بـ”شهيد العلم والجامعة”، إنّه العالم المصري علي مصطفى مشرّفة.

أعدته/ فاطمة الزهراء علاء

*مولده ونشأته:

ولد علي مصطفى مشرّفة في الحادي عشر من يوليو عام 1898 في حي المظلوم بمدينة دمياط شمال شرق مصر، وكان الابن البكر لمصطفى مشرّفة أحد وجهاء المدينة وأثريائها، ومن المتمكنين في علوم الدين المتأثرين بأفكار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، وكان من المجتهدين في الدين، فنشأ علي على حفظ القرآن الكريم منذ الصغر، وكان حريصًا على المحافظة على صلاته طوال حياته، مقيمًا شعائر دينه كما علمه والده.

قضى علي السنوات الأولى من طفولته في رغد من العيش، إلى أن تأثر والده في سنة 1907 بأزمة القطن الشهيرة التي هزّت الاقتصاد المصري، فخسر أرضه وماله ومنزله؛ ليجرب علي حياة البؤس وهو دون العاشرة من عمره، ثمّ توفي والده في الثامن من يناير ١٩١٠ فانتقلت الأسرة إلى القاهرة، واستأجروا شقة في حي محي بك بعابدين.

وبموت الأب، صار علي الذي لم يتم عامه الثاني عشر بعد، عميدًا لأسرته المكونة من أمه وإخوته نفيسة ومصطفى وعطية وحسن.

*حياته العلمية:

كان لوالده دور في بدايات تعلقه بالعلم، إذ  دروسه الأولى على يد والده ثم في مدرسة “أحمد الكتبي”، وكان أصغر طالب في فصله، لكنه الأفضل ثقافيًا وفكريًا، فحصل على شهادة الابتدائية في عام 1910 وكان الأول على الجمهورية، رغم أنه لم يمر سوى شهر على وفاة والده.

التحق علي بمدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية التي أمضى فيها سنة في القسم الداخلي المجاني، وانتقل بعدها إلى المدرسة السعيدية في القاهرة وبالمجان أيضًا لتفوقه العلمي، فحصل منها البكالوريا (الثانوية) عام 1914، وكان ترتيبه الثاني على القطر المصري كله وله من العمر 16 عامًا، أهله هذا التفوق للالتحاق بأي مدرسة عليا يختارها مثل الطب أو الهندسة، لكنّه فضل الانتساب إلى دار المعلمين العليا لولعه بالرياضيات، في خطوة لم تكن جنونية في زمانه، وتخرج فيها عام 1917 بالمرتبة الأولى، فاخُتير لبعثة علمية لأول مرة إلى إنجلترا على نفقة وزارة المعارف العمومية (وزارة التعليم).

حصل مشرّفة على درجة البكالوريوس في الرياضيات مع مرتبة الشرف من جامعة نوتنغهام خلال ثلاث سنوات بدلًا من أربع، عام 1920، ولفتت نتيجته نظر أساتذته فاقترحوا على وزارة المعارف المصرية أن يتابع دراسته في جامعة لندن، فاستُجيب لطلبهم، والتحق عام 1920 بالكلية الملكية (kings college)، وحصل منها عام 1923 على الدكتوراة في فلسفة العلوم في أقصر وقت ممكن وفقًا للوائح هناك، بإشراف العالم الفيزيائي الشهير تشارلز توماس ويلسون، الحاصل على جائزة نوبل للفيزياء عام 1927.

وفي عام 1924 حصل علي مشرّفة على درجة دكتوراه في العلوم، وهو أول عالم مصري يحصل على هذه الدرجة، إذ لم يتمكن من الحصول عليها في ذلك الوقت سوى 11 عالمًا.

*حياته العملية:

رغم حصوله على أعلى درجة علمية في العلوم، عاد علي مشرّفة من بريطانيا إلى مصر بأمر وزارة المعارف، وعُيّن مدرسًا للرياضيات في كلية المعلمين العليا، وعندما افتُتحت جامعة القاهرة كجامعة حكومية عام 1925، عمل أستاذًا مشاركًا في الرياضيات التطبيقية في كلية العلوم، وأثار عدم تعيينه أستاذًا في الجامعة رغم حصوله على درجة الدكتوراه، ضجة في البرلمان، فتمت مساءلة رئيس الجامعة آنذاك، لتكون إجابته أنه صغير دون سن الثلاثين، وهو الحد الأدنى للسن المطلوب لشغل وظيفة أستاذ.

