مأزق المقهورين: التعليم العجوز أم الوزير العاجز؟
في طبيعة الأشياء، للنمو مسار كما للولادة مسار.. يأخذ مسار (النمو) خطوات هي: ضوء الفكرة، فحركتها، فمكان حضانتها، فزمان نضجها وحياتها. أما مسار (الولادة) فياخذ خطوات هي: حركة الفعل، فروابط العلاقة في المكان، فضوء الفكرة وإبداعها، فزمان ديمومتها ووجودها.
صناعة التربية، جدلية ثنائية تتضح في نموذج مسارين: مسار الضوء، أو مسار (الحركة). والسؤال، متى نأخذ بهذا المسار أو ذاك؟
1- مسار (الحركة) يشبه صانعًا لديه مصنوعات رائجة ويرغب في تقليدها (توليف مثلها) لأنه يحفظ في عقله صورة التوليف وقبيليات العقل (السببية، عدم التناقض)، فهو لا يتكلف غير الشروع في الحركة والفعل، بدأً من المواد، فالربط، فانبثاق الوجود، ثم التغليف والتحجيب لتحيا. هذا هو مسار التوليد او التوليف، يخضع لفلسفة باطنية غافلة أو مؤدلجة، غايتها إعادة إنتاج الواقع، والتنميط التصنيعي.
يفترض هذا المسار التوليفي في التربية، حضور إنسان مكتمل العضوية الجسدية، عقله صفحة بيضاء يجب تركيبه وفق صورة سابقة في ذهن صانعه؛ ليأخذ في (الحركة) مبتدأً بتراكم المعلومات والبيانات، ثم ربطها بمصادر تكرارها، ليتشكل شخص بشري مُعاد الإنتاج، يكتمل وضوحه بزركشات الإبداع التلقيني.
وهذا أوجد مُنتج إنساني يعيش غُربة الوجود، غُربة فصلته عن واقعه وموروثه، ولم تصنع منه أو به واقعًا مأمولًا. ناهيك عن أن طبيعة تكوينه لا تجعل من عقله مُكنة أو عضلة توليد تعي واقعها وزمانها لتبني روحًا جديدة.
إذا كان وزير التربية وفريقه مجرد تكنوقراط يحسن فن الإدارة والتسيير فلا غرابة أن نجد جل تصريحاته مجرد ترديد وتأكيد لعبارة (طاعة ولاة الأمر)، أو ما يدور في فلكها من مدائح، وهو ليس في حاجة لإضاءة ضوء لمفهوم قيمي أخلاقي، طبيعة مكانه المنهجي، معلومة ومعروفة في أصل أركان المنهج التربوي؛ إذ تأتي في بُعد (الزمان) الذي يحوي كل قيم المصابرة والصرامة التربوية لاستمرار الحياة التعليمية، لمن يعلم ويُدرك فلسفة التربية في أبعادها الأربعة.
إنه حجاب التكنوقراط المفلس حين يرغب البقاء على حساب أصل المنهاج الذي يغيب عنه إدراكه، بل يتعامى عنه لغلبة مصالح البقاء.
2- مسار (الضوء)، مسار البناء، حيث يتماهى الضوء مع الحركة مع أسبقية ضوء الفكرة والعقل يليها الحركة والجسد والمادة، لتنمو في مكانٍ حرٍّ، لتقيم حياتها في زمان كله تصحيح وإنتاج.
هذا يعني أن مسار (الضوء) هو مسار الماهية والوجود في ذات الوقت، هو مسار الفكرة والتجربة في تمازج واتحاد يقارب بين توليد الإبداع وتجربة الإبداع.
إن ما تمارسه التربية والتعليم في بلادنا إن هو إلا إبداع التلقين أو تلقين الإبداع المستورد؛ وكلاهما هوان.
