إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

من لحيتو بخرلو

الزيادات الحاصلة في مشتقات البترول من بنزين ومازوت وغيرهما من المشتقات البترولية في الجزائر لها مبرراتها لدى الحكومة، بعد أن تقررت هذه الزيادات في قانون المالية التكميلي لسنة 2020، وقد تكونُ منطقيةً ومعقولةً جدًّا من منظورٍ اقتصادي بحت، ولكن هل سيفهم المواطن الجزائري، وبالأخص مُلاّك السيارات والحافلات أو لنقل المركبات عمومًا هذه المبررات والزيادات المتزامنة واضطراب سوق النفط العالمية وتذبذبها؟

هل سيكون لهذه الزيادات تداعيات على أسعار النقل الفردي (TAXI) أو النقل الجماعي (LES BUS) ما من شأنه زيادة الأعباء على جيوب الجزائريين؟

وزير المالية “عبد الرحمان راوية” دافع عن هذه الزيادات واعتبر تأثيرها ضئيلًا، هذا إن علمنا أن سعر البنزين زاد ب 3 دينار، وسعر المازوت زاد بـ 5 دينار، بالإضافة إلى سعر البنزين العادي 41.94 دينارًا بدلًا من 38.94 دينارً، وسعر البنزين الممتاز يصبح 44.97 دينارًا بدلًا من 41.97 دينارًا.

ولكن ماذا بشأن المشاريع الفلاحية التي لا غنى لها عن معدات وآليات تستهلك الوقود بشتى أنواعه بقدر كبير؟ هل سيتوجب على ملاكها أيضا التوجُّه نحو استهلاك الغاز المميّع كما ذهب إلى ذلك الوزير “عبد الرحمان” الذي أشار في حديثه إلى ضرورة توجيه المستهلكين نحو استخدام غاز البترول المميع”؟ علمًا أنه بقي محافظا على سعر 9 دينارات للتر الواحد.

هي معادلة اقتصادية جديدة في ظل التحضير لجزائر جديدة، لا نعلم من الرابح فيها ومن الخاسر، هل هو المواطن البسيط الذي كل همه تأمين لقمة عيشه دون توترات، أم المسؤول الجزائري الذي ينظر للأوضاع من زاوية مختلفة تماما؟ نأمل فقط أن تصب في صالح البلاد والعباد

الزيادات في أسعار الوقود، تعني وبشكل مباشر الزيادة في أسعار السلع والخدمات أيضًا، وهذا ما لم يكن ينتظره المواطن الجزائري، الذي لم يمض على فرحته بمناسبة الرفع في الأجر القاعدي إلا أيامًا معدودة، وكأنني بالحكومة تطبق المثال القائل (من لحيته بخرلو)؟!

طبعًا، ما يحصل في القطاع الاقتصادي الجزائري، يحصل في عدة قطاعات أخرى، فضلًا عن كون جائحة كورونا تسببت في خسائر كبيرة من أجل مقاومتها، فهل يمكن اعتبار الزيادات التي دخلت حيّز التنفيذ اعتبارًا من يوم أمس السبت، مناورة حكومية جديدة هدفها تعويض ما تم صرفه منذ بداية الأزمة الصحية؟ وهل خاب أو سيخيب أمل الملايين من الجزائريين في حكومتهم التي ومن وجهة نظرهم مسّت جيوبهم مباشرة؟ هذا ما ستنبئنا به الأيام القادمة.

الكاتب الجزائري/ طارق ثابت

مقالات ذات صلة

‫80 تعليقات

  1. حكومات تقوم بزيادة أسعار الوقود الحل السهل لاي حكومه دون اللجوء إلي سياسه جديدة لاسف

  2. تحليل صائب، ولكن الأفضل للحكومات اتباع سياسة النفس الطويل ورفعها تدريجيا مع توفير بدائل أقل كلفة للمواطنين الذين بالكاد يجدون قوت يومهم.

  3. رفع الله هذا الوباء ووفق كل من يسعى لمصلحة المواطن دونما سعي وراء مصالحه الشخصية.

  4. الشي الطبيعي في السوق النفط العالمي هو الانخفاض الكبير في ظل هذا ليس من المنطقي أن يتم زيادة أسعار الوقود

  5. دائما أي مقترح يقدم من اي حكومه بزيادة في أسعار الوقود بيكون له أثر عكسي علي محدودي الدخل في كل الأحوال

  6. في معظم البلدان يكون الحل السريع هو المطروح امام الحكومات المعالجه دون التطرق نحو الحلول والابتكار في التعامل

  7. شكرا جزيلا لكل من مرّ من هنا قرأ و علّق وهذا دليل احترامكم و تقديركم لما أكتب .
    حياكم الله إخواني أخواتي كل باسمه و مقامه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88