وجاء قول الفصل في تعيينه أستاذًا بكلية العلوم عام 1926 من علماء الخارج الذين احتكم إليهم البرلمان، فشهدوا بكفاءة مشرّفة العلمية، ليصبح أول أستاذ مصري في الرياضيات التطبيقية في كلية العلوم.

وتتلمذ على يد علي مشرّفة، كوكبة من النجباء، من بينهم عالمة الذرة الدكتورة سميرة موسى، وفهمي إبراهيم ميخائيل، ومحمد مرسي أحمد، وعطية عاشور، وعفاف صبري، ومحمود الشربيني.

كما أصبح مشرّفة أول عميد مصري لكلية العلوم عام 1936 عندما انتُخب عميدًا لها وهو في سن الـ38، وظل في منصبه عميدًا لكلية العلوم حتى توفي عام  1950، إذ انتُخب للعمادة أربع مرات متتالية.

*مشرّفة وكلية العلوم:

تمتعت كلية العلوم في عصر مشرّفة بشهرة عالمية واسعة، كونه أول عميد مصري لها، فساعد في تمصير الكلية ثم الجامعة بعد أن كان معظم طاقم التدريس والإدارة من الأجانب، وربط بين كلية علوم القاهرة وكلية علوم لندن؛ فكانت الامتحانات توضع مشتركة، ويتم التصحيح في لندن، وكان حامل البكالوريوس من كلية العلوم في جامعة القاهرة يكافئ حامل البكالوريوس من جامعة لندن.

وفي تلك الأثناء، عمد مشرّفة إلى الدور المؤسسي، فوضع قواعد واضحة لكل وظيفة وقواعد واضحة للترقية قائمة على البحث العلمي فقط، واعتمد على مبدأ تكافؤ الفرص، كما عمل على زيادة مستوى نشاط البحوث العلمية داخل الكلية والارتقاء بمستوى التعليم فيها، فكانت هذه القواعد دستور الجامعات المصرية كلها إلى الآن. وكان كثير من أساتذة كلية العلوم وقتها يرقون إلى درجة العالمية.

واهتّم مشرّفة كذلك بتاريخ العلم، فقام بإنشاء قسم للغة الإنجليزية والترجمة بالكلية، بالإضافة إلى دراسة مساهمات العلماء العرب في العصور الوسطى، وساعد أحد طلابه وهو محمد مرسي أحمد، في تحقيق كتاب الخوارزمي في مجال الرياضيات. وأنشأ قسمًا للغة الإنجليزية والترجمة بالكلية.

كما سمح لأول مرة بدخول الطلبة العرب الكلية؛ حيث كان يرى أن “القيود القومية والفواصل الجنسية ما هي إلا حبال الشيطان يبث بها العداوة والبغضاء بين القلوب المتآلفة”.

*إنجازاته:

بدأت أبحاث الدكتور علي مشرّفة تأخذ مكانها في الدوريات العلمية وعمره لم يتجاوز الخامسة والعشرين، وأثناء إقامته في لندن، نشر العديد من أبحاثه العلمية في مجلات علمية بارزة، إذ تم نشر أول بحثين له عام 1922، وهما البحثان اللذان نال عليهما درجة دكتوراه فلسفة العلوم، وفي عام 1923 قدم مشرّفة سبعة أبحاث حول تطبيق فروض وقواعد ميكانيكا الكم على تأثير زيمان وتأثير شتارك، ومن خلال تلك الأبحاث حصل على درجة دكتوراه العلوم.

ووصل عدد أبحاث الدكتور علي مشرّفة التي نُشرت في المجلات الدورية العالمية إلى 25 بحثًا، معظمها حول نظرية الكم، ونظرية النسبية، والعلاقة بين الإشعاع والمادة، فارتبط اسمه بـ”آينشتاين” لأنه تطرق إلى نفس المجال الذي كانت تدور حوله أبحاث “ألبرت آينشتاين”، وفي عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي درس معادلات ماكسويل والنسبية وكان لديه مراسلات مع ألبرت آينشتاين شخصيًا.