يخضع هذا المسار الكثيف بجدليات بناء داخل كل بعد من أبعاده.. لن يكون هناك طالب يتلقى المعرفة من منهج ومعلم، بل سيخضع البعد الأول لجدلية حوارية في إنشاء المعرفة، تقوم على حوار متكافىء تغيب فيه السلطة ليحضر تنظيم المعلم لحوار معرفي بمهده المعلم والمنهج بأسس معرفية كمقدمة لحوار تشاركي بين المعلم والطالب والمنهج والتجربة والواقع والعقل لإثراء معرفة جديدة هي حاصل مجموع جهود الجميع محورها.. ليحقق بها البعد الأول من أبعاد المعرفة. هذا البعد لا يمكن أن ينشأ في قوالب الطاعة والخوف والحقوق المنقوصة أو الموهوبة.. إنه بعد ومسار تنشأنه المساواة، والقيادة التحويلية، وحرية الفكر والبحث، في مناخ وبيئة تذلل صعوبات التبادل والبناء.
تكفي الإشارات بما قيل، حتى تُبصر آذان وبصائر وزراء التغريد، فقد وجب تجاوزهم استرضاء البقاء إلى فعل ما يجب.. فنحن وإياهم في قارب المسؤولية لنسترضي بحوارنا المشترك المثمر، رأس الهرم، لتغرد في لحظة واحدة: ها قد أثمر حوارنا منهاج بناء، وفلسفة إثمار وشراكة، كلنا والوطن والملك فائزون.
الكاتب/ سالم بن عبد الله القرشي
salemqurashi@gmail.com
حساب تويتر Mansa2099@
يعطيك العافيه استاذ سالم
حال الحكومات و القطاعات لما تسدى المهام إلى غير أهلها ..والتعليم وقطاعه هو اللبنة المعول عليها لبناء جيل مؤمن بقيمه و مبادئه و عاداته بعيدا عن استيراد ثقافة غير ثقافته فيضيع بين هذا و ذاك ولله في حكوماتنا العربية شؤون .
بوركت أستاذ على الطرح .
مقال جرئ اهنئك أستاذ سالم
سلم يراعك
عنوان مثير للمتابعه
صناعة التربية، جدلية ثنائية تتضح في نموذج مسارين: مسار الضوء،
مقال مميز ورائع فعلا
فقد وجب تجاوزهم استرضاء البقاء إلى فعل ما يجب
إنه بعد ومسار تنشأنه المساواة، والقيادة التحويلية، وحرية الفكر والبحث
بارك الله فيكم ورعاكم
حرية الفكر والبحث، في مناخ وبيئة تذلل صعوبات التبادل والبناء.
بالتوفيق ان شاء الله
عمل وجهد ممتاز حقا
انه حجاب التكنوقراط المفلس حين يرغب البقاء على حساب أصل المنهاج الذي يغيب عنه إدراكه
احست اخى رائع
موفق باذن الله
مقال روعه وعظيم
اكثر من متميزوراقي
كفي الإشارات بما قيل، حتى تُبصر آذان وبصائر وزراء التغريد،
شيء عظيم جدا
إن ما تمارسه التربية والتعليم في بلادنا إن هو إلا إبداع التلقين أو تلقين الإبداع المستورد؛ وكلاهما هوان.
ذا أوجد مُنتج إنساني يعيش غُربة الوجود، غُربة فصلته عن واقعه وموروثه
فياخذ خطوات هي: حركة الفعل، فروابط العلاقة في المكان، فضوء الفكرة وإبداعها، فزمان ديمومتها ووجودها
فروابط العلاقة في المكان، فضوء الفكرة وإبداعها، فزمان ديمومتها ووجودها.
هذا البعد لا يمكن أن ينشأ في قوالب الطاعة والخوف والحقوق المنقوصة أو الموهوبة
كل الأسباب تؤدي إلى فشل التعليم
أظن أن الوزير السبب الرئيسي في فشل التعليم
ابتعد الكاتب عن التكرار في توصيل الأفكار.
هو مسار الفكرة والتجربة في تمازج واتحاد يقارب بين توليد الإبداع وتجربة الإبداع.
وظف الحجج والأدلّة القوية في الإقناع.
وفقت لكل خير يا أستاذنا
تكفي الإشارات بما قيل، حتى تُبصر آذان وبصائر وزراء التغريد، فقد وجب تجاوزهم استرضاء البقاء إلى فعل ما يجب
وظف الكاتب الحجج والأدلّة القوية في الإقناع.
