إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

شهريار.. الحلقة (١٣)

وتستمر حكاية شهريار في حلقاتها.. فكانت  هذه الحلقات حسب روابطها 

[button color=”red” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/221670/” ]الحلقة الأولى اضغط هنا [/button]  [button color=”blue” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/222703/” ]الحلقة الثانية اضغط هنا [/button]  [button color=”green” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/224188/#comments” ]الحلقة الثالثة اضغط هنا [/button]

[button color=”red” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/225698/?mobile_switch=mobile” ]الحلقة الرابعة اضغط هنا [/button] [button color=”blue” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/226332/” ] الحلقة الخامسة اضغط هنا[/button] [button color=”green” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/227654/” ] الحلقة السادسة اضغط هنا[/button]

[button color=”red” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/229059/” ] الحلقة السابعة اضغط هنا[/button]

[button color=”blue” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/230563/” ] الحلقة الثامنة اضغط هنا[/button]

[button color=”green” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/231679/” ]  الحلقة التاسعة اضغط هنا[/button]

[button color=”red” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/232981/” ]  الحلقة العاشرة اضغط هنا[/button]

[button color=”blue” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/234167/” ]  الحلقة الحادية عشرة اضغط هنا [/button]

[button color=”green” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/236279/” ]  الحلقة الثانية عشرة اضغط هنا [/button]

 

ذهبت إلى عملي، لم أمكث به كثيرًا. استأذنت من مديري للخروج، قال لي:

– لا أعرف ماذا أقول لك أبا ناصر، يصعب عليَّ رفض طلبك، واستجابتي لك تحرجني مع الزملاء، كثرت استئذاناتك هذه الأيام.
أعرف. وأنا محرجٌ جدًّا منك.. لكني مضطرٌ ومرغمٌ أبا أحمد.

– تعرف.. استأذن مني قبل يومين أبو متعب، واعتذرت منه، وقال لي بوقاحته المعهودة: “أنا تعتذر مني، وأبو ناصر معطيه تصريح مفتوح دخول وخروج على كيفه. لنا الله.. وكفى”.

ولم أعرف كيف أردّ عليه.

– أعرف أنِّي أحرجتك أبا ناصر كثيرًا. لكنها ظروفٌ ملحَّةٌ تضطرني لذلك، وإن شاء الله تنفرج الأمور قريبًا.

– تفضل.. سجلك الوظيفيُّ حافلٌ بالانتظام والالتزام، وهذا يمنعني من أن أردَّ لك طلبًا، لكن حاول تدبر أمورك، وقلل من الاستئذان.
– جزاك الله خيرًا، شكرا أبا أحمد، أبشر.

خرجت وأنا أحدث نفسي: “إلى متى تظل معاناتي مع شهريار وشهرزاد قائمة، وإلى أين ستنتهي بي المطاف، فها هي وظيفتي، مصدر دخلي الوحيد الذي أعيل منه نفسي وزوجتي وأبنائي على المحك، ومن يدري فلربَّما أفقدها”.

استرجعت كيف انقلبت حياتي رأسًا على عقبٍ منذ تلك الليلة المشؤومة -ليلة إبليس- التي طلبت من المارد أن يحضر لي شهريار.

فكرت وقدرت أنَّني لم أجنِ أيَّ فائدةٍ من إحضاره، وحتى السؤال أو الأسئلة المعرفيّة التي حلمت بأنِّي قد أجد لها عنده إجاباتٍ ما زالت مشرعةً. ولكنِّي في محاولة تعزية نفسي المحبطة قلت: “تظل تجربةً ثريَّةً نادرًا ما تتاح لإنسانٍ، يكفي أنَّني رأيتهما: (شهريار وشهرزاد) رأي العين، وليس من رأى كمن سمع أو قرأ، ثمَّ إنَّ الحكاية لم تنته بعد، وغدًا لناظره قريب، فلماذا اليأس والبؤس؟، وأنت لا تدري، فلعلَّ الله يحدث بعد ذلك أمرًا؛ استمتع بالطريق إلى الرحلة أكثر ممَّا تستمتع بالوصول”.

استئذاني اليوم كان قرارًا بيّته بليلٍ، أثناء هواجسي، وذلك لأبحث عن طبيبٍ يعالج شهرزاد.

