إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

قصة حياة عربي

من (حجر التباعد)، تفرض الذاكرة صور الزمان (الماضي والحاضر والمستقبل)، لأسرد بعض حكايات الزمن العربي.

ننشأ في بيئة يملؤنا مرح وفرح، تزينه وتزيده بسمة الوالدين جنونًا.. تملؤنا اللحظة في الأزمان رغائب، وسرائب، وطمأنينة، وفراغ جوف بين جدالات الأقران والإخوة، وطاعات الوالدين؛ فيما يُقرب لخير قريب وشر بعيد. بين طبقة مسحوقة فقرًا، وطبقة متوسطة، فراغها تقنية لعوبة، وبعض أحلام طعام، وصداقات، وطبقة ثرية تجاوزت الطعام إلى لهو التقنية والجسد واختراع اللهو.

بين كل هذه الطبقات يحضر ابن يدرس ولا يدرس، تخضعه ظروف أسرته وثقافة مجتمعه وأقرانه لهمة لا تُرى أو شيء من همة لا تتعدى تفوق الحفظ الدراسي.

يقفز بهم النمو الجسدي إلى سن الشباب محملًا بخليط من رغبة الاستمتاع بالحياة وضغط ظروف الوالدين والأسرة إلى انسحاب مبكر من الدراسة (ربما) وإلى وظائف الأمان وضمان المادة والمتع المحدودة، ويبقى العقل والفهم يكمله الإعلام وقنوات الأقوياء، تشبعه تيارات الواقع باحتياجه من الدين والأفكار عبر الشاشة والمسجد والأقران والمشهورين، يتلقى في الغالب فكرةً وحيدةً لا تقبل التنوع والاختلاف؛ ربما سلفية، إخوانية، ليبرالية، حنبلية، أشعرية، سنية،  شيعية، ديموقراطية، ملكية.. لا يسأل كيف أتت؟ وكيف تشرّبها؟ ويغيب كل ما يحرض للدهشة والسؤال!.

يصل إلى سن الرجولة دون جديد غير أعباء الأسرة والأقساط والديون، وهَم الوالدين، وسطوة ثقافة القطيع عليه وعلى أولاده. يقضي جهده في السير لرزقه، وإمتاع ذويه بشهوات الاستهلاك أو كفاف العيش دون فوارق فكرية كبيرة عن فترة شبابه، بل ربما زيادة إخناع لسلطة الواقع، وجمود الحياة، يصل بعدها لمرحلة الشيخوخة وقد صل الأولاد لسن العمل بذات الخطوات الرتيبة أو تشبهها، ليأخذوا بيديه طوعًا وكرهًا إلى التقاعد وشلل التصرف بدعوى الحب، يُقاد الأب والأم إلى تطويعهما ليقولا ما يقول الأولاد في الشأن العام، ويكرر الوالدان الهرمان القول القديم: “الله لا يغير علينا” آمين.. يرددون!

لحظتها يتعطل الفعل بين والد هرم، ذابل الفكر، مدلل الجسد، وأبناء متحرري الجسد ذابلي الفكر.

واقع أنتج (في زمن الجوائح) تجارًا وأغنياء لا يملكون مع الثراء غير شهوة واستعراضات وغياب.

السباق الحق يبدأ من البحث ومراكز الدراسات والمناهج، وينمو في مناخ حر الحوار.. يعشق الجرأة، ولا يعنيه الخطأ، ولا تنقصه التضحيات.. فمتى؟.

الكاتب/ سالم بن عبد الله القرشي

[email protected]
حساب تويتر ‏Mansa2099@

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88