شهريار.. الحلقة (5)
وتستمر حكاية شهريار في حلقاتها فكانت هذه الحلقات حسب روابطها
[button color=”red” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/221670/” ]الحلقة الأولى اضغط هنا [/button]
[button color=”blue” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/222703/” ]الحلقة الثانية اضغط هنا [/button]
[button color=”orange” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/224188/#comments” ]الحلقة الثالثة اضغط هنا [/button]
[button color=”green” size=”medium” link=”https://www.alhtoon.com/225698/?mobile_switch=mobile” ]الحلقة الرابعة اضغط هنا [/button]
فاجأتني زوجتي بقولها:
– اطلب المارد يأتِي له بشهرزاد “تِطَلّعْ لُهْ عُيُوُنه”!
قلت : شهرزاد!.. كيف!.. لماذا؟
– نعم. مثل ما أقول لك.
– لا بدَّ أن تعرف شهرزاد حقيقة هذا الشايب العايب.
-حرام؛ نخرب بيت الرجل.
– “حَرُمْ جِلْدهْ عليه”. هذا ما يستحي! دع شهرزاد تعرف عن تفرجه على النساء التافهات، وكأنه طفلٌ مراهقٌ. نعم.. ويجب أن تعلم برغبته في جواري، لدرجة أنَّه لم يعد يسأل عنها، ولا يطلب منك إعادته إليها.
– دعيني أفكر في الأمر. المسألة ليست بهذه البساطة، وعمومًا أنا ذاهبٌ إليه الآن لأخذه إلى شقَّةٍ سكنيةٍ تابعة لصديقي أبا محمد.
وبنبرة حادة قليلا قالت : لا تذكر له الآن شيئًا عن إحضارك لشهرزاد
رددت وأنا أحاول التخلص من الحوار : خيرًا إن شاء الله.
خرجت بسيارتي قاصدًا إياه في الغار، وفي الطريق أخذت أقلب اقتراح زوجتي في عقلي ذات اليمين وذات الشمال. كنت واثقًا من أنّها تبدي رأيها بتحيُّزٍ تَامٍ لبنات جنسها، وتعاطفٍ جَلِيٍّ مع شهرزاد، وهذا لا يستغرب ففي كلِّ امرأة -في كلِّ زمانٍ ومكانٍ- شيئًا أو عدَّة أشياء من شهرزاد! أو ليست هي المنقذة والمخلِّصة لجنسهن من الفناء على يد شهريار كما تذكر الأسطورة؟ تلك الأسطورة التي يبدو لي أنَّها تحاملت وظلمت شهريار كثيرًا. ومن يدري فلعلَّ شهرزاده أو شهرزاد أخرى هي من اختلق هذه الأسطورة؟ وأظنُّ أن كثيرًا من الشهرزادات صدَّقن الأسطورة.
وبالرغم من قناعتي التَّامة هذه من أنَّ رأي زوجتي في إحضار شهرزاد لشهريار ليس بريئًا، ولكنَّه في المقابل لا يخلو من جوانب إيجابيَّةٍ تستحق التفكير. إنَّ حضور شهرزاد كفيلٌ بإضفاء مزيدٍ من الإثارة والتشويق على قصَّتي هذه، والأهمُّ من هذا أنَّه سيزيد من فرصي في الحصول على إجاباتٍ مقنعةٍ وأقرب للحقيقة عن الأسئلة الإبداعيَّة التي أصبحت تتزايد في ذهني عن تلك الأسطورة. لم أعد مشغولًا فقط بإجابةٍ لسؤالي عن سرِّ صمته طيلة الألف ليلةٍ وليلةٍ، تُلحُّ عليَّ الآن أسئلةٌ أخرى من قبيل: هل وقعت تلك الأسطورة فعلًا؟ أم هي من خيال الحَكَوَاتيَّةِ والقُصَّاصِ؟ وإذا كانت الحكاية مصنوعةً أو مصطنعةً فهل من غرضٍ سياسيٍّ وراءها؟ وإذا كان التاريخ يكتبه عادةً المنتصرون للمنتصرين كما يقال، فلمَ لا تكون الحكاية واحدةً من حكايات التاريخ المزيَّفة؟
ولماذا كان شهريار يقتل المرأة مع الصباح التي يفترض أنَّه تزوجها في تلك الليلة؟ هل لأنَّها عرفت عنه سرًا يُخْفِيِهِ ويُخِيفُه ذيوعه وانتشاره عنه؟ هل الأمر يتعلق برجولته؟
هل كان شهريار يصدق تلك الحكايات بما فيها من جنٍ، وبساط ريحٍ وخرافاتٍ يعرف الطفل ناهيك عن الملك الإمبراطور زيفها؟ أم أنَّه يتظاهر بتصديقها لأنَّ سيد قومه المتغابي؟
وهل… وهل… وهل…؟
وكلُّ (هل) تقودني إلى (هل) أخرى وأخرى؟
ولماذا كانت كلُّ حكايةٍ تنتهي بعبارة: “… وأدرك شهرزاد الصباح، فكفّت عن الكلام المباح؟”.
