الفنانة سارة حسن: مع هيفاء حسين، سعدت وتعلمت الكثير.. بينما مع دنيا بطمه طالتني الشائعات

واحدة من الفنانات القلائل اللاتي برزن في السنوات الأخيرة في الدراما الخليجية، لديها قدرة ملفتة على تقمص الأدوار، وتأنٍّ في اختيار الشخصيات. الفنانة القديرة/ ساره حسن، واحدة من الوجوه الخليجية التي عشقت الفن لتجد لموهبتها المكان الذي طالما بحثت عنه وكافحت من أجله، فهي من خلال مشاركاتها الكثيرة في الأعمال التليفزيونية لا تخفي حبها للمسرح، والذي تعده الدرس الأكثر صقلاً للموهبة الفنية التي دائمًا ما تنشد النجاح والعطاء المميز. حاصلة على ماجستير إدارة أعمال وموارد بشرية، وحصلت على العديد من الجوائز، منها: جائزة أفضل ممثلة في الوطن العربي والخليجي وفي سلطنة عمان والأردن والسودان. لا تخفي حبها وعشقها للفن كممثلة في العمل المسرحي والعمل التليفزيوني من خلال هذا الحوار.

أجرى الحوار / مروان الدوسري

في بداية الحوار تحدثت الأستاذة/ سارة، عن بدايتها مع الفن قائلة: كنت في المرحلة الابتدائية في المسرح المدرسي، ففي هذه المرحلة خالجني شعور داخلي بأنني امتلك إحساسًا بالموهبة، ولازمني هذا الشعور حتى في مراحل متقدمة من عمري، شعرت بأنه يترجم شيئًا ما بداخلي، تطور هذا الإحساس عندي في مراحل أكثر نضجًا، وكان الدور الأهم ما لمسته من تشجيع من المدرسات ووالدي وأخي الأكبر.

س/ من الذين وقفوا معكِ وكان لهم الفضل في بروزك؟

بحمد الله تعالى فإن كل من عملت معهم وشاركتهم في أعمال على صعيد الممثلين أو المخرجين كان لهم دور في دعمي، فجميع من سبقوني في هذا المجال من زملاء أعتبرهم أساتذه تتلمذت على أيديهم وأخذت من نصحهم في هذا المجال وتشرفت بمشاركتهم، سواء على المسرح أو بالتليفزيون، وكانوا مؤثرين في وما زلت أتطلع للاستفادة من مشاركات جديدة مع نجوم لهم باع كبير في هذا المجال.

س/ هناك صعوبات تواجه الفنانين في بداية مشوارهم الفني، ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك وكيف أستطعتِ التغلب عليها؟

الصعوبات تواجه جميع الأعمال وليس فقط على  المجال الفني، ولكن في المجال الفني أكثر؛ لتعامل الفنان مع الجمهور. نعم ومن الصعوبات التي واجهتها في بداية مشواري الفني هي الأهل بما أن والدي -رحمة الله عليه- هو الداعم الأساسي لمشواري الفني، وكيفية التغلب عليها هي أن تحولها إلى فرص وتستمر في تحقيق النجاح من هذه الفرص.

س/ في هذا المشوار إحصائيًا كم هي مشاركاتك كميًّا، وعلى المستوى الكيفي ما أهم المشاركات بالنسبة لك؟

مشاركاتي في جميع الأعمال الفنية والإعلامية بحمد الله على مدى هذه السنين (35) مسرحية، و (9) مسلسلات، و (20) فيلمًا، و(5) أعمال إذاعية. كذلك مشاركاتي الخليجية في قطر حيث شاركت مع الأستاذ والفنان القدير عبد العزيز جاسم -الله يرحمه- في مسلسل “قلوب للإيجار”، مع المخرج محمد القفاص، وطلبت في مسلسل ثانٍ “خيوط ملونة” واعتذرت عن المشاركة في العمل بسبب وفاة والدي “الله يرحمه” في ذاك الوقت. أما في مملكة البحرين فقد شاركت في عملين: مسلسل “وجع الانتصار” وقد حظيت فيه بأن أكون بطولة أولى مع الفنانة هيفاء حسين، ومسلسل “ملحق بنات” وأخذت فيه بطولة ثانية مع المخرج عامر الحمود، وقد كانت تجربه ناجحة بكل المقاييس وفيها صقل موهبتي الفنية. 

