إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

النعاج الجرب في الكشافة

يُعرف الجرب بأنه مرض يتميز بظهور حكّة شديدة جدًّا تسببها مجموعة من الطفيليات تسمى السوس، تعشش في داخل طبقات الجلد، وجاء الجرب في الأمثال الشعبية الجزائرية بقولهم “الخلطة تردي والجرب يعدي يا زعطوط يا ولدي”، وفي الأمثال الشعبية السعودية “من قارب رافق الجرباء على الحول يجرب” كما جاء “اللي يرافق لجرب بصبخ يطلي” وهي جميعها بمعنى واحد وتقال لاختيار الأصدقاء والرفقاء الأسوياء الصالحين ، والابتعاد عن أصحاب السوء.

ماجعلني أورد تلك المقدمة هي قصة لمؤسس الحركة الكشفية (بادن باول) أوردها في كتابه (ألوان من النشاط الكشفي) بعنوان “النعاج الجربى” جاء فيها:
التقيت مرة بفتيان أرادوا أن ” يقلدوا ” الكشافين فارتدوا لباسهم ووضعوا شارتهم وحملوا عصيهم، ولكنهم مع ذلك لم ينجحوا في أن يكونوا كشافين حقيقيين.
ليس الخطأ خطأهم، بل هو خطأ أولئك الذين أسسوا فرقهم وأسموهم كشافين.

ولما كان من الصعب أن يميز الفتيان الكشافَ الحقيقي من التقليد، فقد كان من الطبيعي أن ينتمي قسم منهم إلى تلك الفرق الزائفة التي لا تمت إلى الكشفية بأية صلة.

فعليكم أن تبرزوا هذا الفرق بمسلككم الحميد وكفاءاتكم الكثيرة، استمروا في القيام بعمل الخير اليومي، وامتنعوا عن تقبل الهدايا والمكافآت التي تعرض عليكم، كونوا دائًا حذرين وحافظوا على كرامتكم وعزة نفوسكم ونظافة أبدانكم وملابسكم، كونوا جادين في أعمالكم ومستعدين للقيام بأية مهمة توكل إليكم، وابتسموا دائمًا. انتهت القصة.

يا ترى.. هل ما يعنيه (بادن باول) المتوفى عام 1941عن عمر يناهز أربعة وثمانين عامًا هو الجرب الذي استهليت به ذلك المقال؟، من أن الكشفية ممكن أن يكون عليها دخلاء غير أسوياء؟، وفي نفس الوقت هل حدث ذلك في مجتمعه ووقته وقاله عن تجربة، واستمر إلى حالنا؟ وهل وصل إلينا؟ ومنها ما ذكر (الهدايا والنظافة).
أتمنى أن لاويكون ذلك، وأنها مرحلة وانتهت في عهده، وأن (الجربان) الدخلاء غير موجودين في كشفيتنا.

بقلم/ مبارك بن عوض بن مسفر الدوسري

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88