شهريار.. الحلقة (١٢)
وتستمر حكاية شهريار في حلقاتها.. فكانت هذه الحلقات حسب روابطها
[button color=”red” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/221670/” ]الحلقة الأولى اضغط هنا [/button] [button color=”blue” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/222703/” ]الحلقة الثانية اضغط هنا [/button] [button color=”green” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/224188/#comments” ]الحلقة الثالثة اضغط هنا [/button]
[button color=”red” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/225698/?mobile_switch=mobile” ]الحلقة الرابعة اضغط هنا [/button] [button color=”blue” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/226332/” ] الحلقة الخامسة اضغط هنا[/button] [button color=”green” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/227654/” ] الحلقة السادسة اضغط هنا[/button]
[button color=”red” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/229059/” ] الحلقة السابعة اضغط هنا[/button]
[button color=”blue” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/230563/” ] الحلقة الثامنة اضغط هنا[/button]
[button color=”green” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/231679/” ] الحلقة التاسعة اضغط هنا[/button]
[button color=”red” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/232981/” ] الحلقة العاشرة اضغط هنا[/button]
[button color=”blue” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/234167/” ] الحلقة الحادية عشرة اضغط هنا[/button]
أوقفت السيارة، وترجلت منها. طلبت من زوجتي أن تبقى بالسيارة مع شهرزاد ريثما أعود إليهما بعد أن أبرح الطريق لشهرزاد لتلتقي بزوجها. وبمجرد نزولي من السيارة اتصلت هاتفيًا بأبي محمد. كنت متوقعًا أن يكون بصحبة شهريار بالشقَّة.
سألته:
– أين أنت الآن؟
خارج المدينة. في شغلٍ تجاريٍّ. وعائدٌ إليكم بعد يومين فقط بمشيئة الله تعالى.
– فاتك نصف عمرك!
قلتها ضاحكًا.
ليه؟
– شهرزاد معي في السيارة، وهي الآن على وشك الصعود إلى زوجها بالشقة.
– أسألك بالله؟
– أقسم لك بالله
– لا والله إلا فاتني عمري كلّه أبا ناصر.
ودَّعته مبتسمًا، صعدت إلى شهريار، أبلغته بوصول شهرزاد. بَدت على ملامح وجهه علامات البشر والفرح بشكلٍ جليٍّ. واضحٌ أنَّه سرَّ بالخبر كثيرًا. قلت له:
– استعد لاستقبالها.
وهو كذلك.
وشرع على عجلٍ يغير من هندامه، ويرش على يديه ووجهه بعض عطرٍ من قنينةٍ صغيرةٍ لا أدري من أين أتى بها. أتوقع أنَّ أبا محمد أهداها له.
أمَّا أنا فقفلت عائدًا إلى السيارة. طلبت من زوجتي وشهرزاد النزول. سِرْتُ أمامهما. ولجنا الثلاثة المصعد الصغير. أبقت أمُّ ناصر نظرات عينيها مصوَّبَةً عليَّ؛ تهيأ لي حينها أنَّ أم ناصر فقدت القدرة على تحريك جفنيها. أما أنا فقد بلغت من الاضطراب والتردد مبلغًا حال بيني وبين توجيه نظراتي نحو ما أريد أن تتجه، أو إلى حيث تريدهما عيناي أن تتجه. تولى عقلي الباطن دفَّة القيادة. والعارفون بقوانين العقل الباطن يعرفون جيدًا أنَّ من أولوياته المحافظة على السلامة، وليس أدَّلُ على ذلك من أنَّنا نرى ونسمع أحيانًا -عند وقوع بعض حوادث السيارة أجاركم الله- بعض السائقين يتصرفون بحرفيّةٍ عاليةٍ فوريّةٍ تنقذهم بأمر الله من خطرٍ محدقٍ، وبعد تجاوز الحادث، وعندما يخبر السائق أو يسأل عن تصرفه ذاك، يجيب بأنَّه لا يتذكر شيئًا! إنَّه لا يتذكر لأنَّ تصرفه الذي رآه الناس بارعًا لم يكن بوعيٍ منه، بل ردّة فعلٍ من عقله الباطن الذي تولى زمام القيادة عندما كانت نهاية حياته قاب قوسين أو أدنى.
