إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

شهريار.. الحلقة (17)

وتستمر حكاية شهريار في حلقاتها.. فكانت  هذه الحلقات حسب روابطها 

[button color=”red” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/221670/” ]الحلقة الأولى اضغط هنا [/button]  [button color=”blue” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/222703/” ]الحلقة الثانية اضغط هنا [/button]  [button color=”green” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/224188/#comments” ]الحلقة الثالثة اضغط هنا [/button]

[button color=”red” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/225698/?mobile_switch=mobile” ]الحلقة الرابعة اضغط هنا [/button] [button color=”blue” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/226332/” ] الحلقة الخامسة اضغط هنا[/button] [button color=”green” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/227654/” ] الحلقة السادسة اضغط هنا[/button]

[button color=”red” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/229059/” ] الحلقة السابعة اضغط هنا[/button]

[button color=”blue” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/230563/” ] الحلقة الثامنة اضغط هنا[/button]

[button color=”green” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/231679/” ]  الحلقة التاسعة اضغط هنا[/button]

[button color=”red” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/232981/” ]  الحلقة العاشرة اضغط هنا[/button]

[button color=”blue” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/234167/” ]  الحلقة الحادية عشرة اضغط هنا [/button]

[button color=”green” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/236279/” ]  الحلقة الثانية عشرة اضغط هنا [/button]

[button color=”red” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/237467/” ]  الحلقة الثالثة عشرة اضغط هنا [/button]

[button color=”blue” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/238376/” ]  الحلقة الرابعة عشرة اضغط هنا [/button]

[button color=”green” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/239456/” ]  الحلقة الخامسة عشرة اضغط هنا [/button]

[button color=”red” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/240374/” ]  الحلقة السادسة عشرة اضغط هنا [/button]

 

وأنا عائدٌ إلى بيتي، اتصل بي فائز قائلًا إنَّه مضطرٌ لإخراج شهريار وشهرزاد من الشقّة غدًا مساءً.

سألته:

– ولماذا أبا محمد؟ ما الأمر؟ ماذا استجد؟

– لا ينفع الحديث في أمرٍ كهذا بالجوال أبا ناصر. نلتقي غدًا، وأعطيك الهرجة كاملةً.

قلبت الأمور ليلًا ذات اليمين وذات اليسار. أيقنت أنّه أيًّا كان السبب الذي جعل من فايز يقول لي ما قاله بشأن إخراج شهريار وشهرزاد من الشقَّة، فإنِّي لا بد وأن أفكر في بديلٍ مناسبٍ، وعلى نحوٍ عاجلٍ. وبعد عصفٍ ذهنيٍّ اتضح لي أن ما زاد من صعوبتي في التعامل مع ظروف وجود ضيفيَّ الكبيرين، هو عدم الإفصاح عن هويتهما لأسبابٍ وجيهةٍ. ولكن رغم وجاهتها ألا إنَّ عدم محاولتي الخروج من ربقتها زاد وسيزيد من معاناتي ومعاناة الضيفين. وشرعت أفكر خارج الصندوق، كما يقال.

وقلت لنفسي إنَّ أهم شخصيّةٍ اعتباريةٍ في مدينتنا هو سيادة الوالي -رعاه الله وحفظه- وأنَّه وحده بعد الله من يُعَوَّل عليه اتخاذ قرارٍ وإيجاد حلٍّ في هكذا مسألةٍ. ورأيت أنَّ من الحكمة والفطنة والمنطق أن أقوم بزيارةٍ له في مكتبه بالولاية، وأخبره بالقصَّة كاملةً وبالتفصيل الممل من البداية حتى اللحظة، بل حتى لاستشرافاتٍ مستقبليٌّةٍ.

– ولكن هل سيصدقك؟سألت نفسي، وأجبتها:

– بكيفه.. أضعه أمام الأمر الواقع، وهو سيتأكد بطريقته، وسيجد أنني لا أقول سوى الحقيقة.

وعدت أسال نفسي:

– ألا تخشى أن يحيلك إلى مستشفى شهار للأمراض العقليّة ظنًّا منه أنّك مجنونٌ، ويأمر المسؤولين في الجوازات بترحيل شهريار وشهرزاد إلى بلدٍ ظنًّا أنهما مخالفين أو متخلفين؟

وكان جوابي:

– كلُّ شيءٍ واردٌ في محنتي هذه، لكني أثق في رجاحة وحكمة الوالي، ثمَّ أنَّه يعرفني باعتباري واحدًا من أدباء الولاية ومثقفيها، وسبق لي الالتقاء به في مناسباتٍ ثقافيةٍ وأدبيّةٍ أكثر من مرّةٍ، ولن يتعجل في الحكم على المسألة.

وأضفت:

– وليكن ما يكون. حتى وإن زجَّ بي في مستشفى شهار، فهو خيرٌ لي مما أعانيه ذهنيًّا ونفسيًا. إنني أكاد أجنُّ فعلًا، ومن غير علاجٍ، أمَّا في شهار فسأجد لجنوني علاجًا على الأقل.