ولم يكتفِ مشرّفة بذلك، بل قام ببحوث علمية حول إيجاد مقياس للفراغ؛ وكانت هندسة الفراغ المبنية على نظرية “آينشتاين” تتعرض فقط لحركة الجسيم المتحرك في مجال الجاذبية.

وفي عام 1929، أصدر مشرّفة بحوثًا عن حركة الإلكترون كظاهرة موجبة، وعن ميكانيكية الموجات والمفهوم المزدوج للمادة والإشعاع، ثم نشر عام 1932 بحثه الشهير “هل يمكن اعتبار الإشعاع والمادة صورتين لحالة كونية واحدة؟”، مضيفًا نظريات جديدة في تفسير الإشعاع الصادر من الشمس؛ وأثبت الدكتور مشرّفة فيه أن المادة إشعاع في أصلها، ويمكن اعتبار المادة والإشعاع صورتين لشيء واحد يتحول أحدهما للآخر.

وأجرى مشرّفة بحثه عن “السلّم الموسيقى المصري” ونشره في مجلة Nature ثم في مجلة الجمعية المصرية للعلوم عام 1937. ثم نشر بحثًا عن معادلة ماكسويل والسرعة المتغيرة للضوء، وغيرها من الأبحاث الهامة.

ونشر علي مشرّفة عددًا من الكتب العلمية حول النسبية والرياضيات، وتُرجمت كتبه حول نظرية النسبية إلى لغات عدة، مثل: الإنجليزية والفرنسية والألمانية والبولندية. كما قام بترجمة 10 كتب في علم الفلك والرياضيات إلى اللغة العربية.

*مؤلفاته:

آمن مشرّفة بأهمية دور العلم في تقدم الأمم، وذلك بانتشاره بين جميع طوائف الشعب حتى وإن لم يتخصصوا به، فاهتمّ بتأليف كتب تلخص وتشرح مبادئ تلك العلوم المعقدة للمواطن العادي البسيط، وكانت كتاباته تتحدث بشكل مبسط وواضح عن التفكير العلمي، وكان عليه جهد تأسيس المعاجم العلمية والتدريس في كلية العلوم.

وأنتج مشرّفة حوالي 15 كتابًا علميًّا عن النسبية والرياضيات والذرة وغزو الفضاء، ومن أهم كتبه:

– الميكانيكا العلمية والنظرية (1937).

– الهندسة الوصفية (1937).

– مطالعات علمية (1943).

– النظرية النسبية الخاصة (1943).

– الهندسة المستوية والفراغية (1944).

– حساب المثلثات المستوية (1944).

– الذرة والقنابل الذرية (1945).

– نحن والعلم (1945).

– العلم والحياة (1946).

– الهندسة وحساب المثلثات (1947).

*ميوله الفنية:

لم يكن مشرّفة شخصية علميّة جافّة، بل كان متدينًا ومحبًّا للشعر واللغة، فكان يربط كثيرًا بين العلم والفنون والحياة الاجتماعية والقوانين التي تضعها الدولة، كما كان يولي اللغة العربية أهميّة كبرى، ويرى أنّه على طالب العالم أن يتلقى العلم باللغة التي يفكر بها.

فكان ملمًّا بقواعد اللغة العربية، وعضوًا بالمجمع المصري للثقافة العلمية باللغة العربية، وترجم أبحاثًا كثيرة إلى اللغة العربية، وله مناظرة شهيرة مع طه حسين حول (أيهما أنفع للمجتمع الآداب أم العلوم؟)، بالإضافة إلى نشر ما يقرب من 30 مقالًا، منها: سياحة في فضاء العالمين، والعلم والصوفية، واللغة العربية كأداة علمية، واصطدام حضارتين، ومقام الإنسان في الكون.

كما كان مشرّفة مهتمًا أيضًا بالعلاقة بين الموسيقى والرياضيات، وأنشأ لأول مرة أثناء وجوده عميدًا لكلية العلوم كرسيًّا في علوم الموسيقى، كما صمم آلة بيانو شرقي أو عربي، لأنها كانت تضم بين المسافات والأصوات المسافة الموسيقية التي كانت تُعرف بـ”ثلاث أرباع التون”.