أحسب أن عقلي الباطن جعلني أحشر جسدي الواهن في زاويةٍ من زوايا المصعد، تاركًا مسافة تباعدٍ محترمةٍ بيني وبين المرأتين، وجعل عينيَّ توجهان نظراتها تلقائيًّا نحو أم ناصر تارةً، وباب المصعد، وزاوية المصعد البعيدة عن شهرزاد تارةً أخرى.
وبالغ عقلي الباطن فيما يبدو في إكرامه لي، وجعلني أشعر وأحس بطاقةٍ إيجابيةٍ تملأ المكان، وبالتأكيد لم يكن مصدرها صوت أغنية طلال مداح رحمه الله (أغراب) الذي كان يصافح أذنيَّ مندفعًا كالشلال من شرفات إحدى الشقق بالدور الخامس المخصص للعزَّاب.
وما هي إلَّا لحظاتٌ كلمح البصر حتى وصلنا الدور الذي توجد به شقّة شهريار، خرجنا من المصعد، تجاوزت المرأتين بتؤدةٍ وتأنٍ، طرقت الباب، فتحه شهريار، تنحيت جانبًا. أشرت بيدي لشهرزاد أن تتقدم، ألقت بنفسها في أحضان زوجها الذي أحاطها بذراعيه ودموعه تنساب من مقلتيه، وضمّها إليه، وهو يقبل وجنتيها، مرحبًا بها. وأنا وأم ناصر من خلفهما واقفان بالباب ننظر إليهما.
رحَّب بها.. لم ترد عليه ببنت شفّةٍ. لا، بل ردَّت عليه بدموعٍ صامتةٍ.
سألها:
– لماذا لا تنطقين؟
وقع عليِّ سؤاله مثل “جلمودِ صخرٍ حطَّه السيل من علٍ”. أشارت بيدها إلى فمها، ثمَّ أشارت بها إلى شهريار إشارةً فهمت منها أنَّها فقدت القدرة على الكلام منذ أن غادرها؛ أجهش الرجل بالبكاء، ظلَّ يبكي بحرقةٍ وهو يضمها إليه، واستمر في بكائه وكأنَّه رضيعٌ انتزع من فمه ثدي أمه قسرًا قبل أن يشرع في الرضاعة منه.
كم هو قاسٍ بكاء رجلٍ عجوزٍ في لحظةٍ مهيبّةٍ كهذه!
لم أحتمل المشهد، ولدهشتي رأيت ملامح تأثرٍ ضئيلةٍ في وجه أم ناصر الذي أظنني أعرفه أكثر من معرفتها هي به.
ودَّعت شهريار قائلًا له:
– ستكون شهرزاد بخيرٍ.. لا تقلق، غدًا إن شاء الله أبحث لها عن حكيمٍ يطببها.
أرجوك.. أرجوك أبا ناصر، عجِّل به.
– أمرك صديقي العزيز.
–
وأنا مغادر العمارة، توقفت عند كاونتر الاستقبال، ونقدت أحد العاملين مبلغًا محترمًا من المال، وطلبت منه إحضار وجبة عشاءٍ فاخرةٍ ومنوَّعةٍ لشهريار وزوجه، وتزويدهما بكلِّ ما يطلبانه.
عاود مسامعي صوت الأغنية الطلاليَّة:
” أغراب في رحلة ليالي العـمر
أغراب في دنيا العيون السمر
أغراب والفرحـة حواليـنا
أغراب والدمعة في عنينا
ماشــــــيين في سـكة الأحباب
ماشيين وفي كل خطوة عذاب”
وفي طريق عودتي للبيت، سألتني أم ناصر:
– هل حقًّا ستحضر لها طبيبًا غدًا؟
–
نعم. بمشيئة الله تعالى.
– وكيف ذلك، وهي وزوجها لا يملكان أيَّ أوراقٍ ثبوتيّةٍ؟
–
لا أدري.. لكن يقول المثل الإنجليزي متى ما كانت هناك إرادةٌ، تكون هناك وسيلةٌ.
ولم تعقب.
وصلنا البيت، تناولت عشاءً خفيفًا دونما رغبةٍ فيه أو شهيَّةٍ مفتوحةٍ له، ولكن لأتناول بعده أدويتي المعتادة التي حذرني الأطباء من تناولها على معدةٍ خاويةٍ. وذهبت إلى الفراش، ولم تكف عني هواجسي إلا بعد أن أشرق الصباح.
