تجارب مصابي كورونا: تجربة طبيب في الحجر الصحي أصيب بالفيروس

يُعد فيروس كورونا من أكثر الفيروسات غموضًا في سلوكها وتطورها، وقد تتشابه الأعراض الأساسية بين جميع المرضى، لكن فترة انتهاء المرض، تختلف من مريض لآخر، ورغم هالة الرعب والقلق التي أثارها الفيروس أينما حل ليقلب الموازين ويخلط الحابل بالنابل وكأن الكارثة أصبحت قدرًا لا مفر منه، يبقى هناك الأمل سلاحًا قويًّا في مواجهة يأس وألم لا محالة عابر، ومهما طال الغروب ومهما اشتد الكرب لا بد للشمس من شروق جديد.

إعداد وحوار / عائض العتيبي

ولأن ما بعد الإصابة بكورونا ليس كما قبلها، ووسط كل هذا الألم والخوف المقيت، هناك قصص تدعو للتفاؤل عن أشخاص قهروا المرض وجسدوا الأمل بحذ ذاته. فكان لنا هذا الحوار مع أحد أبطال الكوادر الطبية الذي كان يكافح ليعالج المرضى، ورغم إصابته بالفيروس لكنه قاوم ونجح وانتصر، وعاد مرة أخرى أقوى وأصلب، مقاتلًا عنيدًا وشرسًا، وصاحب تجربة رغم قساوتها ومرارتها تبقى مشعلًا للأمل، وجسرًا للتفاؤل، ورافعة للتحدي تعبر بنا نحو بر الأمان ليكون كما عهدناه دومًا في الصفوف الأولى لمواجهة كورونا.

س: من هو عبد الله الذيابي، حدثنا عن عبد الله الذيابي؟

ج: أنا طبيب باطنية وجهاز هضمي بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالرياض، وعضو رابطة الموهوبين السعوديين في موهبة. لي العديد من البحوث العلمية إذ عملت -بفضل الله- على 15 بحثًا، وشاركت في المؤتمرات الطبية بـ14 بحثًا، وسجلت براءة اختراع في مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع والعلامات التجارية ومكتب براءات الاختراع السعودي. وحصلت على العديد من الجوائز العلمية، وفي مجال البحوث، كما تشرفتُ بتكريمي من وزير الحرس سابقًا الأمير متعب بن عبد الله، كذلك أحرص على المساهمة في التوعية والتثقيف الطبي عبر وسائل التواصل والصحف المحلية كعمل تطوعيّ مجتمعيّ، وأضفت أكثر من 50 مقالة طبية و100 مقطع توعويّ قصير.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]  هناك 7 سلالات لفيروس كورونا تصيب الإنسان[/box]

س: حدثنا عن فيروس كورونا؟

ج: فيروسات كورونا، أو الفيروسات التاجية هي سلالة من الفيروسات تصيب البشر والحيوانات، إلى الآن وصل عدد فيروسات كورونا التي عُرف أنها قادرة على إصابة البشر إلى 7 فيروسات، أسرعها انتشارًا هو الفيروس الجديد (كوفيد-19).

س: كيف أُصبت بفيروس كورونا؟

ج: بعد انتهاء عملي في العشر الأواخر من شهر رمضان، بدأت أشعر بالعديد من الأعراض، أبرزها: الصداع، وألم العضلات، وألم والتهاب العينين، وتغيُّر حاستي الشم والتذوق، والخمول والكسل والرغبة في النوم لساعات طويلة، بعد ذلك فقدان الشهية والإسهال -أكرمكم الله- ونزول الوزن، واستمرّت الأعراض لـ3 – 4 أيام، عدا التغير في حاستي الشم والتذوق فقد استمرا قرابة 8 أيام.
وفيما يتعلق بكيفية الإصابة بالعدوى، فبطبيعة عملي كطبيب أخالط عددًا كبيرًا من المرضى، البعض إصابتهم مؤكدة بكورونا، ورغم اتباع إجراءات السلامة، أُصبت بالعدوى، والحمد لله على قضائه وقدره، وبعدما تماثلت للشفاء عُدت إلى العمل أواصل واجبي المقدس مع المرضى المنومين من كورونا، سائلًا الله لهم الشفاء العاجل.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]  التعامل في الحجر الصحي عن طريق الهاتف إلا في الضرورة القصوى[/box]