كما شارك في بحث عن المقامات الموسيقية المصرية الحديثة مع محمود مختار، لقياس نسب الترددات للأصوات، وقياس المسافات ما بينها لتحديد المقامات المصرية الحديثة بشكل مقنن حديث؛ لأن المقامات تختلف من قطر عربي إلى آخر.

وفي عام 1942، شارك مشرّفة في تأسيس الجمعية المصرية لهواة الموسيقى، وكانت تلك خطوة جديدة في مجال الموسيقى، تهدف إلى ترجمة الأغاني في الأوبرا من اللغات الأوروبية كالألمانية والفرنسية والإيطالية إلى اللغة العربية.

*مواقفه المشهورة:

1. ثورة 1919: في أثناء سفره وقعت ثورة 1919، وكتب مشرفة إلى صديقه محمود النقراشي أحد زعماء الثورة يخبره أنه يريد العودة إلى مصر للمشاركة في الثورة، وكان جواب النقراشي له “نحن نحتاج إليك عالمًا أكثر مما نحتاج إليك ثائرًا، أكمل دراستك ويمكنك أن تخدم مصر في جامعات إنجلترا أكثر مما تخدمها في شوارع مصر”.

2. تبسيط العلوم: كان له دور بارز في إقناع الإذاعة المصرية بتقديم أحاديث علمية تخاطب الجماهير العامة بالعلاقة بين العلم والمجتمع بصورة بسيطة، تناولت شتى نواحي الحياة، بدءًا من عام 1939 وحتى 1945.

3. رؤيته للقنابل الذرية: ارتبط اسم الذرة في أذهان المصريين بالدكتور علي مصطفى مشرّفة الذي طالب الحكومة المصرية بعمل هيئة لأبحاث الذرة، وفي عام 1945 عندما أُلقيت القنبلة الذرية على نغازاكي وهيروشيما أصدر كتاب “الذرة والقنبلة الذرية”، وكان يرى أن القنابل الذرية أداة ردع لا يجب استخدامها ولكن يلزم الحصول عليها، وحذر من استغلال العلم كوسيلة للتدمير.

4. رفض الباشاوية: بدأت المشكلة بين الدكتور علي مصطفى مشرّفة وبين الملك فاروق عندما مُنح درجة الباشوية عام 1946، فعندما مرض المدير كان مشرّفة الوكيل، وكان الملك سعود في زيارة إلى مصر وكان سيزور الجامعة، فمنح الملك علي مشرّفة لقب الباشوية حتى يليق باستقبال الملك.

وكان مشرّفة منتقدًا للألقاب التي يمنحها الملك، ولا يعتدّ إلا بدرجاته العلمية، فرفض لقب “باشا” معتبرًا أنه لا يوجد لقب أهم من دكتوراه في العلوم؛ لأنه حصل عليه بمجهوده، ما أثار حفيظة الملك ومنع تعيينه مديرًا لجامعة القاهرة بعد وفاة المدير السابق، وعيّن عميد كلية الطب إبراهيم شوقي عام 1947 مديرًا لها، كما حُرم من وكالة الجامعة ومُنع من السفر لجامعة برنستون بأمريكا عندما دُعي للتدريس فيها.

وطُلب منه الذهاب إلى قصر عابدين وفقًا للبروتوكول ليكتب كتاب شكر للملك، لكنه لم يذهب، فدخل مع الملك في سلسلة من المضايقات.

*المناصب التي تولاها:

كانت جلّ مناصب الدكتور علي مصطفى مشرّفة، تدور في فلك العلم والعلوم، إذ:

1. عُيّن أستاذًا للرياضيات في كلية المعلمين العليا عام 1925.

2. عيّن كأستاذ مشارك للرياضيات التطبيقية في كلية العلوم جامعة القاهرة عام 1925.

3. عُيّن أستاذًا للرياضيات في كلية العلوم جامعة القاهرة عام 1926.

4. شغل منصب عميد كلية العلوم جامعة القاهرة عام 1936 – 1950.

5. انتُخب وكيلًا لجامعة القاهرة عام 1945 – 1948.

*تكريمه:

1. حصل على لقب “باشا” من قِبَل الملك فاروق، ولكنه رفض اللقب متعلّلًا بأنه لا يوجد لقب أفضل من دكتوراه العلوم التي يحملها.

2. تم تسمية مختبر وقاعة محاضرات باسمه في كلية العلوم، جامعة القاهرة.

