إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

مناورة باسم الدين

والله لم أعد أفهم لماذا هذا التركيز والتحامل على فتح المساجد أو غلقها مادام الله أجاز الصلاة في المنازل والتعبد فيها، حتى يرفع الله علينا هذا البلاء بفضله ومنِّه. وأصبح الكل يفتي من عنده ويستشهد بآيات، وقد يكون آخر المواظبين على صلاة الجماعة بعد فتح بيوت الله.

المشكلة أن الكثير من الغوغاء ذهبوا لما هو أبعد، وراحوا يستدلون بآيات على غرار ﴿ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه وسعى في خرابها﴾ و ﴿أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلّى﴾
السؤال الذي يطرح نفسه: من نهاك عن الصلاة؟ ألم يقل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم “وجُعِلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا”.

السواد الأعظم يقارن فتح الأسواق والمحال التجارية بفتح المساجد، يا سبحان الله، إنما فُتحت لكم الأسواق لتقضوا مآربكم وتسترزقوا؛ فالإنسان بحاجة إلى العمل ليضمن حياة كريمة مستقرة، أفضل من العمل وفتح المحلات خِفية وفي نفس التجار نوع من الخوف والإحراج من الأجهزة الأمنية، فأعيد فتح الأسواق ليكون العمل بطريقة طبيعية ضمانًا للعيش وطلبًا للرزق، بينما يمكن لكل فرد منا أن يتعبد في بيته ويؤدي صلاته على أكمل وجه؛ ونسأل الله القبول. ومن يديري لعل صلاتك في بيت الله ليست مقبولة من الأساس.

هذا كله ولا يخفى على القاصي والداني أن مسألة غلق المساجد، ليست خاصة بالجزائر وحدها، بل هي حالة عامة مسّت جميع دول العالم المسلمة منها وغير المسلمة التي بها مساجد للمسلمين. ولا يوجد أعظم من بيت الله الحرام وتم غلقه لدواعٍ أمنية تتعلق بسلامة المصلين قبل كل شيء، ولمن يقول أن العديد من الدول فتحت مساجدها، فأجيبه: كل دولة تعرف إمكانياتها ومدى سيطرتها على انتشار العدوى، فلا داعي من مقارنة الجزائر وسياستها في تسيير الأزمة مع دول أخرى.

إني لأجد في الأصوات التي تنادي بفتح المساجد في هذا الظرف، وباستطاعتهم أداء الصلاة في البيوت ولا حرج في ذلك، أجدها أصواتا تدعوا إلى الفوضى والفتنة لا أكثر ولا أقل، وما هذا من شيم المسلم الغيور فعلًا على أمن وسلامة إخوانه من المسلمين.

الكاتب الجزائري/ طارق ثابت

مقالات ذات صلة

‫24 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88