مجموعة قصص قصيرة جدًّا.. للأديب خلف القرشي

6 مايو، 2020

5٬989

خِرَافٌ

نصح أحدهم المُزَارِع بتقنية عدِّ الخِرَاف لمعالجة الأرق.
ظلَّ ليله يتخيل خرافًا، ويعدُّها حتى أصبحت قطعانًا. لم يُجدِ الأمر. لم ينم إلا قبيل الفجر بقليلٍ. استيقظ فزعًا على صوت جاره: “الحق يا سالم. الخراف.. الخراف”. وعندما نظر من نافذة منزله، رأى قطيع خرافٍ أتى على كلِّ محاصيل بستانه.

النصيف

عندما سقط النصيف من على وجه المتجردة، امرأة النعمان، صاح فيه:

✓ لماذا سقطت؟

– أقسم لك سيدي، لم أسقط من تلقاء نفسي، بل بفعل فاعلٍ.

✓ ثكلتك أمك… من هو؟

– لن أخبرك حتى تؤتني موثقًا من الله.

قاطعه النعمان، واستل سيفه، وهوى به على عنقه، فأرداه صريعًا، ونادى بالشراب، وهو يقول:
– اليوم خمر النصيف، وغدًا أمر مسقطه.

نحو

في قاعةٍ بأحد فنادق الخمس نجوم، أقيمت ندوةٌ عن النحو العربي. حضرها أمير المنطقة، ومدير الفندق كما يقتضي بذلك العرف. سمع مدير الفندق أحد المشاركين يكرر جملة: “النحو طُبِخَ حتى احترق”. وعندما انتهت الندوة، عاد المدير إلى مكتبه، وأصدر قرارًا بفصل رئيس الطهاة.

ملوخية

التقى الخليفة الحاكم بأمر الله مطولًا مع أحد مستشاريه الاقتصاديين الذي حدَّثه كثيرًا عن جدوى ضريبة الرفاهية على بعض المنتجات التي يستهلكها الشعب. وبعد اللقاء، وجدوا الخليفة ينازع الموت، وهو يكرر: “الملوخية، الملوخية، الملوخية!”

سنمار

شكَّ سنمار فيما يريد أن يفعله به النعمان بعد أن أتمَّ له بناء قصر الخورنق، فقال لزوجته:

“إن حدث لي مكروهٌ، فانتظري أيامًا حتى ينتقل الملك وعائلته إلى القصر الجديد، ثم اذهبي إلى الجدار الشرقي للقصر من الخارج، وعُدِّي من طوبة الزاوية في المدماك الثالث على يمينك حتى تصلي الطوبة السابعة، انقريها بعصا، وادخلي فيها هذه التميمة، وعودي إلى بيتك.”

وبعد ساعةٍ من إتمامها ما طلبه منها المغدور، انهار قصر الخورنق على من فيه.

إسعاد

لاحظ أن زوجته تتصل بإحدى صديقاتها وتزورها كثيرًا. أحبَّ أن يُدخِل السرور على قلبيهما، فتزوج من صديقتها وأسكنها معها في الشقَّة نفسها.