ضحكت بيني وبين نفسي من تفكيري على هذا النحو! ويبدو أنَّ هذا الضحك من علامات جنوني الفعلي.

لكن الأهم أنَّني اتخذت القرار بالذهاب إلي الوالي برفقة صديقي فايز ليكون شاهدًا لي على ما رأى؛ شعرت بارتياحٍ، سَرَحْتُ في خيالاتٍ إيجابيّة كثيرةٍ منها: اقتناع سيادة الوالي بكلامي، وتصديقه لروايتي مثلما رويتها له، وإصدار توجيهاته لرجاله باستضافتهما على نفقة الولاية و… و… وهلمَّ جرا.

في اليوم التالي استيقظت مرهقًا منهكًا من الأرق وشدَّة القلق وكثرة التفكير. ذهبت إلى عملي. من حسن حظيِّ كان المدير غائبًا، بعد ساعتين أو ثلاث استأذنت من نائبه للخروج. أحرجته بطلبي لكنَّه استجاب. تواصلت مع فايز. أخبرته أنَّني في الطريق إليه كان يراجع دائرة التجارة لإنجاز بعض معاملاته. أخبرني أنَّه سيكون في مقهى الاستقبال بالشقق بعد نصف ساعةٍ تقريبًا. التقينا هناك. سألته عن السبب الذي يضطره لإخراج شهريار وشهرزاد من الشقّة. أجابني:

– توجيهٌ من وزارة الصحة وأمانة الولاية بإخلاء الفنادق والشقق السكنيَّة المستأجرة من ساكنيها ضمن إجراءات الوقاية من انتشار فيروس كورونا.

– أها.. هكذا إذن، الحمد لله، ظننت أن الأمر مقتصرٌ على إخراج شهريار وشهرزاد فقط من الشقّة.

– ولكن ماذا ستفعل أبا ناصر؟ ما البديل في نظرك؟

– اسمعني أبا محمد. لم أذق للنوم طعمًا البارحة؛ فكرت وقدرت كثيرًا، ورأيت أن أفضل حلٍّ للوضع هو أن أذهب للسيد الوالي، وأخبره بالأمر برمَّته.

– فكرةٌ جريئةٌ أبا ناصر.. ولكن هل تظن أنَّه سيصدقك؟

– لا أدري.. يمكن ويمكن لا.

وأضفت:

– وأنت سترافقني؟

– لا لا.. أنا لا دخل لي.

– طول عمرك جبان، أعرفك!

قلتها ضاحكًا.. بادلني الضحك، وقال:

– لو رافقتك لَعَرَّضت نفسي للمساءلة بمخالفتي للأنظمة وإسكانهما بالشقق من غير هويّةٍ، و …..

قاطعته:

– إن لم يُزَجُ بي في مستشفى شهار، فسأخرجك من الموقف، وأتحمل تبعاته كاملةً، لا تشغل بالك.

– طيب، ومتى تريدنا أن نذهب إليه؟

– اليوم بل الساعة إن أمكن.

– يا رجل، لماذا العجلة؟ نحتاج أن نتواصل مع قسم العلاقات العامة لحجز موعدٍ للالتقاء به أولًّا. قد يكون مشغولًا أو مسافرًا أو …..

– نتصل الآن، ونرى.

– أفضل أن نجعل زيارتنا له غدًا إذا تيسر، على الأقل نكون فكرنا فيما ينبغي لنا أن نقوله له، وكيف نقوله. الأمر يحتاج إلى تفكيرٍ وتدبرٍ وحكمةٍ.

– فكرت في كلِّ ذلك وأكثر.

وأضفت:

– اتصل بابن عمك الضابط بالقسم الأمني بالمحافظة، ليدبر لنا موعدًا في الالتقاء بسيادة الوالي بعد صلاة الظهر اليوم إن كان ذلك متيسرًا.

– لا تعجبني عجلتك، ولكن الخيرة فيما يختاره الله.

تناول جواله، اتصل بقريبه الضابط، لم يفصل له كثيرًا، سمعته يقول له: “صديقي الأستاذ خالد أبو ناصر الأديب المعروف يرغب في مقابلة سيدي الوالي اليوم بعد صلاة الظهر إذا أمكن”.

أنهى المكالمة.. قال لي أن الضابط سيتصل به بعد ربع ساعةٍ ليخبره بمدى إمكانية الالتقاء بالوالي اليوم.

طلب لي فنجان قهوة تركيّةٍ سكر وسط، وله فنجان كابتشينو. وما إن أحضرها العامل، وقبل أن نشرع في الارتشاف منهما، وإذا بجوال فايز يرن.

صديقه الضابط أخبره أن بوسعنا الالتقاء بالسيد الوالي اليوم ظهرًا الساعة الثانية والنصف.