لماذا تسكت شهرزاد مع كلِّ صباحٍ؟ ولماذا تكف عن الكلام المباح؟ وأيّ كلامٍ مباحٍ ذاك؟ وإذا كانت تلك الحكايات الخرافيَّة التي تسردها ليلًا على شهريار كلامًا مباحًا، فماذا عساه يكون الكلام غير المباح؟ وهل جُعِلَ الليل ليباح فيه بالمباح؟ وشُرِعَ النهار -حقيقةً أو مجازًا- للبوح بغير المباح؟ وهل يعني هذا أنَّ شهرزاد كانت في الصباحات تشرع في كلامٍ من نوعٍ آخر غير مباحٍ؟ وهل الليل -لمجرد كونه ليلًا- يجعل من الكلام غير المباح مباحًا لمجرد أنَّه يقال في الليل؟ وهل هناك علاقةٌ ما بين حكايات شهرزاد الليلية، وحكايا الأمَّهات والجدَّات كلَّ ليلةٍ لأبنائهن ليخلدن إلى النوم؟
إنَّي أتعذب بهذه الأسئلة؟
ليتني أجد إجاباتٍ لها! أو على الأقل خيوطًا تفتح مداركي لفهمٍ أكثر عمقًا لقراءة الأسطورة كما ينبغي.
أظن أنَّ في حضور شهرزاد بجانب شهريار، وبشيء من ذكائي وفطنتي -إن كان قد بقي لي شيءٌ منهما- قد أصل لمقارباتٍ تجيب على هذه الأسئلة لم يسبقني إليها ناقدٌ ولا متنبئٌ، ولا عرَّاف رملٍ!
إنَّ وجود شهرزاد يكفيني مؤونة إقناع شهريار بأنَّه لم يعد هناك جوارٍ، ويكون مسوغًا لي -ولو متكلفًا- لأخذ السبائك الذهبيّة.
وجدتني محتارًا ومترددًا. هل آت بشهرزاد أم لا؟ ألا يكفي ورطتي مع زوجها؟ ماذا لو مرض أحدٌ منهما؟ كيف لي بعلاجه، وهو لا يحمل هويّةً؟ ماذا لو لاحظهما أحدٌ من الناس، وأبلغ الجهات الأمنيَّة؟ من يصدقني: أنَّهما شهريار وشهرزاد، وأنَّ ماردًا أتى لي بهما من كوكبٍ عَلِيٍّ؟ وماذا لو رأى أحدهم شهرزاد بجمالها الفاتن وأنوثتها الفريدة؟
ماذا … وماذا … وماذا… ؟
ومن رحم كلِّ سؤالٍ يجول ببالي، يتولد سؤالٌ أكثر تعقيدًا وفزعًا!.
ذهبت إلى شهريار لأقِلَّهُ بسيارتي إلى الشقَّة السكنيّة. وصلت إلى الغار، لم أجد شهريار به. كل الأغراض هناك؛ قلقت وفزعت، أين يكون قد ذهب؟ هل حصل له مكروهٌ؟ هل استطاع بشكلٍ أو بآخر العودة إلى كوكبه؟ هل عرف طريقةً ما يستدعي بها ماردًا يعيده؟ هل ألقت القبض عليه الجوزات ظنًّا أنَّه من مخالفي نظام الإقامة؟
وهل سيخبرهم عني؟ ولكني لم أخبره باسمي، ولا أعتقد أنَّه قد فكر في حفظ رقم لوحة سيارتي، فهو لا يعرف السيارة أصلًا فكيف باللوحة ودلالتها!
أو يكون ذهب مع أحد الرَّعاة الذين يجولون بالجوار بأغنامهم؟
أو يكون قد تعرض لمكروهٍ ما وهو يقضي حاجته بالبريّة؟ هل لُدِغَ أم قُرِصَ؟ أو يكون قد ذهب يتمشى قليلًا، وسقط من أعلى إحدى تلك الصخور الضخمة في الجبل المجاور لأنَّه غير معتادٍ على المشي في الجبل؟ وكيف يمكن ذلك، وقد نبهته بألَّا يبتعد عن الغار حفاظًا على سلامته؟ ولكنَّ شهريار ملكٌ، فيا لسذاجتي إن توقعت أنَّه سيرضخ لتوجيهاتي أيًّا كانت ظروفه.