س/ من خلال تجاربك الكثيرة مسرحيًّا كيف توفقين بين العمل المسرحي والتليفزيوني وأيهما تفضلين؟

من أهم المشاركات التي أعتز بها هي الورشة المسرحية التي قدمتها الدكتورة لطيفة أبو الخير في مركز شباب الدوحة قبل سنوات، حيث استفدت كثيرًا من هذه التجربة؛ فتعلمت الصبر والتحمل وكيفية التركيز على المسرح والتعامل مع الممثل الواقف أمامي دون خجل. والتمثيل المسرحي يختلف عن التليفزيوني بشكل كبير، ففي المسرح الممثل يواجه الجمهور مباشرة ويرى ردة الفعل سريعًا، فإذا أعجب الجمهور بأدائك يصفقون لك، وإن كان الأداء سلبيًّا سترى التذمر على وجوههم، أما في التليفزيوني فبإمكان المشهد أن يعاد أكثر من مرة؛ فهناك مجال التصحيح، كما أن الممثل لايرى ردة فعل الجمهور إلا بعد عرض المسلسل لذلك فإن التعامل المباشر والحي مع الجممهور له شعور وإحساس مختلفين يعشقهما أي ممثل، بل ويتمنى أن يسمع تصفيق الجمهور ويرى الإعجاب في عيونهم، ذلك هو ما يعطي المسرح الميزة فهو الأفضل والأمتع لدى الممثل.

س/ بما أنك امرأة ونحن نعيش في مجتمع محافظ ولديه عادات وتقاليد هل المجتمع السعودي الآن يتقبل مشاركة المرأة في مجال الفن والتمثيل؟

اتفق معك.. نحن مجتمع متحفظ ولديه عادات وتقاليد ولكن بوعي كبير ومتفهم في هذا الجانب، طبعا في البداية لم يتقبل بعض من المجتمع عمل المرأة في المجال الفني والإعلامي ولكن بهذا الوقت تم تقبل هذا العمل من الجميع  تقريبًا، وهذا يشجع المرأة السعودية على التواصل في الإبداع في كافة المجالات.

س/ كفنانة وامرأة سعودية وعربية هل أنتِ راضية عن صورة المرأة في الدراما والسينما العربية عمومًا، والخليجية على وجه الخصوص؟

 لا  شك أن التمثيل لا ينقل الواقع بحذافيره رغم أن هناك بعض التحسن فيما يخص الدراما أو السينما حيث بدأنا نشاهد أفلامًا تقدم المرأة بشكل مختلف عن الشخصيات النمطية التي اعتدنا رؤيتها.. وهي غالبًا مشعوذة أو عاهرة أو جاهلة أو خائنة أو ضعيفة مغلوبة على أمرها.. حيث كرست المرأة الجسد، أو المرأة كأداة للمتعة والإغراء والتحريض. أما الآن نشاهد كيف تحتفي الدراما والأفلام بالنساء المفكرات أو المناضلات أو الشاعرات أو الأديبات أو…، أعتقد أن هذا مرتبط من جهة بالعرض والطلب والرغبة في الاعتماد على جسد المرأة والجنس، والمواضيع النمطية المجترة لتحقيق الربح المادي، ومن جهة أخرى عدم البحث والاجتهاد لتقديم أعمال وأدوار نسائية مختلفة تقدم صورة المرأة العربية.

س/ ارتفعت أصوات ممثلات خليجبات قبل فترة تحدثن عن اختيار الممثلات من قبل المخرجين أو المنتجين يراعي أشياء أخرى منها العلاقات الشخصية و (الواسطات) من الأهل والأصدقاء وأمور أخرى لا علاقة لها بتجربة الفنانة وقدرتها على تقمص الشخصية، ماتعليقك على ذلك؟

أعتقد أن الأمر مبالغ فيه، فكل ممثلة تفرض شخصيتها على المخرج، لا يمكنه إلا أن يعاملها باحترام. سبق لي أن اعتذرت عن العمل في مشاريع سينمائية ليس لهذه الأسباب، بل لأنها لا تناسبني، وأحرص كثيرًا على اختيار الأعمال الجيدة. كما أنه لم يسبق لي أن خلطت بين العمل المهني والحياة الشخصية.

