التعاون والأصالة.. صفحات مضيئة من محافظة القنفذة
غادة الجنوب، أو محافظة القنفذة.. وجهة سياحية فريدة تجمع بين طبيعة السهل والجبل، وتقع على الساحل الغربي للبحر الأحمر، من أقدم محافظات المملكة العربية السعودية، ويعود تاريخ إنشائها إلى بداية القرن الثامن الهجري، وتحديدًا إلى عام 709هـ في فترة حكم الخليفة العباسي سليمان المستكفي بالله.
هتون / عبد الله الزهراني
وتعدّ مدينة القنفذة مركز المحافظة الإداري، وتقع في الجنوب الغربي من إمارة مكة المكرمة، وبها جميع الدوائر الحكومية، وهي المركز التجاري للقرى المجاورة، وتشمل المحافظة تسع مراكز أخرى.
كانت مدينة القنفذة قديمًا، من الطرق التجارية التي تمر بها قوافل التجارة من اليمن إلى الشام، كما يعد ميناء القنفذة من الموانئ الهامة في البحر الأحمر، يقوم باستقبال العديد من السفن التجارية الكبيرة وتصدير منتجات البلاد إلى الخارج.
ولكون القنفذة في الطريق التجاري من الشام إلى اليمن، فكانت مسرحًا لإقامة السوق وعرض المنتجات.
كما امتهن أهلها كمعظم أهالي الساحل الزراعة، وكانوا يعتمدون في طعامهم على ما تنتجه أرضهم من مواد غذائية، وما تُدره حيواناتهم من حليب وألبان وأجبان. فزرعوا من المحاصيل الحبوب والبقول، وكانت النساء تقمن بمساعدة أزواجهن في أعمال الزراعة والتذرية، فيستخدمون الأساليب الزراعية التقليدية القديمة، كالمحراث اليدوي الخشبي عند الحراثة، والمنجل عند الحصاد، ولوح الدراس عند درس (هرس) سنابل القمح لاستخراج الحبوب منها.
أما أعمال التذرية لفصل الحبوب، فكانت تجري بطريقة بدائية باستغلال هبوب الرياح، ويختار الفلاح اليوم أو ساعات اليوم التي تهبّ فيها الرياح اللطيفة، وتكون رياحًا غربية أو شمالية شرقية، فيقف في طرف الكومة من الجهة الجنوبية، ويقوم بعملية التذرية لفصل القمح عن القش الناعم – التبن باستخدام مذراة خشبية خفيفة الوزن، مصنوعة خصيصًا لهذا الغرض.
