إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

راحة البال في ترك الجدال

السنين تذهب وتمضى والعمر يتقدم، وفجأة تجد نفسك قد تجاوزت بلوغ سن معين يجبرك على ترك كل ما هو بنظرك أنه خطأ للآخرين ويحتاج إلى تصويب، لم يبقَ من العمر الكثير، فأنت أولى بصحتك من مهاترات الآخرين وتقويمهم.

نشاهد الجانب المشرق للناس، ونترك الجانب المعتم، ونلتمس العذر.

اجعل جُلّ وقتك في سعادة من حولك (الأسرة، والاصدقاء)؛ الحياة قصيرة جدًّا، وينتهي بها الآخرون والاحباب حين يأتي الأجل؛ عِش حياتك بسعادة، واجعل الأمل والطموح كأنك تعيشها الآن.

اترك تقويم الناس واكسبهم بالود، فدعاء في ظهر الغيب أفضل من كلام لا يقال في الأمام.

لا نُحمل أنفسنا هموم الدنيا وتبعاتها وبذلك تكون وبالًا على الصحة وتحبيطًا للعزيمة.

“كلنا راحلون”.. نترك أننا في وهم “الخبرة”، وأننا مسؤولون عن تصحيح أخطاء الآخرين، ولم يبقَ من العمر سوى القليل ولا يكفي لتقاسمه مع أحد.

ويكون الجدال نوعين:

جدال محمود:

وهو ما يصل إلى حقيقة وإلى بينة صحيحة دون إنقاص من قدر وثقافة الغير أو التعالي على أحد والوصول إلى معلومة تطلبت إيضاح، دون كثرة جدال بالبيان الصحيح، دون تعصب للرأي ضد أعضاء الحوار “المجادل”.

الجدال المذموم:

داء تفشى وكثر في مواقع التواصل الاجتماعي، ويسبب العداوة، ويقود إلى الكذب والتدليس. إذا تجنبنا هذا الهراء صفت القلوب، وابيضّت الوجوه، وطابت الأنفس بعيدًا عن منازعة الغير.

وقد يجادل البعض بسبب الغرور والكبرياء والخيلاء، وقد يحاول البعض الاعتداء على الغير بقصد إلحاق الأذى بهم واستنقاصهم أمام الجميع.

وقد يأخذ المجادل منحى آخر عبر تعجيز الآخرين وإفحامهم وإنقاصهم، وقدح كلامهم وآرائهم، وقد يقذفهم بالجهل والتهور
ويبقى هو الشخص العالم صاحب الثقافة والمعرفة والحُجّة وصاحب البيان والتبيان.

ياله من مسكين.. جرّ نفسه للهوان باستنقاص المحاورين له؛ إذًا يحتاج هذا المجادل إلى تأهيل ودورات في الحوار واختلاف الآراء.

وأخيرًا:

لو تجنبنا الجدال لحَسُن كل أمر.

هناك فرق بين الحوار، والجدال، والنقاش، والاستفزاز ونقص الثقافة.

راحة البال أهم بكثير من الجدال الغير نافع، فأنت الوحيد الذي تستطيع أن تقيم من تحاور.

الكاتب/ فيصل حكمي

مقالات ذات صلة

‫70 تعليقات

  1. راحة البال أهم بكثير من الجدال الغير نافع، فأنت الوحيد الذي تستطيع أن تقيم من تحاور.

  2. راحة البال أهم بكثير من الجدال الغير نافع، فأنت الوحيد الذي تستطيع أن تقيم من تحاور.

  3. ويبقى هو الشخص العالم صاحب الثقافة والمعرفة والحُجّة وصاحب البيان والتبيان.

  4. دون كثرة جدال بالبيان الصحيح، دون تعصب للرأي ضد أعضاء الحوار “المجادل”.

  5. قد يحاول البعض الاعتداء على الغير بقصد إلحاق الأذى بهم واستنقاصهم أمام الجميع.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88