إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

المواجهة بالوعي

مع انتشار جائحة كورونا التي ضربت عددًا كبيرًا من دول العالم، اتخذت تلك الدول عددًا من الإجراءات الاحترازية؛ للوقاية من انتشار هذا الفيروس اللعين، الذي لم يثبت حتى الآن إن كان فيروسًا طبيعيًّا أم مخلقًّا، وهى النقطة التي لم يلتفت إليها الكثيرون أو تجاهلها البعض أو بحث البعض عما يؤكدها، ولكن إلى الآن لم تثبت حقيقته ولم تظهر على الساحة الإعلامية سوى اتهامات متبادلة بين أمريكا والصين، بدأت فى العلن ثم بدأ اللعب فى الخفاء لتضليل الرأي العام والحول بينه وبين التعرف على حقيقة هذا الخطر الذي أودى بحياة الكثيرين دون رحمة.

سرعة انتشار هذا الفيروس الذي لم يعترف بأية خصوصيات بشرية أو حدود جغرافية أو حتى أوضاع اقتصادية أو اجتماعية جعل منه خطرًا عظيمًا، وجعل من إمكانية حصر مسؤولية التصدي له من قبل الأجهزة المختلفة التابعة للدولة أو الجهود التي تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني شبه مستحيلة؛ وكان لا بد أن يكون للفرد دورًا للمساهمة في تحويل الجهود الحكومية إلى جهود جماعية يشارك فيها كل فرد من أفراد المجتمع؛ لذا بدأت بعض الدول ومنها مصر تراهن على وعي المواطنين لمواجهة هذه الجائحة.

وبدأت الأبواق الإعلامية والأقلام الصحفية تتحدث عن وعي المواطن الذي تراهن عليه الدولة، وتطالبه بالتحلى به والمحافظة عليه. وأصبح مصطلح “الوعي” يتردد بكثرة دون الإفصاح عن معناه حتى يتفهمه رجل الشارع البسيط، وبالتالي لا حياة لمن تنادي، وظل المواطنون يتعاملون مع فيروس كورونا على أنه إنفلونزا موسمية يمكن علاجها ببعض المسكنات والمضادات الحيوية.
ورغم فرض حظر التجول في البلاد إلا أن الأسواق كانت مكتظة بالمارة، والمحلات مزدحمة، ووسائل المواصلات في حالة تثير الرعب وتؤكد على حتمية وقوع كارثة من كثرة ركابها.

أما ما يخص ارتداء الكمامات فلم يلتزم بارتدائها أحد إلا بعد أن أعلنت الدولة عن فرض غرامة لمن لا يلتزم بارتدائها، وبعد أن كان يرتديها قلة قليلة من المواطنين وسط استهتار واستهزاء واستخفاف الأغلبية منهم أصبح الأغلبية يرتدونها ملتزمين بالإجراءات الاحترازية المتخذة منعًا لانتشار الفيروس، والباقون يعلقونها على رقبتهم، ويرتدونها إذا شاهدوا رجل أمن؛ تحاشيًا للعقوبة، ثم يخلعونها ويتركونها معلقة على صدورهم استعدادًا لاستخدامها وقت المساءلة.

فهل يمكن أن نسمي هذا وعيًا؟.

لذا، قبل أن نطالب شعبًا معظمه من البسطاء بأن يكون لديهم وعيًا، لا بد أن نشرح لهم ما معنى كلمة “وعي”؛ حتى يلتزموا بها، ليس خوفًا من المساءلة القانونية، ولكن اقتناعًا بأنها الحل الأمثل للمشاركة المجتمعية تجاه تلك الجائحة التي لم تترك كبيرًا ولا صغيرًا، ولا غنيًّا ولا فقيرًا، ولا بسيطًا ولا ذو شأن وشهرة إلا طالته.

فما هو الوعي؟

الوعي لغويًّا: هو فهم الشيء وإدراكه وحفظه. وفي علم النفس يعني شعور الكائن الحي بما في نفسه وما يحيط به. وعلميًّا: هو حالة عقلية يكون فيها العقل بحالة إدراك وتواصل مباشر مع محيطه الخارجي، ويتم من خلاله إدراك الواقع والحقائق التي تجري من حولنا، مما يجعله أكثر قدرة على إجراء المقاربات والمقارنات من منظوره هو، وبالتالي سيصبح أكثر قدرةً على اتّخاذ القرارات التي تخص المجالات والقضايا المختلفة التي تطرأ له، كما هو مدى إدراك الإنسان للأشياء والعلم بها، بحيث يكون في وضع اتّصال مباشر مع كل الأحداث التي تدور حوله، من خلال حواسّه الخمس، فيبصرها، ويسمعها، ويتحدّث بها وإليها، أي يتفاعل معها ويعيها جيدًا.

ومن هذا المنطلق.. إذا تفهمنا جيدًا معنى الوعي سيكون للفرد دور مؤثر في إنجاح الجهود التي تقوم بها مؤسسات الدولة، أما في حالة غياب هذا الوعي فإن نسبة كبيرة من هذه الجهود ستذهب هباءً؛ فبدون الالتزام الدقيق والصارم بالتعليمات الصحية على كافة المستويات سواء في المنزل، أو العمل، أو الشارع، لن يمكننا التصدي لهذا الوباء.

☘️??☘️??☘️??☘️??☘️??

بقلم الأديبة العربية/ جيهان السنباطي

مقالات ذات صلة

‫50 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88