سعدت بالخبر. وبينما كنت ارتشف جغماتٍ من القهوة التي جاءت هذه المرة متوسطة السكر كما طلبت، ظللنا نتحادث في الطريقة والكيفية التي نفاتح بها الوالي في موضوع شهريار وشهرزاد. أعددنا تصورًا ورسمنا سيناريو متوقعًا لسير الجلسة.

انتهينا من كلِّ ذلك. شعرنا بشيءٍ من الاطمئنان. قلت لفايز:

– أستأذنك الآن؛ سأذهب إلى البيت، يتبقى على الموعد ثلاث ساعات وأكثر، لعليِّ أنام قليلًا، فأنا مرهقٌ ومجهدٌ؛ لم أنم ليلة البارحة كما ينبغي. وبعدها سأغير ملابسي، وألتقي بك الساعة الثانية والربع عند باب مبنى الولاية.

– على خيرة الله.. انتبه لا تنام، ويفوتك الموعد. خلي أم ناصر توقظك، وخلي جوالك شغال بجانبك؛ سأتصل بك أنا أيضًا إن شاء الله قبل أن تصير الساعة اثنين.

عدت إلى بيتي.. وجدت أم ناصر نائمةً، لكنَّها أحسَّت بوجودي؛ استيقظت. أخبرتها بالأمر، بدت عليها مشاعر قلقٍ وعلامات خوفٍ من لقائي بالوالي، غير أنَّها تعمدت إخفاءها عني. قلت لها:

– ذاهبٌ لأسترخي قليلًا الآن. لا تنسي أن توقظيني الساعة الواحدة والنصف إن لم أستيقظ بنفسي.

– خيرًا إن شاء الله.

مارست قبيل نومي تمرينًا قصيرًا يساعد في الاسترخاء كنت قد تعلمته من دورة للتنويم الإيحائي التحقت بها قبل ثلاث سنواتٍ.

ومن حسن حظي أنني نمت فعلًا بعد هذا التمرين. ولم أستيقظ إلا على صوت أم ناصر توقظني قائلةً الساعة الآن الواحدة والنصف وخمس دقائق.

استحممت سريعًا، ارتديت أفضل ملابسي، طلبت من أم ناصر أن تعطني البشت الذي لا أرتديه إلَّا في المناسبات الوطنيّة الكبرى.. قالت لي:

– للأسف ليس موجودًا، كنت قد أعرته لأخي ليلة زواجه قبل عدَّة أشهرٍ، ولم يعده حتى الآن، لعلَّه قد نسي، وأنا أيضًا قد نسيت أن أذكره به.

شعرت بانقباضٍ منها ومن أخيها، لكنني كنت قد وطنت نفسي ألَّا أجعل شيئًا يوتر أعصابي، لأنَّني محتاجٌ إلى طاقةٍ نفسيّةٍ عاليةٍ أقابل بها السيد الوالي.

في طريقي إلى مبنى الولاية تواصلت مع فايز، وجدته هناك، كان مثلي بلا بشت.

مازحته:

– أين البشت أبا محمد؟

– وأين بشتك أنت؟

– وهل رأيت في حياتك مجنونًا يقتاد عنوةً إلى مستشفى شهار يلبس بشتًا؟

ضحك، وقال لي:

– وهل رأيت مظلومًا يقتاد غصبًا عنه إلى السجن يلبس بشتًا؟

ضحكنا من أعماقنا.. ويبدو أن ضحكنا غير المبرر ظاهريًّا لم يكن له من سببٍ سوى تفريغٍ شحناتٍ من القلق والتوتر نحاول جاهدين إخفاءها.

وعند رجال الأمن الذين يحرسون البوابة، وجدنا اسْمَيْنَا مُسَجَّلَيْن لديهم، وعندهم علمٌ بموعدنا، غير أنهم أخبرانا بأمرٍ ضايقنا.

والله المستعان.

***************************************

البقية في الحلقة القادمة إن أذن الله لنا بالبقاء واللقاء.

 

☘️??☘️??☘️??☘️??☘️??

الكاتب والمترجم/ خلف بن سرحان القرشي

#خلف_سرحان_القرشي 

السعودية – الطائف – ص. ب 2503  الرمز البريدي 21944

ايميل:  [email protected]

تويتر @qkhalaf

مقالات ذات صلة

‫70 تعليقات

  1. ولازالت المغامره في شهرزاد وشهريار قائمه
    ننتظر الوالي في الحلقة القادمه
    مبدع ياكاتبنا القدير

  2. مستشفى شهار وما أدراك ما مستشفي شهار نسال الله العفو والعافية وفقك الله وسدد خطاكم

  3. كيف بيحطون شهريار ومرته بشهار؟
    هل معهم كورونا ؟
    مافهمت الذي صار ؟
    هاتو الباقي عشان نفهم

  4. وتستمر فصول الحكاية..
    تأخذنا معها في جميع تفاصيله الصغيرة والدقيقة ونعيش اجمل اللحظات الملئة بالمفاجاءات السارة .
    ولحظات آخرى ملؤها الحيرة والدهشة.

    باركك الرب سيدي الأديب الفاصل
    ??????

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88