إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الشيخ فرحان ومناقب الرجال القيمة

وَكُلُّ اِمرِئٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ                         وَكُلُّ مَكانٍ يُنبِتُ العِزَّ طَيِّبُ

تغنّى بها المُتنبي وغيره أُناسٌ كُثر، يمرون بذكراهم التي بنوها بين شيم الرجال، ونمُرُ عليها كُل عامٍ بذاكرة الوطن ومنجزاتها التي حاك الملك عبد العزيز –طيب الله ثراه- خيوطها بشريعة الله، في أرض يأوي إليها الناس من كل فج عميق، مُتمسكين بها منهجًا وعملًا، وسائرين على هديها في نشر الوسطية والتسامح والاعتدال، ليُشرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين وتوفير الخدمات لقاصديهما، حتى صارت سمة كل من يعيش على ثراها (قيادة وشعبًا).

ومنذ قيام هذه الدولة المُباركة قبل ثلاثة قرون، بتوحيد حاضر لا يسلاهُ التاريخ مَجدًا، لماذا؟! لأنها بُنيت على ثُلاثية (العقيدة والقيادة والشعب) على يد المُوحد، وسرت في أجياله التي تسارعت الحياة فيهم نابضة بالعطاء حتى ترسخت فيه هامات “طويق” وارتفعت أعمالهم “عنان السماء”، مُنذ تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان –أطال الله عُمره- بعزيمةِ رجلٌ جبارة ونفسٍ أبية، “سرى” بالمملكة من ليلها لنهارها التنموي، ليشتد عودها برؤية خلابة تُعنى بالزمان والمكان والإنسان، حتى حيرت كبار العالم من الساسة والاقتصاديين في إنجازاتها، وما زالت تصنع المعجزات في صحراء مُترامية الأطراف، برؤيةٍ بعيدةٍ سديدة، نشكر الله عليها.

ونحن نرفُل الآنَ في ثوب أمنِها وأمانِها وعزها وتمكينها، في ظل ولاةِ أمـرِ جعلوا المواطن السعودي هو المحرك الرئيس لتنميتها وأداتها الفاعلة، في نهضتـنا الحديثةِ بما يرقى بهذا الكيان العظيم ومواطنيه للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة المُتطلعة إلى احتلال مقعد في عجلة النمو الإنساني، والعمل على الأخذ بكل ما هو جديد ومُفيد لتحقيق الرسالة الكونية التي أمر الله بها في عمارة الأرض وخير الإنسانية جمعاء.

لقد ترعرع أجيال ممن حملوا شُعلة التأصيل والمجد والعطاء وجعلوا شعارهم “للوطنية قيمة.. وللعطاء مقياس”، مسترشدين بنهج ملوكهم الكرام بما يملكون من الغالي والنفيس، نراهم كثرة يتباهى بهم الوطن وكأن لسان حال أبي تمام قائلًا:

هُوَ البَحرُ مِن أَيِّ النَواحي أَتَيتَهُ                    فَلُجَّتُهُ المَعروفُ وَالجودُ ساحِلُه

كَريمٌ إِذا ما جِئتَ لِلخَيرِ طالِبًا                      حَباكَ بِما تَحوي عَلَيهِ أَنامِلُه

وَلَو لَم تَكُن في كَفِّهِ غَيرُ نَفسِهِ                    لَجادَ بِها فَليَتَّقِ اللَهَ سائِلُه

لينطبق فعلًا بعده الأقوال ناجزة في شخص لا تُؤتيه الكلمات حقهُ، نراه في شموخ الأعزة الكرام، وجيه قومه بمواقفه الناجزة التامة في الأعمال، إنه ابن نايف الجربا، شيخ من القلائل تجده “فرحانُ”، مُسخرًا نفسه وماله وعلمه لخدمة وطنه ومُجتمعه، متطوعًا خادمًا لمُجتمعه دون انتظار، ومهرولًا للخير دون تمهُلِ لأنه من جنبات الوطنية والملوك، قد نهل الخيرات بأنعُم الله، لتصدُق فيه رائعة الشافعي:

الناس للناس ما دام الوفاء بهـم                   والعسر واليسر أوقات وساعات

وأكرم الناس ما بين الورى رجل                   تقضى على يده للناس حاجات

قد مات قوم وماتت فضائلهم                       وعاش قوم وهم في الناس أموات

لنراه مُسترشدًا بما رواه عبد الله بن عمر عن المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: “أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ،…”. والنفع هنا لا يَقتصِرُ على النَّفعِ المادِّيِّ فَقَطْ، لكنَّه يمتَدُّ ليشمَلَ النَّفعَ بالعِلمِ، والنَّفعَ بالرَّأْيِ والمَشورةِ والنَّصيحَةِ السديدة، وبالجاهِ، والسُّلطانِ، ليصدُق فيه قول المتنبي:

تراه إذا ما جئته متهللًا                     كأنك تعطيه الذي أنت ساثلهُ

ولو لم يكن في كفه غير روحه             لجاد بها فليتق الله سائله

تعود بسط الكف حتى لو أنه               أراد له قبضًا لم تطعه أنامله

أجل تسعدُ به الدُنيا وتشرُف الحيوات بخيره، فأينما حلَّ حلّت معه البركاتُ، في سبيل تعزيز الهوية الوطنية والمساهمة في نشر الأعمال التطوعية المتخصصة، وتوعية المُجتمع في القضايا الوطنية، التي يرعاها شيخنا الفاضل، لتسعد به جمعية منتدى الخبرة السعودي بترخيص وطني من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، حاملة أملها بدعم ومؤازرة الشيخ فرحان، انطلاقًا من وطنيته وإيمانه برسالة الجمعية تجاه الوطن والمُواطن، ليكون صورة مُشرقة لخير الأوطان وشعبها، يُناصر ويذود عن حياضه بالعمل الصالح لا بالكلمة والصوت فقط، ليبقى بحول الله وقوته عزيز قومه وفيًّا أبيًّا لقيادته وشعبه الكريم.

ولأننا جميعًا مُؤتمنون على أعمالنا، ومأمورون بأداء الأمانة على الوجه الذي يرضي الله عنا، ومسؤولون عن ذلك أمامه -عز وجل-، فنسأل الله أن يجعل كامل أعمال شيخنا دومًا خالصة لوجهه الكريم، وأن يوفقه وإيانا جميعًا إلى العمل الذي يرضيه عنا، وحَفِظَ الله بلاد الأمن والأمان وراعي نهضتها ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين محمد بن سلمان -حفظهما الله-، شاكرين ذات القلب الرحيم معالي الشيخ فرحان الجربا، وأنجاله الكرام ومنْ عمل معه وزان تواصلنا به برعاية وكريم عطاء، زاننا به كثيُ المناقب معالي الشيخ فرحان الجربا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكاتب/ عبد الله الغدير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88