شهريار ..الحلقة (9)
وتستمر حكاية شهريار في حلقاتها.. فكانت هذه الحلقات حسب روابطها
[button color=”red” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/221670/” ]الحلقة الأولى اضغط هنا [/button] [button color=”blue” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/222703/” ]الحلقة الثانية اضغط هنا [/button] [button color=”green” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/224188/#comments” ]الحلقة الثالثة اضغط هنا [/button]
[button color=”red” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/225698/?mobile_switch=mobile” ]الحلقة الرابعة اضغط هنا [/button] [button color=”blue” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/226332/” ] الحلقة الخامسة اضغط هنا[/button] [button color=”green” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/227654/” ] الحلقة السادسة اضغط هنا[/button]
[button color=”red” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/229059/” ] الحلقة السابعة اضغط هنا[/button]
[button color=”blue” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/230563/” ] الحلقة الثامنة اضغط هنا[/button]
مرَّت ساعةٌ ولم يأتِ المارد.. عدت إلى زوجتي بالسيارة، وقد استبَّد بي القلق.
قلت لها:
ما العمل؟ المارد لم يأت؟
– هل ناديته بالطريقة الصحيحة؟
لا أعرف.. تعوذت بالله من الشيطان، وذكرت اسم الله تعالى، واستدعيته.
– هؤلاء لا يأتون عندما يسمعون ذكر الله، ويستعاذ به من الشيطان؛ إنَّهم خُدَّامُ الشيطان. اسم الله، والاستعاذة من الشيطان تطردهم بعيدًا، بل قد تحرقهم.
أها.. صحيح، يا إلهي، كيف فاتني ذلك؟ وما العمل إذن؟
– استدعه ثانيةً مباشرة، لا تذكر اسم الله، ولا تستعذ من الشيطان.
لا حول ولا قوة إلَّا بالله.
– ولا تحوقل أيضًا.
أخذت برأيها وأنا كارهٌ لأنَّني اضطررت للإقدام على أمرٍ لا أبدؤه باسم الله عزَّ وجلَّ. وكنت أسائل نفسي: أيُّ خيرٍ يكون في أمرٍ لا يبدأ باسم الله الرحمن الرحيم!
وما هي إلا دقائق، وإذا بالقمقم المضيء يهبط من السماء باتجاهي شيئًا فشيئًا، وعندما حطَّ رحاله على بعد أمتارٍ من مكاني؛ فرحت، وقلت: “الحمد لله”؛ وفوجئت بعودته سريعًا من حيث أتى، استغربت وقلقت، عدت لزوجتي، أخبرتها بأنَّه أوشك على النزول من قمقمه ثم عاد.
ذكرت لي أنّها لاحظت ذلك. سألتني:
– ماذا قلت عندما أوشك على النزول؟
لا إراديًّا قلت “الحمد لله”، عندما رأيته على وشك الخروج من قمقمه والمجيء إلي.
– لماذا ذكرت اسم “الله”؟
فاتني ذلك.. الله يلعنه. كيف أتصرف الآن؟
– اذهب وأعد استدعائه.. لا تذكر اسم الله.
وبالفعل استدعيته، ووصلني بعد دقائق، رحبت به وأنا ألعنه سرًّا.
قال لي:
– تأخرت كثيرًا في استدعائي. أتريدني أن أعيد شهريار؟
لا.. بل أريد أن تأتيَ لي بشهرزاد؟
– شهرزاد!
نعم.. آتني شهرزاد لتؤنس زوجها.
– أعتذر لك.. لا أستطيع.
صحت به غضبًا:
كيف لا تستطيع، وأنت مارد؟ وكيف استطعت أن تأتيَ بشهريار؟
– يسهل علينا الإتيان بالرجال.. ولكنَّ الإتيان بالنساء يحتاج موافقة من منظمة الشيطان للأخلاقيات؛ فهذه المنظمة لا تسمح للمردة الذكور بنقل امرأة من مكانٍ إلى آخرٍ من غير أن يكون معها محرمٌ.
وما هي هذه المنظمة؟
– بوليس الأداب لديكم؟
تقصد مثل “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”؟
– نعم.
قل قَسَمًا.
– أقسم لك بالشيطان العظيم.
قلت سرًّا: “عليه وعليك اللعنة”، ثمَّ قلت له: “يا حظكم عندكم هيئة. (إحنا) ما عندنا”!
وسألته:
وكيف الحلُّ؟ شهريار يريد شهرزاد.
ضحك المارد، وهو يرمقني بنظرةٍ ذات معنى، وكأنَّه واثقٌ من كذبي عليه في أنَّ شهريار يريد شهرزاد.. وقال لي:
– الحلُّ أن تأتني بمعروض يلتمس فيه شهريار من منظمة الشيطان للأخلاقيات السماح لي أنا المارد: “جرجور” بإحضار زوجته شهرزاد له.
أليس ثمَّة من حلٍّ أسهل من هذا؟
– أبدًا.
وسألني:
– هل ستأتي بهذه الورقة الليلة أو في ليلة الغد؟
غدًا.. كدت أن أتبع كلمة “غدًا” بــ “إن شاء الله”؛ لكنَّي تنبهت في آخر لحظة.. وتوقفت.
وعاد أدراجه من حيث أتى عارجًا إلى السماء في سرعة البرق.