الكاتب والمترجم/ خلف بن سرحان القرشي
#خلف_سرحان_القرشي
السعودية – الطائف – ص. ب 2503 الرمز البريدي 21944
ايميل: qkhalaf2@hotmail.com
تويتر @qkhalaf
متى ما كانت هناك إرادةٌ، تكون هناك وسيلةٌ. فعلا
يسلموا
قصة رائعة
رواية شيقة
حلقات ممتازة
جد جميل
حلقات مميزة
كنت انتظر هذه الحلقة
هل هذه نهاية القصة؟
حلقة مثيرة للاهتمام
هل انتهت هكذا؟
جميل جدا
رائع جدا
حلقه ممتازة
دائما متميز
برافو عليك
دمتم بخيرا وفخرا
حلقه اجمل ما يكون
ما اروعك
عظيم جدا
دائما مبدع
متعه كبيرة في المتابعه
انتظر جديدك
انتظرت هذه الحلقة منذ وقت طويل
ابداع وتالق
ما اجمل من هذا
مزيد من النجاح
حلقة جد جميلة
هل هناك بقية لهم
برافو عليك
حلقة مثير للمتابعه
ما شاء الله عليك
زادك الله من فضله
مزيد من حلقات جميله وممتعه
مبدع ومتالق
احسنت دائما في كل الحلقات
مزيد من النجاح
بالتوفيق استاذ
الله علي الجمال
مميز ومثير فعلا
مزيد من القصص الممتعه
الجمال والابداع
قمه الابداع والتالق
جميل و رايع
انت حقا مبدع
حياك الله ورعاك
حلقه جديدة من الحلقات المتميز جدا
روعه وممتاز
دائما متالق
اكثر من ممتاز جدا
كل حلقه اروع من ذي قبل
مزيد من التقدم واللابداع
من نجاح الي نجاح
عمل متكامل
عمل متكامل وروعه
عمل رائع حلقات ممتازة
دائما حلقاتيك متميزة
بالتوفيق والنجاح
من اعظم الحلقات رايعه
كل حلقه نرى أنها تتقدم في الابداع عن ذي قبل
انت دائما متميز ومبدع
الي الامام دائما وبالتوفيق
ما اجمل واروع من هذا الحلقات
ان شاء الله نري المزيد من الحلقات الرائعه لكم
الله علي الجمال حقا
حلقة مميزة وللحكاية بقية….
مبدع دائماً يا ابو سعد
اكثر من روعه في الاداء
دائما موفق باذن الله
حلقات ممتعه وعظيمة
قمة في الاداء
دائما في القمة
حلقات ممتازة فعلا
اجمل من المتوقع بكثير
حلقة شيقة ?
أغراب في رحلة ليالي العمر
مبدع يا أبو سعد كما عهدناك
ما اروعك في هذا
حلقات وقصص جميله فعلا
برافو عليك حقا
حياك الله ورعاك دايما
قصة مؤثرة وجميلة
أسلوب سلس
سلمت يداك
كنت في انتظار هذا الجزء
دمت موفقا
رواية ملهمة
ترقى لعمل تلفزيوني
قصة جد جميلة
شهريار وشهرزاد قصة تناقلتها الاجيال والكتب ..
ابدعت في خلق قصة جديدة في زمننا الحاضر عنهم ..
في كل مره اقرأ الحلقة السابقة قبل الحلقة الجديدة ..
تناسق وترابط في الأفكار ..
دائماً مبدع وإلى الأمام ننتظر المزيد
نوع مميز من القصة يروى مسايرا روح العصر الحديث …روعة لمن يجيد الدخول في علم الخيال فيعيش الاحداث بطريقة دراميتيكية جميلة …لاعدمناك اديب الغدير
متى ما كانت هناك إرادةٌ، تكون هناك وسيلةٌ.
صدقت كاتبنا الرائع.
بارك الله في إبداعكم أستاذنا القدير.
قصة جميلة ومشوقة
أنتظر الحلقة القادمة بفروغ صبر.
العقل الباطن لا يؤثر السلامة دائمًا لكنه يتصرف.