أخذت أركض هنا تارةً وهناك أخرى، وأنا أصيح: “شهريار.. شهريار.. أين أنت؟ أتسمعني؟ رُدَّ عَلَيَّ. هل أنت بخيرٍ؟”، وغير الريح وصدى صوتي في الخلاء لم أسمع شيئًا.
*************************************
الكاتب والمترجم/ خلف بن سرحان القرشي
#خلف_سرحان_القرشي
السعودية – الطائف – ص. ب 2503 الرمز البريدي 21944
ايميل: qkhalaf2@hotmail.com
تويتر @qkhalaf
من اجمل القصص فعلا
رائع جدا ومتميز
من اجمل واروع الفصص
بارك الله فيك
دائما متميز ومبدع ومنالق
ابو فواز
عشنا معك ومع اشتيارك أجمل القصص وفقك الله اخي العزيز
قصة رائعة وجميلة وفي طياتها كثير من الأسرار مما يجعلنا ننتظر الجزء تلو الجزء، سلمت أناملك
قصة جميلة ومبهره .. كم حلقة هي ؟
عطونا اياها مرة وحدة
حكاية تسعد بكل مافيها بس مافهمت كيف جاء شهريار للمثل هو وزوجته ؟ وين القصص السابقة
مبدع كالعادة كاتبنا القدير
ممتاز استاذنا الله يوفقك
أكيد انه خرج من الغار يدور شهرزاد
قصة جميلة
كالعادة إبداع رائع
طرح يستحق المتابعة
رووووووووعه
إن ما يخرج من القلب يدخل إلى القلب
هنا لقد استمتعت واستفدت أنا شخصيا”
من هذا الإبداع والتألق
الله لا يحرمنا من مواضيعكِ الراقية
وانتظر جديدكِ بفارغ الصبر
حلقات جميله
كلام لها معانى
مشاهدة وجوده عاليه
حَرُمْ جِلْدهْ عليه
حس فكاهي جميل
جميل
ممتاز
جيد جدا
احسنت
رائع
قصة شيقة
قصة رائعة
جهد مشكور
عمل موفق
أثابك الله خيرا
جد رائع
ماذا … وماذا … وماذا… ؟
تعبيرات رائعة
امثال حياتية
المزج بين العامية والفصحة مميز
كنت انتظر هذا الجزء
جزء جميل
مميز
يسلموا استاذنا
عمل مميز
جميل جدا
يسلموا
حلقة مميزة
حلوة فكرة الحلقات
قصة عالمية
جد مميز
مميز والله
كتبت وابدعت
تكملة موفقة للجزء الرابع
سلمت يداك
مبدع كالعادة
ابدعت
هل هناك جزء سادس
الله الله مرة رائعة
تجميعة الأجزاء مرة ميسرة
قرأت الأجزاء كلها دفعة واحدة
جزء ممتع
نهاية في موضعها
قصة للكبار والصغار
سعدت بقرائتها
المغزى منها واضح
موفق دوما
أسلوب وتعبيرات مميزة
سلمت يداك عن جد
افضل جزء بالنسبة لي
هل هي قصص مترجمة
مشكور استاذ خلف
اقرا هذه القصص لأولادي
مضحكة جدا
حوار شيق والله
نهاية مشوقة كالعادة
في انتظر الحلقة التالية
جميلة جدا هذه القصة
الله الله
جد مميز
انتظر كتابات حضرتك
وكانني اقرا لتوفيق الحكيم
راقي ومعبر
عامية المثقفين مستخدمة بشكل راىع
قصة جميلة
ننتظر النهاية بفارغ الصبر
جميل جدا
قصة مشوقة و رائعة
رائع جدا
مجهود ممتاز
قصة تستحق القراءة
أحداث مثيرة
يسلمو ايديك
ممتاز
دمتم بهذا العطاء المستمر
كل الشكر لك كاتبنا
يعطيك ألف ألف عافية
شكرا لطرحك
ماشاء الله عليك
جميل جدا ننتظر الأجزاء الأخرى
تسلسل جميل ، شكرا لك
قصة رائعة
يعطيك ألف ألف عافية
بارك ربي فيك و بإبداعك الذي هز الصفحة
إبداع و تميز قصصي بارك الله فيك
لقد كتبت و أبدعت
قصة جد ممتعة
سرد رائع و حبكة قوية ما يجعلنا ننتظر بشوق الأجزاء الأخرى
كل الشكر لإبداعك الجميل
صار لي زمان ما قرأت مثل هذه القصة المثيرة للاهتمام
ممتاز ماشاء الله عليك
رائع رائع يسلمو ايديك
بارك الله فيك شكرا لك
الحقيقة مثل الخيال اتعايش مع القصة وكاني انا المستهدف عشها كما تحب لتكتشف ان الحياة قصة كبيرها وبها الواقع والخيال واليقين