أعرف طبيب أنف وأذن وحنجرة، يعمل في إحدى المستشفيات الأهليّة، وهو صديقٌ لي -من أشقائنا المصريين- بارعٌ في مجاله، خلوقٌ في تعامله، تغلب عليه روح الدعابة، حاضر الطرفة، كثير الضحك والابتسام. وقدَّرت أنَّه قد يكون المناسب لفحص شهرزاد وعلاجها. لم أشأ الاتصال به هاتفيًّا لأنَّه قلَّما يرد على جواله أثناء فترة عمله، ثمَّ أنني أريد التحدث معه كثيرًا عن كون مريضتي لا تحمل هويَّةً، ويصعب عليَّ إحضارها إلى المستشفى، وأريده أن يكشف عليها بالشقَّة التي تقيم بها؛ ولذا فلا بد من أن أذهب إليه في عيادته، وأتحدث معه مباشرةً.

وصلت المستشفى، ناولت موظفة الاستقبال بطاقتي الشخصيّة، وبطاقة الصرَّاف، وأخبرتها بأني أريد إجراء كشفٍ طبيٍّ لدى طبيب الأنف الدكتور محمود.

بعد انتظارٍ قصيرٍ دخلت على الطبيب، رحب بي كثيرًا، لم يدعني أقول له شيئًا، بادرني مازحًا:

– وأنا أقول: “ليه المستشفى منور اليوم”.

تمنيت لو أستطيع أن أقول له: المدينة كلُّها منورةٌ اليوم لوجود شهرزاد. اكتفيت بابتسامةٍ قطعها قوله لي:

– مجيئك هذا أبا ناصر وراءه ما وراءه، أصدقني القول: أتريد إجازةً طبيَّةً، ترى ممنوع.

تعرفني يا دكتور.. لست ممن يأخذ إجازةٍ طبيَّةٍ غير مستحقةٍ.

– ضحك.. – عليَّ يا أبا ناصر. “مَشِّيهَا” على غيري!
وأضاف:
– هات “الهرجة” على قولتكم.

قلت له:
عندي مريضةٌ.. أريدك أن تأتي معي، وتكشف عليها كشفًا منزليًّا.

– وهل هي متعبةٌ كثيرًا؟ وما شكواها؟

لا تتكلم.

– يا لطيف.. من ذوي الاحتياجات الخاصة.

كدت أن أقول له: “احتياجات خاصة في عينك”، لكني استحيت.
لا.. فجأةً، فقدت القدرة على الكلام.

– خيرًا إن شاء الله، على الأعم هذه الحالات يعالجها أطباء الأعصاب، ولكن لا مانع من أن أراها.

واستطرد:

– ولكني لا أستطيع أن أذهب معك الآن؛ الذهاب للمعاينات المنزليَّة عادةً يكون بعد الساعة الرابعة عصرًا.

– لا مشكلة.. أمر عليك العصر، وأخذك إليها.

وأضفت:
ولكن هناك مشكلةٌ؟

– مشكلة ماذا؟ الله لا يجيب المشاكل.

المريضة ليس لديها بطاقة هويّة.

– فهمت عليك.. قصدك شغالة ما معها إقامة.

شغالة في عينك! لا تقول عنها شغالة، هذه قريبة لي من بعيد، أتت من الديرة مع زوجها، ونسيا دفتر العائلة.

– تتدبر أبا ناصر، ولا يهمك؛ نعمل الكشف على أنَّ المريضة زوجتك.

جزاك الله خيرًا.

– اعمل الكشف الآن، ومر عليّ الساعة الرابعة.

عملت بما أوصاني به، خرجت من المستشفى، ألقيت نظرةً على ساعتي؛ وجدت الوقت ما زال مبكرًا، قلت لنفسي: “لماذا لا أشتري فطورًا مميزًا، وأذهب به لشهريار وشهرزاد وأخبرهما بأن الطبيب سيأتي عصرًا لمعاينتها؟”
ولكن أيُّ نوعٍ من الفطور يناسبهما؟ وإن شئت الدقَّة يناسب شهرزاد.. ليتني أعرف.

