إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

ثقافة الاختلاف

في زاوية تديرها الأيام، تعبث الاستفهامات بثقوب الدهشة، وكأن كل منا يخلق السؤال ليتأرجح على حواف التوقع، وانسيابات الترقب الذي قد يحمل أو قد لا يحمل النتيجة الصحيحة للإجابة.

وييقى الوعي هو سيّد المجلس الفكري، ولا تكتمل بنود الوعي والرقي حتى نؤمن إيمانًا راسخًا بكافة الثقافات التي يفرضها علينا المسار المجتمعي وثقافة الاختلاف، وهي إحدى تلك الثقافات التي يجب أن تعشوشب في الطرف الآخر من الفكر المحاور؛ لأننا في الحقيقة لا نتشابه والفطرة الإنسانية هي كذلك.

من حق القارئ أن يختلف مع الفكر الآخر، والأب مع ابنه، والأم وابنتها، والطالب ومعلمه، والمسلم والطرف الآخر الذي يقرع طاولة الحوار، لا سيما وأن الإسلام يدعو للحوار والرقي والفكر والتعامل الإنساني النبيل.

حتى إشارة المرور التي توقفنا جميعًا، أمامها تنادي بتلك السياسة.

إذًا.. الاختلاف في شتى الجهات وبين جميع المستوياتِ والأفكار والأزمان والأعمار، ويبقى التقبل هو سيّد الموقف. ونؤمن حقيقة بأحقية البشر في الاختلاف لأن له الرأي الخاص الذي يندلع من وجهة نظره الخاصة، وله كما لي، كما لك حق التعبير والتصور في إبداء الرأي لأنها طبيعتنا البشرية التي فرضها الله تعالى في حب البحث والاستقصاء والتطوير والاتجاه الذاتي، دون التقليد الأعمى الذي يدفن الفكر الإنساني، فلو اختلاف الأذواق لبارت السلع، كرؤيتنا اصطفاف الملابس المتنوعة عند الخياطين تروق لبعضنا وبعضنا قد لا تروق له، فهي ثقافة الاختلاف ليس إلا.

وحين نختلف يجب أن ننجح في الاختيار الصحيح لإبداء الرأي المختلف في الوقت، والظرف، والمكان، حتى تزهر تلك الثقافة وتأخذ مجراها في وادٍ ذي زرع.

وحتى لا نصطدم بالعشوائية والفوضوية وكثرة اللثغات الغوغائية، يحب أن توضع ضوابط وآليات حتى تتسع دائرة التقبل والاتساع.

بقلم/ عنبر المطيري

مقالات ذات صلة

‫74 تعليقات

  1. كلام واقعي يلامس جوهر الرأي وحرية الفكر المسؤول وإيجابية الاختلاف ونبذ الخلاف والاقصاء للحصول على الإبداع ومكوناتة والاهتداء لسبيل الرقي والتطور الذاتي اولآ والمجتمع محصلة
    لك مني كل الامتنان والتقدير والاحترام ? ? ? ? ? ?

  2. مقال نخبوي يحكي حقيقة الاختلاف وجمالياته ومدى استيعابنا للآخر

    بارك الله فيكـِ أستاذة عنبـر ..

    ??

  3. أبدعت الكاتبة في مقالها الرائع عن إختلاف الثقافات في تقبل الراي والرأي الآخر فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية كما قال المثل
    ومن الحرية الشخصية للفرد حريته في التعبير عن رأيه في اي موضوع يطرح عليه للحوار أو للنقاش دون أن يؤثر عليه مؤثر يلزمه للميل لراي دون غيره والا اصبح الفرد امعة وتابع لغيره دون تفكير اشكر الكاتبة المبدعة فيما سطرته من فكر ابداعي في ثقافة الاختلاف وتقبل الرأي والرأي الآخر
    شكري وتقديري

  4. كلام منطقي وطرح جميل ولغة فاتنة. كل الشكر الكاتبة.

  5. جمال الحروف يأسرك حينما يكون الإبداع باختلاف ثقافات العصر ممزوجا بقلم الكاتبة المميزة عنبر المطيري

  6. وحين نختلف يجب أن ننجح في الاختيار الصحيح لإبداء الرأي المختلف في الوقت، والظرف، والمكان، حتى تزهر تلك الثقافة وتأخذ مجراها في وادٍ ذي زرع. كلام علمي مدروس

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88