إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

تعدد الزوجات.. وفلاتر التوحيد

تخلصنا من عبادة الأوثان، فأبى أكثر الناس إلا كفورا أن تتخذ صنمًا من البشر لتشركه مع الله في امتلاك أنفسهم وتعبيدها بدرجات مختلفة حسب تعمق وحدانية الله في قلوبهم، وكأن الشيطان أقسم ألا يفوت تلك الفرصة العظيمة على نفسه لهزيمة عزيمة البشر ، فكان للنساء الحظ الوافر من القسمة، اجترها الشيطان من تلابيب ضعفها وهشاشة عواطفها إلى حيث الهلاك وجعلها أُلعوبة ذراريهِ، ولأن المرأة مرنة جدا لا تحتاج كثيرًا من الجهد في التشكل، أغراها الشيطان بروعة النهايات، خصوصًا هؤلاء اللاتى انبنى وجدانهن علي الأفلام الرومانسية سعيدة المنتهى؛ جعلتها تتحمل كل النوازل والخذلان والذل والهوان في انتظار النهاية السعيدة دائما مهما انتزعت منها الحياة وصال تمثالها المكمل أو صنمها الأصم.

وأولئك الذين بعدت عليهم شُقة الثبات علي التوحيد الخالص في خضم الفتن المتلاطمة، الباحثين في مشاكل المرأة النفسية لا يستطيعون إنكار حقيقة أن وراء كل هزة نفسية وزلزال مدمر يصيب المرأة هو رجل أو تمثال رجل أفنت عمرها معه أو له؛ في انتظار أمل أن تُبَثّ فيه الروح ويبعث من جديد ويتحدث إليها، ويؤنس قلبها، ويبادلها نبضة بنبضة، وألمًا بألم، ولم يحدث. امرأة كسرها رجل أو خدعها رجل، أو تخلى عنها رجل، أو خذلها أو استغل براءة روحها رجل.

صحيح أن كثيرًا من الرجال يتألمون من أجل المرأة لكنهم يتعلمون أيضًا ويتجاوزون محنتهم بكل قوة حتى لو انطفأ شعاع روحهم، الكثير منهم ينسى ولديهم فرصة كبيرة في إعادة تدوير خسائرهم. لا يعنى هذا أن قلوب الرجال معافاة من العشق والوله بل بالعكس فتنة الرجل في المرأة أشد حتى أكاد أشم دخانها وأسمع حسيس احتراقهم، حبذا الأوفياء منهم.

لكننى لا أعني في حديثي هذا الفتنة أو الحب، أنا أتحدث منذ البداية عن الشرك (الشرك الأصغر) عن اتساع فوهة بركانه في قلب المرأة حين تحب الرجل، وللرجل مواطن أخرى يؤتى منها لينال منه الشيطان حظه في الشرك الأصغر، غالب هذه المواطن تصب في السعى وراء المال وعلاقة الرجل بالأرض علاقة أبدية فلقد خلق آدم من تراب، أما حواء فخلقت من ضلعه فكان الرجل همها ومركز زلزال يقينها.

لذا يحتاج الرجل لأن يضبط علاقته مع الأرض وطلب الرزق، وتحتاج المرأة لأن تضبط علاقتها مع عاطفتها الجائحة المجنحة نحو الزوج والأولاد.

كلنا غُمس في نيران التعلق، وتشويش التوحيد واليقين في قلوبنا، سواء من ذاق منا محبة الله وعسيلة طاعته ولذة عبادته، أو من لم يذقها. وإن منكم إلا واردها.

مرورك على فلاتر التوحيد منذ ولدت وحتى تعود إلى الله، لطائف مَنَّ الله بها عليك، فلا يصفو لك ود ولا تدوم لك سعادة، وكأن الله تعالي الحنّان المنّان يصفي روحك لنور وحدانيته في قلبك في مراحل عمرك كلها، لتهتف جوارحك بـ (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) لا معبود بحق سواه، ولا يصفو الوداد إلا له، ولا تشف الروح الا بإشعاع نوره في القلب، أحق من عبدُ، نوره الذي أشرقت له ظلمات قلبك حين تعرضت له، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة.

تعرضوا لنفحات الله، أفرغوا بريد قلوبكم لتصلكم رسائل الله
(وسيروا إلى الله عرجا ومكاسير)

عزيزتي المرأة:

– حطي رحالك من هم الرجل حين تشعرين أنه احتل قطاعًا من قلبك جاوز الحدود المسموحة للبشر (لا يؤمن أحدكم حتي يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما).

جددي العهد بالحب لله تعالي ورسوله صلوات الله عليه (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله). اتباع سنة حبيبك سيد البشر طريقك للوصول للحب الذي كل العواطف دونه، ومصابك فيه تهون بعده كل مصيبة. أما لو كانت مصيبتك في زوج تزوج عليك، أو أحب غيرك، أو أساء عشرتك هى المصيبة الأكبر، فراجعي ترتيب المحبة ومراتب الأحبة في سويداء فؤادك.