تذكرت صديقًا لي يمتلك مطعمًا شعبيًّا يقدم نوعًا من الخبز البلدي نسميه (المَلَّة)، يعدُّ بطريقةٍ الدفن تحت الجمر، وهو لذيذ الطعم، كما يبيع في مطعمه العسل الأصلي، والسمن والجبن البلدي الفاخر، وهذا النوع من الفطور يعتبر فطور من فئة الخمسة نجوم في مدينتنا.

اتصلت بطارق، وطلبت منه تجهيز فطور من هذا النوع يكفي لخمسة أفراد أو نحو من ذلك، وقال لي: “خلال ساعةٍ يكون جاهزًا بمشيئة الله”.
اتجهت لمقهى لا يبعد كثيرًا عن مطعم طارق، طلبت قهوةً، وتناولت صحيفةً كانت ملقاةً هناك، لفت نظري أنَّ بها ملحقًا ثقافيًّا، ومن المصادفات العجيبة أنَّي وجدت به مقالةً مطولةً تسبر أغوار قصَّة ألف ليلة وليلة، ضمَّنها كاتبها اقتباسًا للشاعر نزار قباني يقول فيه:
“… وأود أن أعترفَ أن شعري قدمني للناس تقديمًا خطرًا، وصبغ سمعتي بالأحمر الفاقع وساعد على ترسيخ صورتي(الشهريارية) في رؤوسهم، إنَّ شهريار في نظري بريءٌ من كل الجرائم المنسوبة إليه.. ومن حقه أن يطالب بإعادة محاكمته وإعادة اعتباره. وحين ستُعاد محاكمته في القرن العشرين، على ضوء علم النفس، سيتبين أنَّ الرجل لم يكن قاتلاً وإنما كان مضطرًا إلى القتل بدافع الملل: ملله من حريمه، وملله من حاشيته، وملله من عشرات الأجساد التي كانت تُحمل إليه كلَّ ليلةٍ كما تُحمل أطباق المشهيات. إنَّ شهريار كان فنانًا وكان إنسانًا وكان -وهذه هي النقطة المهمة في شخصيته- أحادي النظرة في الحب، كان يبحث في أعماقه عن امرأةٍ واحدةٍ تحبه لا لأنَّه ملكٌ، ولا لأنَّه صاحب قوةٍ وسلطانٍ ولكن لذاته.”؛ صورت بجوالي ذلك الاقتباس، لعليِّ أجد فرصةً ذات يومٍ أسأل عنه شهريار.

أوشكت الساعة على الانتهاء؛ ذهبت لمطعم طارق، أخذت منه الفطور، بعد أن نقدت العامل هناك قيمته التي تجاوزت الثلاثمائة ريال.

وفي الطريق مررت بمطعمٍ آخر، أخذت منه قرص تميس وصحن فول، ومن بقالةٍ بجواره اشتريت بعض الخبز اللبناني، وأنواعًا من النواشف/ الحواضر؛ وكلُّ ذلك رغبةً مني في تنويع أصناف الطعام لأني خشيت ألَّا يعجب القرص (الملَّة) وبجانبه السمن والعسل والجبن البلدي شهرزاد، فما يكون طعامًا لزيد قد يكون سمًّا لعمرو كما يقول المثل العربي.

وعند باب الشقّة، نزلت، وناديت على العامل ليساعدني في حمل الأغراض. وبينما أنا أطلب المصعد، وإذا بالجوال يرن في جيبي، لم أتمكن من إخراجه للردِّ على المتصل لأنَّ يدايَّ مشغولتان بحمل الأغراض، ظلَّ الجوال يرن حتى بعد خروجي من المصعد. وضعت الأغراض جانبًا، أخرجت الجوال، وكانت المفاجأة.
******************************
يستكمل في الحلقة القادمة -بمشيئة الله تعالى- إن أذن الله لنا بالبقاء واللقاء.

☘️??☘️??☘️??☘️??☘️??

الكاتب والمترجم/ خلف بن سرحان القرشي

#خلف_سرحان_القرشي 

السعودية – الطائف – ص. ب 2503  الرمز البريدي 21944

ايميل:  [email protected]

تويتر @qkhalaf

مقالات ذات صلة

‫77 تعليقات

  1. ماذبحنا الا هالنهايات التي توقف القصة عندها عجلوا علينا كملوها كاملة نبي نشوف وش يصير
    يعطيكم العافية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88