إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الصمت.. ولغة المكان

كل شيء يسكن اللغة، بمعى أن اللغة هي المكان، هي مستودع كل الرموز، وكل المعاني. اللغة صوت، والصوت مكان مسكون بالألفاظ.

حين يكون الصمت هو سيد الموقف، فإنه لا مكان ولا لغة ثم لا وجود، لأن الكلمات لا تنطق أو لم تُخلق؛ وحينها يغيب الزمان ويختفي التاريخ ثم لا فردوس.

المخلوقات مادية أومعنوية تعمر الكون في حركة دائمة تحكمها السلطة والحرية. ثنائية الثبات والتغير تعمر الكون والحياة مكانًا وزمانًا، جذب واتصال وجودي يجعل من الحياة في امتدادها وديمومتها صوتًا يملأ كل شيء، ليحقق تبادل، هو: عطاء، وأمن، ومُتع؛ تزيد الصوت معنًى حُرًّا تُزهِر معه كل الكلمات وكل الكتابات وكل الألواح في يد الصغار.

هكذا هي الطبيعة في فطرتها لا تقبل الصمت، لا تقبل التحديد؛ لأنها جوهر منظم قام على فكرة الإزهار والمعنى لعمارة الأرض وتحقيق خلافة، هي ممرٌ قصير زائل، لا مجال فيه للتقزيم وهدر العطاء، لذات وجماعة ترجو في قِصر المدة تحقيق عظمتها وتوكلها على رب أسكنها لتعمُر الأرض توكلًا وعبادة.

هذه المسلمات التي تحطمها قيود الصمت، حين تُعاكس إرادة الإنسان وتُغالِبه ليقول ويفعل ما لا تقوله قوانين الحياة والطبيعة. قيود الصمت أبادت في اللغة -وما تسكنه- كسبها، وفي المكان تحرره. كوابح السلطة حين تفرض الصمت، تجعل من اللغة نعيقًا لا تجهله الحياة، ويغيب معه المعني.

تبادلات الإنسان والإنسان، صوتٌ لا حدود له، سلطة أفقية تحكم ذاتها وتنظم نسقها وفق مُدركات ومُحكمات الثقافة أو الدين. وإذا كان هناك من سلطة تعلو كيان التوافقات الاجتماعية الأفقية، فهي سلطة أعلى، تنظم السياقات وتوحد الغاية والمجال، لزيادة روح البعث والنماء في الاجتماع البشري، وليس دورها عطالة، تكبح حركة رحم المكان؛ فلا رحم الا وهو مستقر الطهارة والانتظام والرعاية وولادة الأجنة.

المكان كلمة يجب أن تتحرر، لتوقظ جامعات المستقبل.
كلمة تفتح المعنى في كتاب لا يخاف صاحبه رقيب.
كلمة يحررها عقل لا يرجفه الصمت.
كتابة وقلم واقرأ.. ثورة يؤجرها وطن التنمية والاستدامة.

لغة المكان؛ سلطة ترعى الألفاظ. الألفاظ هي الصوت يتردد حرًّا في المكان. المكان هو الصوت يتحرر لينمو جنين الغد.

في الصمت تتباعد الأرواح وتموت في القلوب عواطفها، وفي العقول أملها.. في الصمت نتلاشى أو يسكننا الغازي.

تنمو الأفكار وتتجادل في الصوت، في اللغة، في يد تدفع عنا ذُل الرقابة.

الوطن نحن، نفعل في رؤية، في صوت حُر، مكانٍ حر، في ديمومةٍ لا تتغير، لا تهتز.

الكاتب/ سالم بن عبد الله القرشي

[email protected]
حساب تويتر ‏Mansa2099@

مقالات ذات صلة

‫82 تعليقات

  1. (حين يكون الصمت هو سيد الموقف، فإنه لا مكان ولا لغة ثم لا وجود، لأن الكلمات لا تنطق أو لم تُخلق؛ وحينها يغيب الزمان ويختفي التاريخ ثم لا فردوس.)

    (تبادلات الإنسان والإنسان، صوتٌ لا حدود له، سلطة أفقية تحكم ذاتها وتنظم نسقها وفق مُدركات ومُحكمات الثقافة أو الدين. وإذا كان هناك من سلطة تعلو كيان التوافقات الاجتماعية الأفقية، فهي سلطة أعلى، تنظم السياقات وتوحد الغاية والمجال، لزيادة روح البعث والنماء في الاجتماع البشري، وليس دورها عطالة، تكبح حركة رحم المكان؛ فلا رحم الا وهو مستقر الطهارة والانتظام والرعاية وولادة الأجنة.)
    ———
    كم هو وأئع هذا التوظيف للغة ..
    باركك الرب سيدي ومعلمي
    ????

  2. راعى الكاتب ارتباط الأفكار في المقال بشكل وثيق، ولكن كنت أتمنى مزيدًا من التفصيل.

  3. الوطن نحن، نفعل في رؤية، في صوت حُر، مكانٍ حر، في ديمومةٍ لا تتغير، لا تهتز. كلمات صادقة

  4. في الصمت تتباعد الأرواح وتموت في القلوب عواطفها، وفي العقول أملها.. في الصمت نتلاشى أو يسكننا الغازي. أصبت القول

  5. حين يكون الصمت هو سيد الموقف، فإنه لا مكان ولا لغة ثم لا وجود الصمت لا يجعل هناك شيء في الحياة يستحق

  6. في الصمت تتباعد الأرواح وتموت في القلوب عواطفها، وفي العقول أملها.. في الصمت نتلاشى أو يسكننا الغازي.

  7. تزيد الصوت معنًى حُرًّا تُزهِر معه كل الكلمات وكل الكتابات وكل الألواح في يد الصغار.

  8. ليحقق تبادل، هو: عطاء، وأمن، ومُتع؛ تزيد الصوت معنًى حُرًّا تُزهِر معه كل الكلمات وكل الكتابات وكل الألواح في يد الصغار.

  9. لذات وجماعة ترجو في قِصر المدة تحقيق عظمتها وتوكلها على رب أسكنها لتعمُر الأرض توكلًا وعبادة.

  10. لغة المكان؛ سلطة ترعى الألفاظ. الألفاظ هي الصوت يتردد حرًّا في المكان. المكان هو الصوت يتحرر لينمو جنين الغد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88