أرى التعدد الذي تراه النساء أكبر داهية تطيح بما تبقي لها من عقل وسلام نفسي هى في الحقيقة آخر مراحل فلاتر التوحيد التى تمر عليها، وهى أكبر عطية وهدية ربما أراد الله بها أن يعيدك لمسارك الطبيعي، لما علم سبحانه وتعالي من تعلق قلبك بما لا يليق بك، فناداك منادي الإيمان من أقرب مكان لك وأفاقك من سكرة الشرك الأصغر، فأنت صفية الله وحبيبته؛ إذ ابتلاك بهذا البلاء الثقيل وهذا المرض الخبيث الذي انصهر له قلبك ليخلصه من كل شائبة ألمَّت به.

ربما هذا اللون من الحديث يعجب الرجل وتطيب به نفسه؛ لما في ذلك من تلامس الحقيقة ثم لحظ نفسه فيه أيضًا، وربما يعجبكِ وفي نفس الوقت يثقل على قلبكِ وتجدين فيها تحدٍّ عظيم بين عقلك وقلبك، وأنا أعذرك جدًّا لأن لحظة الولادة الجديدة مخاض مؤلم، ولكن الفرحة التي تعتري المرأة بمولودها الجديد تجعلها تنسي الألم ويصبح ذكرى عابرة.

ستجدين الجميع ينتظرون على قارعة الطريق قائلين لكِ: عزيزتي المرأة.. حمدًا لله على سلامتك.

☘️??☘️??☘️??☘️??☘️??☘️??

بقلم الكاتبة/ نجاح آل كوع

مقالات ذات صلة

‫69 تعليقات

  1. اشكركم اخواني علي الدعم والثقة واتمني ان اكون ساهمت في رأب صدع كل امرأة اكتوت بنار التعدد وكل زوج أقض مضجعه التياع زوجته الاولى جراء تعدده وأصاب ذلك من سكينته
    وهذه والله ليست تشجيعا مني علي التعدد فالأمر اكبر من ذلك بكثير الأمر يتعلق بالمعالجة أكثر من التعرض المبدأ
    تحياتي للقراء المميزين
    ولمجلة هتون الألكترونية اللامغة

  2. سلم اليراع أستاذة. ..لكن. بالنظر الملي لحال الجنسين في عصر داهم كل مشاعر وصار السباق الأوحد فيه للمادة التي أصبحت متن نص الحياة والمشاعر والمشاكل الأسرية هامش عليه. .يمكن في لحظات تجاوز جلها وتنازل أحد الطرفين عن بعض حقوقه لاسيما الرجل
    فعذرا. .في خضم تلك التداعيات لم نرى أو نسمع عن حب تأله أو نال تلك الوفرة من العمر كعهد العاشقين الأول
    فالمرأة. سبب زلزالها النفسي من التعدد أو الإشارة إليه ليس هو كرسالة. ..لكنه تراكم في عادات مجتمع بحد ذاته ففي الخليج مثلا لا يكون انزعاج المرأة كمصر فجرت عاداتهم عليه فتقبلوا
    ولا ترى جفارة في العيش بينهما. .لكن هناك وإن بطن خلف ظاهره ود وتراحم. .عكس مصر تماما. .إذ تقرع طبول الحرب إن هم أحدهم بذكره. ..وشظف العيش له قسمة من تلك الظاهرة
    فنعوذ بالله من أن نشرك به شيئا نعلمه ونستغفره لما لا نعلمه

    مجرد رأي

    1. ليس مجرد رأي بل هو جمال في روحك سيدي وتجرد للحقيقة ونزولا بواقع
      شكرا لانك سمحت لي أن أراه من وجهة نظرك

  3. مشاءالله فكر راقي ومتحضر وينقلنا الي مرحلة من السمو في التفكير وتصحيح ترتيبات الحب والعشق بمختلف الدرجات تحليق فعلا في منطقة من الفكر لم يصلها احد في الطرح والتناول حقا طرح رائع ومفيد

  4. مشاءالله فكر راقي ومتحضر وينقلنا الي مرحلة من السمو في التفكير وتصحيح ترتيبات الحب والعشق بمختلف الدرجات تحليق فعلا في منطقة من الفكر لم يصلها احد في الطرح والتناول حقا طرح رائع ومفيد

  5. لذا يحتاج الرجل لأن يضبط علاقته مع الأرض وطلب الرزق، وتحتاج المرأة لأن تضبط علاقتها مع عاطفتها الجائحة المجنحة نحو الزوج والأولاد

  6. أرى التعدد الذي تراه النساء أكبر داهية تطيح بما تبقي لها من عقل وسلام نفسي هى في الحقيقة آخر مراحل فلاتر التوحيد التى تمر عليها

  7. إذ ابتلاك بهذا البلاء الثقيل وهذا المرض الخبيث الذي انصهر له قلبك ليخلصه من كل شائبة ألمَّت به.

  8. لتشركه مع الله في امتلاك أنفسهم وتعبيدها بدرجات مختلفة حسب تعمق وحدانية الله في قلوبهم،

  9. سواء من ذاق منا محبة الله وعسيلة طاعته ولذة عبادته، أو من لم يذقها. وإن منكم إلا واردها.

  10. ستجدين الجميع ينتظرون على قارعة الطريق قائلين لكِ: عزيزتي المرأة.. حمدًا لله على سلامتك.

  11. جترها الشيطان من تلابيب ضعفها وهشاشة عواطفها إلى حيث الهلاك وجعلها أُلعوبة ذراريهِ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88