أنت بذور الفرح

أنت بذور الفرح، أنت من زرع الفرح في قلب كان أرضَ بور، وسقيته من ماء حبك الذي لا ينضب، وقلبك الذي لا يشجب، ورتلت لي قصائد الفرح، وبعثت عمري من جديد بألوان السعادة لونت دنياي، ورسمت على ثغري كل الابتسامات.

أنت فقط من يستحق قلبي العاشق؛ لأنك أخيرًا أتيت بعد عصور من الانتظار المقيت والصبر الطويل. أتيت لتؤرخ في قلبي ملحمة حبك الخالدة، لتشرق منه أسطورة الربيع. كم انتظرتك في مدن الشمس بشوق عصي عن الزوال، وأمل يتجدد مع كل فجر باسم.

مفارقة: بين من ينزع منك الفرح، ومن يعيد الابتسامة إلى وجهك.. فرق شاسع؛ فأنت من أعاد الأمل لروحي والفرحة لواجهتي والبهجة لقلبي، وتريد أن أنساك وأبتعد.

عذرا سيدي البهي: أنا لا أخون نفسي وأنت اليوم نفسي. تسأل لماذا أحببتك؟ سأجيب: لأنك الهواء الذي أستنشقه، ولأنك النور الذي أرى به، ولأنك الابتسامة الصادقة، ولأنك الطهر والنقاء في عالم الخبث والدهاء، ولأنك الإنسانية التي غابت في زمننا ونبت في مكانها القسوة والغلظة والسوء، ولأنك الرحمة التي مُحيت من قلوب الناس؛ فقست وتجبرت وتأذى بها الجميع، ولأنك العفوية التي انبجست عنها طفولة وبراءة لا تزول ولا تمحى تأسر العقول قبل القلوب، ولأنك كل معاني الجمال، لا.. بل أنت الجمال، في حضورك وأخلاقك ومعاملاتك وطيبتك وحنانك.

الكاتبة الجزائرية/ د. فتيحة رحمون