س/ تشهد الحركة الفنية في الآونة الأخيرة العديد من اللقاءات والمهرجانات كذلك مسابقات الأفلام السينمائية القصيرة وافتتاح قاعات للسينما، ما تقييمك لها؟ وهل هي كافية لخلق حركة سينمائية في خليجنا؟ وأين أنتِ منها؟

بالنسبة لي المهرجانات أو الملتقيات السينمائية فرصة لتبادل الآراء والاستفاذة من تجارب الفنانين الآخرين، كذلك فرصة لمشاهدة الأفلام ومناقشتها ولقاء الزملاء والزميلات والتحدث إليهم والتعارف معهم.. كما أن هذه المهرجانات تخلق جوًّا من التنافس، وتكرم الفنانين وتعرف أيضا بالتقنيين وبالمخرجين الشباب، لكنها لا تكفي وحدها لخلق حركة سينمائية، نحن نحتاج لقنوات مختصة وإعلام مكتوب مختص وشركات للإنتاج وثقافة سينمائية تجذب الجمهور للقاعات.

س/ هذا يجرنا إلى الحديث عن الإعلام الفني والنقد السينمائي في الخليج، هل عرفت أعمالك الفنية والإبداعية طريقها إلى النقد أم ما زلت تنتظرين ذلك؟

الكثير من الكتابات قرأتها عن أعمالي، فكان العديد من الصحفيين والنقاد يتابعون أعمالي بالنقد والمناقشة والتحليل؛ وهذا ما يشجعني ويحفزني كي أقدم الأجود احترامًا لكل الذين آمنوا بموهبتي وصدقي ودعموني، لكن ما يمكن أن أتحفظ عليه هو الإشاعات.

س/ كيف كان هذا التحفظ ضد الإشاعات ؟

كثير ما تتردد إشعاعات بأني “أخت” الفنانة المغربية دنيا بطمة، بسبب جانب من الشبه وأنا سعودية الجنسية، وهذا ما يشاع في قنوات التواصل الاجتماعي ومن أشخاص معروفين وهم من يروجون لهذه الشائعات من أجل الشهرة، وهذه الشائعات بالنسبة لي سحابة صيف مثل أي أمر سوف يزول.

س/ ما هي أبرز توقعاتك في ظل رؤية المملكة 2030 في دعم المواهب الفنية والثقافية في جميع المجالات؟ وهل هذا الانفتاح الثقافي سوف يثمر في إثراء الفن وتقديم أعمال تصل للعالمية؟

رؤية مملكتنا 2030 في دعم المواهب وبحسب الجدول الزمني وهذا الانفتاح سوف نحقق نتائج إيجابية في المجال الفني والإعلامي مثل باقي دول الخليج (الكويت، والبحرين) وسوف تساهم الرؤية 2030 في وصول مملكتنا إلى مصاف الدول العظمى في كافة المجالات إن شاء الله.

س/ ما  هو جديدك المستقبلي؟

لدي عمل توعوي مع الأستاذ محمد عسيري، حول توعية المجتمع بوباء كورونا المستجد واتباع الأنظمة والإرشادات من الجهات الرسمية في المملكة، وذلك من أجل الحد من انتشار هذا الوباء، أبعده الله عن الجميع.

س/ على المستوى الشخصي والعام ما هي أمنياتكِ؟

لدي ثلاث أمنيات هي: تربية أبنائي بأحسن تربية وأفضل تعليم وأن يكونوا في المستقبل محل فخري واعتزازي بهم، أن أقدم رسالة هادفة للمجتمع وليس القصد من ورائها الشهرة كما يظن البعض، وفي النهاية أتمنى بأن أعمل كمذيعة بشتى المجالات الإذاعية والبرامجية التي أقدم من خلالها إضافة للمرأة الخليجية المحبة لوطنها وأهلها.

س/ كلمة أخيرة.. موجهة لمن؟

إلى كل القائمين على صحيفة هتون الإلكترونية: أشكركم جزيل الشكر على جهودكم التي تقدمونها لنا وعلى وقفتكم معنا في إبراز مواهبنا وإبداعاتنا من خلال صحيفتكم الموقرة، فأنا أشكركم جزيل الشكر على جهودكم الرائعة وعلى إحساسكم بنا وإفساح المجال لنا في المشاركة والتعبير عن آرائنا ومواهبنا وتنمية الفكر الفني والإعلامي والثقافي لدينا وتشجيعنا على المنافسة، فقد أصبحت لدينا القدرة على التعبير وإن كان هذا بالشيء البسيط لكن فيه نوع من التعبير عن الذات ولو بكلمة؛ فتقبلوا مني جزيل الشكر والتقدير.