س: بما أنك مررت بفترة الحجر الصحي، فما المهام التي يقوم بها الفريق الصحي في المحاجر الصحية، وما الإجراءات المتخذة مع المصابين؟

ج: ما لاحظتُه أثناء الحجر الفندقي، قياس حرارة الجسم يوميًّا، وعمل فحص كورونا، ووصف أدوية كالبنادول، ولأنَّ جميع الموجودين في الحجر الصحي مصابون وليست حالات اشتباه، فأبرز الإجراءات المتخذة هي التقيد التام بالبقاء في غرفة العزل، وفي حال حدوث أعراض، يتم التواصل مع الفريق الطبي المقيم في الفندق.

س: من خلال عملكم، ما أسباب الإصابة بعدوى الكورونا؟

ج: بالتأكيد لا يمكن معرفة مصدر العدوى بنسبة 100%، إذ إن البعض ينقل العدوى دون وجود أعراض (خلال فترة حضانة الفيروس)، وآخرون يشعرون بأعراض بسيطة لا يعلمون أنها بسبب كورونا، ولا شكَّ أنَّ مخالطة الأشخاص المصابين هي الطريقة الرئيسة لانتقال العدوى، وقد يصاب الفرد رغم الالتزام بإجراءات السلامة، كما أنَّ جميع الفئات العمرية معرضة لخطر الإصابة، إلّا أنَّ العدوى غالبًا ما تكون بسيطة.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]   لا يوجد لقاح للفيروس إلى الآن لكن يتم العلاج بخافضات الحرارة وبعض المضادات الحيوية[/box]

س: في ظلِّ عدم وجود لقاح، ما البروتوكول المتبع في علاج مرضى الفيروس؟

ج: إلى الآن لا يتوافر لقاح أو دواء معين يعمل ضد الفيروس، نرجو أن يتم إنتاج لقاح أو دواء قريبًا، وتختلف أنواع الأدوية المستخدَمة من حالة مصاب لأخرى، وعادةً تُستخدم مضادات للفيروس، ومضادات حيوية في الحالات المتوسطة والشديدة، بالإضافة إلى الكورتيزون في الحالات الشديدة والحرجة، كما يتم استخدام مسكن للألم وخافض الحرارة.

س: متى يوقف المصاب بالفيروس الحجر المنزلي؟

ج: البروتوكولات العلاجية وإجراءات إيقاف الحجر تصدر من وزارة الصحة ويتم تحديثها بشكل مستمر، وآخر التحديثات أنه يمكن إيقاف الحجر بعد إكمال فترة 10 أيام من أول تحليل إيجابي، وبعد 3 أيام أو أكثر من اختفاء كامل الأعراض (الصداع وأعراض الجهاز التنفسي والإسهال)، ومع عودة المصاب لوضعه الطبيعي لا بدَّ من الالتزام بالإجراءات الوقائية.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]  يمكن إيقاف الحجر بعد إكمال فترة 10 أيام من أول تحليل إيجابي[/box]

س: كلمة توجهها للمجتمع بعد أنْ رفعت القيادة كامل الحظر؟

ج: الالتزام بالإجراءات الوقائية، من لبس الكمامة أثناء الخروج للأماكن العامة ومخالطة الآخرين والتخلص منها بالشكل الصحيح ليس في الطرق أو الشوارع، والتباعد الجسدي والابتعاد عن الآخرين مسافة مترين، وغسل اليدين باستمرار بالماء والصابون خصوصًا قبل وبعد الأكل، وقبل لمس العين أو الأنف أو الفم وبعد استخدام دورات المياه، بالإضافة إلى استخدام المناديل أثناء السعال والعطاس والتخلص منها بعد الاستخدام، وعدم مصافحة الآخرين، وفي حال عمل فحص كورونا بسبب ظهور أعراض أو مخالطة مصابين، فالأفضل عدم مخالطة الآخرين إلى حين ظهور نتيجة التحليل.