استخدم البراهين العقلية والتسلسل المنطقي للأفكار في كل الفقرات.
هذا يعني أن مسار (الضوء) هو مسار الماهية والوجود في ذات الوقت
نوفق باذن الله
أسلوب الكاتب يمتلئ بالصور الفنية، دون تكرار أو مبالغة.
عظيم جدا ورائع جدا
فنحن وإياهم في قارب المسؤولية لنسترضي بحوارنا المشترك المثمر
تقوم على حوار متكافىء تغيب فيه السلطة ليحضر تنظيم المعلم لحوار معرفي بمهده المعلم
انه بعد ومسار تنشأنه المساواة، والقيادة التحويلية، وحرية الفكر والبحث، في مناخ وبيئة تذلل صعوبات التبادل والبناء.
أسلوبه سهل واضح يفهمه كل قارئ.
كانت بداية موفقة ومقدمة شائقة للغاية.
جذبني أسلوب المقال من البداية إلى النهاية.
راعى الكاتب ارتباط الأفكار في المقال بشكل وثيق، ولكن كنت أتمنى مزيدًا من التفصيل.
يعطيك العافية يا استاذنا
فنحن وإياهم في قارب المسؤولية لنسترضي بحوارنا المشترك المثمر،
ثم ربطها بمصادر تكرارها، ليتشكل شخص بشري مُعاد الإنتاج، يكتمل وضوحه بزركشات الإبداع التلقيني.
اتفق معكم جدا
نجح الكاتب في توصيل الفكرة من خلال وضوح العبارات وسهولة التراكيب.
ما اروع واجمل من هذا
رأس الهرم، لتغرد في لحظة واحدة: ها قد أثمر حوارنا منهاج بناء،
تكفي الإشارات بما قيل، حتى تُبصر آذان وبصائر وزراء التغريد جملة معبرة عن الوضع بأكمله
ابداعوتالق واضح ورائع
المنظومة التعليمية ككل تحتاج لتطوير
امتازت المقالة بسهولتها وبساطتها، وبأنّها تورد مختصر
الموضوع المطروح دون تفاصيل أو تعقيدات
لمست التماسك بين الفقرات والتدرج بها من فقرة إلى أخرى؛ لإيصال الفكرة إلى القارئ.
لغة مكتوبة بشكل واضح بحيث لا يحصل لبس في الفهم عند القارئ.
للمقال اهداف وتنوع افكار وله مصادر من امر الواقع الذي نعيشه في الحياة التعليمية وتدرجاتها العملية من الروضة حتى تخرجهذا المستقبل لتلك العلوم في مراحل الجامعة ومازال هناك في الامر بقية وزخم ورؤية شاملة حول التعليم الاكتروني وتنوع مصادره من بنك المعلومات الذكي رجال التعليم لديهم مشروع عام لتطوير التعليم بصفة عامة وحوار مستمر بين المعلم ومسؤلي التعليم ومطوري المناهج وايضا الطالب لكونه هو المستهدف الذي كل تلك العلوم المعرفية تصب في صالحه لتحسين وضعه العلمي وسباق مع الزمن المعرفي
إنه حجاب التكنوقراط المفلس حين يرغب البقاء على حساب أصل المنهاج الذي يغيب عنه إدراكه، بل يتعامى عنه لغلبة مصالح البقاء.
عمل رائعوجميل جدا
مقال جيد وروعه
في مناخ وبيئة تذلل صعوبات التبادل والبناء.
نه حجاب التكنوقراط المفلس حين يرغب البقاء على حساب أصل المنهاج الذي يغيب عنه إدراكه
عنوان مثير للغايه
نصائح جد قيمة
– كلمة ” شكـــــراً ” المزخرفه بالورود ليست كافيه للتعبير عن الشكر ولا تعطي الكاتب حقه.
3- مشكووور اخي …. على مرورك الطيب وردك الاطيب
معلومات رائعة
موضووووع قيم و مهم و موفق و مفيد
طرح موفق