إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

درر من أواخر سورة الحشر

سورة الحشر مدنية وسميت بسورة بني النضير، وهي إحدى القبائل الثلاث في المدينة، وقد حاولوا قتل الرسول الكريم؛ فجاءه جبريل بالخبر، وقد أغروهم المنافقون بأنهم معهم فجاءهم الرعب من حيث لم يحتسبوا فكان جلاؤهم من المدينة إلى خيبر، وأجلاهم عمر بن الخطاب من خيبر بعد ذلك.

يقول تعالى ﴿لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله﴾ (21).

هذه دعوة أن نتدبر كتابه، فالقرآن فيه أخبار، وهو صادق في أخباره، وعدل في نواهيه. والجبال والحجارة لو نُزّل عليها القرآن لتصدعت خشية (خوف مع محبة)، والتعرف على الله هو من أشرف العلوم وأعظم الأحوال.

ثم ذكرت السورة أسماء الله العظام الحسنى، وهي:

الله: علم على الذات العليا وهذا اختص به سبحانه دون غيره (رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا) «مريم 65» استفهام إنكار حتى من تمرد وعصى الله لم يصرف اسم الله إلى غيره.

والله جعل الأسماء الحسنى مضافة إلى الله فيقال من أسماء الله الرحمن ولا يقال من أسماء الرحمن الله.
وهو عالم الغيب و الشهادة هو الرحمن الرحيم.

و تستمر الآيات بتوحيد الله و إثبات وحدانيته وذكرت أسماء أخرى مثل الملك. والملك الحقيقي لله.

مَلكُ الدنيا إذا أعطى نقص من خزائنه، والله لا ينقص من خزائنه، وملك الدنيا إما أن يترك الكرسي أو يتركه الكرسي، و الله لا يفنى ولا ينتهي ملكه.

القدوس: المتطهر المتنزه من كل عيب.

السلام: سالم صفاته وأقواله وذاته من كل عيب.

المؤمن: هو المصدق صدق رسله بأن بعث الحجج ليوضحوا الطريق ويهدوا الخلائق؛ فصدقهم الناس بالحجج وصحة ما يدعون إليه.

المهيمن: الحافظ والمطلع في خبايا الأمور.

العزيز: ولا تطلب العزة إلا من الله ومن اعتز بغير الله ذل.

الجبار: يجبر القلوب الضعيفة ويقيها من الفقر ومن الظلم. وقال لنبيه لست عليهم بجبار أي لا تملك عليهم الهدى. وجبار مذمومة على الخلق فهو الطاغية ينفذ أمره في تجبر. لكن الله الجبار أي من يحن على عباده.

المتكبر: تليق بمن لا أحد له سلطان عليه، وهذا يليق بالله، أما البشر فلا تليق بهم، والله وحده لا يُسأل عما يفعل.

هو الله الخالق: أعظم ما امتدح أنه هو الخالق. لم يكن إله قبل الله ولا أعان الله أحد فلا تلجأ إلا لله.

البارئ المصور: هو مصور المصورات. سورة الانفطار (ياأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم، الذي خلقك فسواك فعدلك) يصور الخلق كيف يشاء لا ينازعه فيه أحد، له الخلق وله الأمر.
هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى بلغت الحسن غايته.

وبعد.. فكل المخلوقات تسبح بحمده وهو العزيز الحكيم.

هناك حشد لعدد من أسماء الله الحسنى التي توضح وتؤكد قدرة الله اللا محدودة؛ فبه نستعين وعليه نتوكل.

بقلم/ د. فاطمة عاشور

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88