إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

رسالة إلى آدم وأخينا الأكبر شيث عليهما السلام

إن الله عندما خلقك يا أبي كنت في أحسن الجنان، وعندما صحيت في ثمار الجنة التي لا نعلم هي جنة الخلد أم جنة في الأرض وجدت أمي لديك حواء، كنا سعيدين في ذلك الرخاء والنعمة التي لا تعد ولا تحصى، ولكن حكمة الله يا أبي فوق كل شيء.

عند دخول عدونا للجنة، الذي زرع فينا التشتت والبغضاء والحسد وكان معينا للنفس على اتباع الهوى، وسوس لك يا أبي فأكلت من شجرة، ثم نزلنا إلى دار ليتنا لم ننزل بها، بفعل خطيئتنا، هذه الدار يا أبي، يوجد به المصاعب والفتن، هذه الدار يا أبي الذي نبدأ به بالاختبار الصعب، وما زلنا في الاختبار. قد أنجبت يا أبي إخواني مختلفي الألوان والقلوب وأول هذا الاختلاف هو نزاع أخوينا الأكبر (هابيل وقابيل) ثم صار سنة الله في نزاعهما  في الأرض، وبعد ذلك يا أبي قد أنجبت لي إخوة كثيرون، وأنجبت أخي شيث، فبدأ يأخذ تعليماتك وينشرها في الأرض بين إخوانه ثم بدأ النسل يزداد ثم صارت أمور عظام في الأرض.

يا أبي.. أبناؤك اليوم قد اختلفو كثيرًا فيما بينهم، فمنهم القوي ومنهم الضعيف، ومنهم الحاسد ومنهم المحب، ومنهم ومنهم إلى آخره. وإن العنصرية قد ولدت بين أبنائك يا أبي فأصبحوا لا يحبون بعضهم البعض، بسبب اختلاف ألوانهم وأعراقهم، ونحن أبناؤك ولكن الواقع اليوم كأن كلا ولد من من مخلوق غيرك يا أبي، ولا نقول إلا أن حكمة ربي فوق كل شيء.

أبناؤك اليوم قد اختلفوا فيما بينهم بشأن بعض المسائل سواء (دينيه، أو عرقية) يا أبي إن المعركة قائمة بيننا وبين أحفاد ابليس في الأرض -عدونا- وقد انضم بعض إخواننا إليه عندما جندهم إبليس في سبيل إغواء أبنائك. يأبى عليك السلام فيما ربيت أبنائك على عبادة الله سبحانه وعلى المحبة. عليك السلام يا أبي الفاضل أن جلودنا من جلدك ودمنا من دمك ولكننا اليوم أصبحنا خلقًا آخر، فهنالك من ينظر أنه أفضل من إخوانه في دمه ولونه وعرقه وماله، وهو رغم أنفه ابنك، وهو مسكين قد سيطر عليه الكبر وإبليس. يا أبي إن العنصرية التي لم تولد معك قد ولدت اليوم مع أحفادك، إننا نسمع قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (لا فرق بين أعجمي وعربي إلا بالتقوى) ولكن يدخل أذننا ويخرج منها كأن لم يسمعها أحد.

وخلاصة القول: إن البشرية خلقت كلها لغرض العبادة وعمار الأرض، ونفع الناس وعدم التمييز أو اللعب واللهو والعبث؛ فتواضع حتى ترتفع وكن نافعًا ومفيدًا، ولا تكن عالة في الأرض على أبيك الأول آدم، وعلى إخوانك بني آدم. اغرس في الأرض الخير والنفع.

بقلم/ خالد سعود الحربي

مقالات ذات صلة

‫85 تعليقات

  1. كلنا بنو آدم وكلنا من تراب، لكنها الخيلاء والكبرياء ما إن تمكنت من نفس حتى أفرزت منها أسوأ ما فيها.

  2. صدقت، فالبشرية خلقت كلها لغرض العبادة وعمار الأرض، ونفع الناس وعدم التمييز أو اللعب واللهو والعبث؛ فتواضع حتى ترتفع وكن نافعًا ومفيدًا، ولا تكن عالة في الأرض على أبيك الأول آدم، وعلى إخوانك بني آدم. اغرس في الأرض الخير والنفع.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88