قصة “قبلة ترضاها”
انتظرت عائشة حتى انتهوا من صلاة التراويح لتسأل عن أمر يشغلها طوال اليوم ولم تعلم إجابته حتى بعدما سألت أخاها محمد.
هتون / فاطمة الزهراء علاء
عائشة: في بداية الجزء الثاني يشير الله عز وجل إلى تحويل القبلة، وعندما بحثت عن القصة، وجدت أن قبلة المسلمين في بداية فرض الصلاة كانت في جهة بيت المقدس في فلسطين، ولكنها تحولت بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، لتصبح قبلة المسلمين هي الكعبة، فلماذا تحولت القبلة؟
الأب: سؤال جميل يا عائشة، جعل الله استقبال القبلة ركنًا أساسيًا لصحة الصلاة، رغم علمنا أننا أينما اتجهنا فالله موجود، ليوحد قلوب المسلمين ويجمعهم على جهة واحدة، وقد كانت القبلة منذ أيام سيدنا إبراهيم عليه السلام هي الكعبة، لقوله تعالى “وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً للنّاس وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَآ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ”، ولكن في عهد أنبياء بني إسرائيل، تحولت القبلة إلى بيت المقدس.
تابعت الأم: وعندما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي في مكة كان يجمع بين القبلتين فكان يصلي بين الركن اليماني للكعبة والحجر الأسود، وعندما هاجر إلى المدينة المنورة لم يعد يستطيع الجمع بين القبلتين، فاتجه إلى بيت المقدس في صلاته، لأن الله عز وجل لم يأمره بتحويل القبلة إلى الكعبة، ولكنه كان يشتاق إلى الكعبة، “قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ “، فتحولت القبلة إلى الكعبة، “فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ”.
محمد: ولكن لماذا تحولت القبلة يا أبي؟ هل لشوق رسول الله فقط أم أن هناك سببًا آخر؟
الأب: بل كان تحويل القبلة اختبارًا لصدق إيمان المسلمين أيضًا يا بني، فأهل الكتاب من النصارى لن يقبلوا بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة إلا إن صدق إيمانهم، يقول تعالى “وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ”، وكذلك قوله “وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ۚ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ۚ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ”.