3. يتم منح مكافأة سنوية تحمل اسمه للطالب الأكثر تميزًا وذكاءً في الرياضيات، وتتولى عائلته تنفيذ هذا الأمر.

4. قام معهد العلوم المتقدمة في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1947 بدعوة مشرّفة ليكون أستاذًا زائرًا في جامعة برنستون، ولكن الملك رفض ذلك.

5. أنشأت حكومة المملكة المتحدة منحة تعليمية لدراسة الدكتوراه تحت اسم “منحة نيوتن-مشرفة للدكتوراه في المملكة المتحدة” بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني.

*وفاته:

توفي الدكتور علي مصطفى مشرّفة في 15 يناير 1950، تاركًا زوجته “دولة حسن باشا” وثلاثة أبناء هم: مصطفى وكان عمره 14 عامًا، ونادية وكان عمرها 10 أعوام، وسلوى وعمرها 3 أعوام.

أحدثت وفاته صدمة كبيرة في أوساط الأكاديميين والعامة، وكان الأكثر تأثرًا بالوفاة طلبة الجامعة الذين دَعَوْا لجنازة صامتة وأطلقوا عليه لقب “شهيد العلم والجامعة”.

*الجدل حول وفاته وتلقيبه بـ”آينشاتين العرب”:

ونفى علماء كثيرون صحة رثاء آينشتاين لمشرّفة، الذي قال فيه: “لا أصدق أن مشرّفة قد مات، إنه ما زال حيًّا بيننا من خلال أبحاثه”، ومنهم الدكتور عادل عطية مشرّفة، أستاذ الرياضيات بجامعة القاهرة ونجل شقيق العالم علي مصطفى مشرفة، الذي أرجع السبب إلى أن هذه الواقعة تعود إلى عقدة النقص عند العرب “إذ يقومون بإلصاق رموزهم بالغرب بسبب الدونية”، معترضًا على تلقيبه بـ”آينشتاين العرب”؛ لأن علي مصطفى مشرّفة سيظل علمًا بحد ذاته.

وإثر وفاة علي مشرّفة، ثارت الشكوك حول ما إذا كان للموساد يدٌ في قتله بدسّ السمّ له، بسبب أبحاثه العلمية، وآخرون رجّحوا أن يكون أحد مندوبي الملك فاروق خلف وفاته بسبب توتر العلاقات بينهما في أيامه الأخيرة.

لكن ابنته سلوى وشقيقه الدكتور عطية مشرّفة، أكّدا أنّ الدكتور علي مصطفى مشرّفة لم يمت بالسمّ كما يقال، وإنما مات بشكل طبيعي على فراشه بعد صراع مع المرض.

وقالت سلوى، إنه إنْ كان هناك من يقف وراء موته فعلًا، فإنه الملك؛ لأنه منع والدها من الجوائز العلمية فضاقت الحياة عليه، فقرر السفر وتلقى دعوة عمل من جامعة برنستون، لكن الملك وقف له بالمرصاد، ومع إصراره على السفر سمح له لكن منع عنه المال، فسافر إلى لندن وساءت حالته الصحية هناك، ثم غادرها إلى سويسرا من أجل العلاج، وعندما عاد إلى مصر قال لوالدتها إنه “لم يبقَ أمامه سوى ثلاث سنوات”.

وتؤكد ابنته لم يقتله أحد، “كنت موجودة بالصدفة، وكان لا يقبل أن يقترب منه أحد سواي لشعوره بالتقصير معي، قدمت له مربيتي الشاي وهي محل ثقة، ارتشف رشفة واحدة ثم توفي مباشرة”.

ويرى المؤرخون أن إسرائيل لم تقف خلف موته، لأن الأبحاث النظرية التي تُنشر على العلن لا يمكن أن تكون سببًا في القتل، فالدكتور علي مشرّفة لم يكن يشتغل بالبحث العلمي التطبيقي وليس مثل يحيى المشد.

مقالات ذات صلة

‫71 تعليقات

  1. راعى الكاتب ارتباط الأفكار في المقال بشكل وثيق، ولكن كنت أتمنى مزيدًا من التفصيل.

  2. لاسف العلماء والرمز. العربيه دائما يحيط الغموض حول وفاته للتدخل من قبل أجهزة استخباراتية في وفاتهم شيء مؤسف

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88