أخبرت زوجتي بفحوى المحادثة التي دارت بيني وبين المارد. قالت:
– خيرًا إن شاء الله.. اذهب إليه، واطلب منه توقيع الورقة التي طلبها المارد.
كيف ذلك، وأنا لم أحدثه بفكرة إحضار شهرزاد؟
– ما عليك منه. قل له: أتاني فجأة المارد وقال لي: أنَّ شهرزاد مريضةٌ منذ أن غادرتها، وهي قلقةٌ عليك، وترغب في زيارتك.
وماذا لو سأل شهريار المارد وأنكر ذلك؟
– لا تُعَقِّدْ الأمور.. لن يسأله، وبوسعك التنسيق مع المارد، ويمكنك أن تحول بينه وبين الالتقاء بالمارد أصلًا.
وماذا لو أخبرته شهرزاد أنَّها لم تطلب من المارد ذلك؟
– لن تخبره. سأطلب منها ذلك.
عدت بزوجتي إلى البيت. وبعد أن استقلت من السيارة، عدت أدراجي إلى الشقَّة حيث شهريار. وجدت صديقي أبا محمد قد سبقني إليه، ومثل ما فعل بالأمس جلب معه قهوةً وشايًا وتمرًا وأنواع من الحلويات. وجدتهما منهمكين في الحديث.. ولفت نظري أن أبا محمد يخاطب شهريار بــ “جلالة الملك”!، وأدركت أنَّه اقتنع من أنَّه يحدث شهريار؛ وأسعدني ذلك.
قلت لشهريار:
بلغني الليلة من المارد أن زوجتك شهرزاد مريضةٌ منذ أن غادرتها، ومرضها جاء من شدة خوفها وقلقها عليك وشوقها إليك؛ وترغب في المجيء إليك للاطمئنان عليك.
امتقع وجهه.. بدا لي أنَّه مترددٌ فيما يريد أن يقول. غير أنّه قال بألمٍ:
– شهرزاد مريضةٌ.. حبيبتي يا شهرزاد. كم أنا مقصرٌ بحقك.
وأردف:
– وما عِلَّتُها؟
لا تقلق. مجرد اشتياق حبيبةٍ لحبيبها وعاشقةٍ لعشيقها.. ليس إلَّا.
– لا بدَّ أن أذهب إليها في الحال.
لا.. ما رأيك في أن نأتي بها إليك هنا؟
– تأتون بها هنا! لا.. لا.. ليس هذا المكان المناسب لها.
مكانٌ مؤقتٌ ليس إلَّا.
– إن أتت شهرزاد لن تسمح لي بالتسري بالجواري اللواتي ستحضرهنَّ إليَّ.
يمكننا تأجيل أمر الجواري فترةً من الوقت، لا سيما وأنني حتى اللحظة لم أجد أيًّا منهن.
– لم تكن جادًّا في البحث وإلا لوجدت. ألا يوجد عندكم سوق للنخاسة تذهب إليه، ومنه تأتي لي بإحداهن؟
لا.. لا يوجد أيُّ سوقٍ كهذا، وإن لم تصدقني، فهذا أبو محمد يمكنك أن تسأله.
وهنا قال أبو محمد:
– نعم يا جلالة الملك.. لم يعد في زماننا هذا جوارٍ كما كان الأمر في زمانكم.
ردَّ عليه شهريار:
– عجيبٌ أمركم؛ تعرضون أجساد النساء أشكالًا وألوانًا على الأجهزة في أوضاعٍ مخجلةٍ، وتمنعون أمرًا حلًّا، وهو التسري بالجواري منهنَّ. مثلكم مثل تلك التي تغص برشفة من ماءٍ، وتبلع جملًا.
وهنا تدخلت قائلًا:
عمومًا الأفضل أن نأتي بها عاجلًا عن طريق المارد. ولكنَّ عليك أن توقع هذا الخطاب؛ تسمح فيه للمارد إحضارها إليك.
غشَّت وجهه علامات الدهشة، وسأل:
– لماذا؟ ومن قال لك هذا؟
المارد نفسه. يزعم أنَّه ممنوعٌ من إحضار أيِّ امرأة إلى الأرض من غير موافقة مَحْرَمٍ لها.
– دعني أفكر في الأمر. أردّ عليك غدًا.
خير البر عاجله.
– نعم. ولكنَّنا معشر الملوك ما تعودنا العجلة في اتخاذ القرار ما لم يكن له ما يوجبه.
ولكنَّ شهرزاد مريضةٌ.. ألا يوجب الأمر العجلة؟
– لا أظن.
ودَّعتهما بعد أن أخبرت شهريار بأنَّي سآتي إليه غدًا إن شاء الله.
واستوصيت به أبا محمد خيرًا، والذي قال لي: “لا تهتم أبا ناصر.. ضيفك ضيفي”.
——————————-
البقية في الحلقة القادمة إن أذن الله لنا بالبقاء واللقاء.
الكاتب والمترجم/ خلف بن سرحان القرشي
#خلف_سرحان_القرشي
السعودية – الطائف – ص. ب 2503 الرمز البريدي 21944
ايميل: [email protected]
تويتر @qkhalaf
هههههههه
إلى أين ستنتهي ياكاتبنا العظيم ؟؟
وفقك الله
ابو فوار
قصة عجيبه طالت احداثها ولكنها ممتعه بقدر اسلوب كاتبها
ممتعة أتمنى لو تترجم على حلقات مصورة في التلفزيون