إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

سيدة آي البيان

يقول تعالى في سورة البقرة: ﴿اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [البقرة 255].

آية الكرسي: سيدة آي القرآن وأعظم آية، نزلت ليلًا؛ ودعا النبي صلى الله عليه وسلم زيدا فكتبها. روي عن محمد ابن الحنفية أنه قال: لما نزلت آية الكرسي خرّ كل صنم في الدنيا، وكذلك خرّ كل ملك في الدنيا، وسقطت التيجان عن رؤوسهم، وهربت الشياطين يضرب بعضهم على بعض. وروى الأئمة عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال قلت: الله ورسوله أعلم ، قال: يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم فضرب في صدري، وقال صلى الله عليه وسلم: ليهنك العلم يا أبا المنذر).

وزاد الترمذي: (فوالذي نفسي بيده إن لهذه الآية للسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش).

فهذه آية أنزلها الله جل ذكره، وجعل ثوابها لقارئها عاجلًا وآجلًا، فأما في العاجل فهي حارسة لمن قرأها من الآفات، وروي أن عبد الرحمن بن عوف كان إذا دخل بيته قرأ آية الكرسي في زوايا بيته الأربع، معناه كأنه يلتمس بذلك أن تكون له حارسًا من جوانبه الأربع، وأن تنفي عنه الشيطان من زوايا بيته.

من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت ولا يواظب عليها إلا صديق أو عابد، ومن قرأها إذا أخذ مضجعه آمنه الله على نفسه وجاره وجار جاره والأبيات حوله.

وفي آية الكرسي بيان كلمة التوحيد، فالله الواحد المتفرد في علاه وهو حي لا يموت أبدا، وله الحياة الكاملة، لا معبود حق إلا الله وهو الحي الذي لا يموت، ولا يعتريه سنة وهي النعاس، ولا نوم و هو النوم الثقيل، لكمال حياته، فلا نوم ولا موت ولا نعاس ولا غفلة، بل هو في غاية من العلم والقدرة والبصيرة بأحوال العباد، فهو حي حياة كاملة لا يعتريها نقص ولا ضعف ولا غفلة ولا نوم ولا نعاس ولا موت ولا غير ذلك من الآفات، وهو القيوم القائم على أمر عباده والمقيم لهم سبحانه، وهو الحافظ لمخلوقاته، فلا قوام للعباد ولا للمخلوقات إلا به، له كل شيء في السماوات والأرض، ويوم القيامة لا يشفع لمخلوق إلا بإذنه، وعلمه يسع ما بين أيدي جميع الخلائق وماخلفهم ومحيط به، ولا أحد يعلم شيئًا من علم الله الا بمشيئته ومما علمه برحمته للأنبياء. ويأتي الخالق سبحانه على ذكر الكرسي وهو مخلوق عظيم فوق السماء السابعة غير العرش.

ومن ثم.. وبعد أن بين المولى عظمته وقدرته، يقرر سبحانه أن حفظ السموات والأرض لا يثقله ولا يشق عليه، بل هو القادر على كل شيء.

وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ: أي له العلو المطلق علو الذات فوق العرش، وعلو القهر والسلطان، وعلو الشرف والقدر.

وله العلو الكامل: فهو العالي فوق جميع خلقه جل وعلا فوق العرش، وهو العالي من جهة كمال أسمائه وصفاته وسلطانه وقدرته جل وعلا.

وله الشرف والفضل: فله علو القهر والسلطان وعلو الشرف والقدر وعلو المكان فوق العرش.

آية جليلة لا بد أن نحبها ونقرأها؛ فهي حافظة مانعة، وفي قراءتها جزيل أجر بإذن الله.

بقلم/ د. فاطمة عاشور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88