إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

ما لم أقلهُ.. وأفلته القاضي

عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة، حضرة المحترم الإنسـان:

من مقرٌ مبنى المدينة الفاضلة -مملكة أفلاطون-، تحديدًا بزاوية الفواصل والممهلات الغريبة، حيث يجثم ضريح الحسناء النائمة، أنقل لكم بالصورة والصوت ،تقريرًا غير مفصل عن حادث المرور الخطير الذي أودى بحياة طفلة صغيرة، بريئة، على باب السيرورة والنضج!؟،

تُدعى: فكرة جميلة.

أسباب الحادث: تبقى مجهولة إلى حين تقصي الحقائق من دائرة الكهوف العجيبة، إلاٌ أن شهود الإثبات -لسان حال العامة- قد أجمعوا على أن أسباب الحادث تعود إلى السرعة المفرطة، والتجاوزات المجنونة المرعبة، وكذا عدم احترام إشارات المرور، وناشدوا جميعهم أصحاب المركبات الخفيفة والثقيلة، منبهين على ضرورة أخذ الحيطة والحذر، والانتباه إلى دليل المسافر، وكافة الإرشادات المعلّمة على طول الطريق السبار؛ تفاديا لتكبّد مثل هذه الخسائر الناجمة عن هذا الحادث المميت الذي أسفر عن إتلاف نسيج الخلية الدماغية، وإعاقة المنشأة القاعدية، بما في ذلك البنى التحتية للقيم الإنسانية، مع تسجيل إبادة جماعية للأحكام والأفكار الكبيرة الإيجابية.

أكثر تفاصيل حول الوقائع، ترقبوها من محطتنا القادمة، حيث سنسلط الضوء على الموضوع بحيثياته، وتداعياته، بعد برمجة القضية بجلسة المثول الفوري أمام السيد القاضي لينظر فيها، ثم يقدر، فيحكم بعد سماع الإفادة، وتقديم الدفوع، وكذا طلبات النيابة -صوت الإدعاء العام، محرك الدعوة العمومية-، السيد: -الوازع الإجتماعي-، وستكون الجلسة علنية مفتوحة على الجمهور -أنصار أفلاطون- ضمير الأمة.

هذه المشكلة..! التي ستُعالج بطرق التقاضي العادية، والمتعارف عليها والمعمول بها بالمجتمع الدولي، عملا بأدبيات الحقوق المشروعة، والتي مفادها: “… وعلى المتضرر أن يلجأ الى القانون، والقانون لا يحمي المغفلين؟!.

الإشكالية أعمق بكثير.. لو خلع السيد القاضي جبٌته السوداء، وأمر برفع الجلسة للتشاور، ويدخل علينا مجلسنا، حيث تقام جنازة المرحومة (فكرة جميلة)، ويحتسي معنا قهوتنا المرٌة، ويتجاذب معنا أطراف الحديث الذي تمحور موضوعه حول الحادث المهول، كما لو أنه واحد من تركيبة هذا النسيج المتماسك، فيحيك معنا أحلامنا،وونتحاور بلغة غير مقننة، متحررين غير مكبلين بأعراف وضعية ولا دساتير من صنع البشر، ربما كانت ستعيش (فكرة جميلة) لوقت أطول وتعمر ..!

لو لم تفلت سيدي القاضي بعضًا من المفردات التي علقت على جدران القلب، وضاقت في قفص الصدر، كنت أود بشدة وإلحاح إفادتك بكل هذا، لكن لا بأس..! للقدر تربصاته، وها قد ازهرت بين ضلوعي فكرتي الجميلة، كبرت وأينعت، وأنجبت أفكارًا أخرى جميلة من أخوات فكرة، رغم زحمة السلبية.

لو تسمعني إذا بعد نفذ في حكمك: لا ترتكز، ولا تستند فقط على القرينة، فتتمسك بالشكل، وظروف القضية وملابساتها كلها موجودة بالموضوع، كما سمعته نفسك بجلستنا تلك.

فلا تتعجل سيدي القاضي وتصدر أحكامك، وتبقى السلطة لك والتقدير منك، هذا ما لم أقله لك.

الكاتب الجزائري/ رياض عيساوي

مقالات ذات صلة

‫56 تعليقات

  1. الإشكالية أعمق بكثير.. لو خلع السيد القاضي جبٌته السوداء، وأمر برفع الجلسة للتشاور، ويدخل علينا مجلسنا هذا بالفعل ما نريده

  2. فلا تتعجل سيدي القاضي وتصدر أحكامك، وتبقى السلطة لك والتقدير منك، هذا ما لم أقله لك. كلمات تختذل كل شيء

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88