في منازلنا جنود
عندما تسمع هذه الكلمة يتبادر إلى ذهنك -وهذا هو الطبيعي- أصوات القذائف وهدير الطائرات وساحة معركة لا تُبقي ولا تذر.
لن يأتي في مخيلتك أبدًا تلك السيدة وذاك السيد الذي يقوم على أرواح الناس، يخرج يوميًّا في ساعة محددة مهرولًا يقصد مشفاه، واهبًا روحه وعلمه وما عاهد الله عليه تجاه وطنه ومجتمعه، وهو يعلم بأنه ربما لن يعود لمنزله وأبنائه وأهله، وهو ذات الشخص الذي خرج من ساعات مضت أو أيام كان فيها هو الجندي والقائد ورسول الرحمة لمن يحتاجه ويمد يد العون له.
كم في منازلنا من هؤلاء.. يمرون هكذا دون أن نراهم أو نلتفت لهم، ثم أصبحوا الآن هدفا لنا نطلب لهم الدعاء بأن يسدد اللهُ خطاهم على الخير وأن ينفع بهم الأمة وأن ينجلي بهم ما حل بها.. عاجلًا غير آجل.
في أوقات المحن لن تستنجد إلا بمن تثق به، وهؤلاء الرجال والسيدات هم أهل لها؛ يقدمون أعز وأشرف ما يملكون دون أن يشعروك بما تحمل أجسادهم وعقولهم من المعاناة؛ لعلمهم بواقع الامر، ولكنهم ملائكة رحمة ينشرون السعادة دون أن ينتظرو رد جميل أو إحسان.
كم هو رائع ما نشاهده من تضحيات وسمو.
يقول الإمام الشافعي:
“جَزَى اللهُ الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْرٍ
وَإنْ كانت تُغصّصُنِي بِرِيقِي
وَمَا شُكْرِي لهَا حمْدًا وَلَكِن
عرفتُ بها عدوّي من صديقي”.
من فضائل الأزمات بأنها تزيل عن ناظر كل حصيف ما كان يمرر في وسائل الإعلام وغيرها.. وليس من يتحدث أفضل حالًا من غيره فيما كنا نتغني به ونردده حتى وصلنا إلى الاعتقاد الجازم بأننا أقل من هؤلاء، ثم كشفت لنا أزمة عابرة بإذن الله، بأننا نتفوق عليهم بمراحل فيما نملك من مقومات بشرية وتقنية وتنظيمية، هذا غير التعامل الإنساني الرائع مع الإنسان أيًّا كان ومن أي بلاد.
اكتشفنا بأن بعض دول العالم الأول كما كنا نصفه أصبحوا قراصنة وقطاع طرق، بل البعض منهم فضل المال على كرامة الإنسان، واستباح كل معاني الإنسانية من أجل أهداف كان البشر في نهاية مستوياتها. وآخر ما يمكن التفكير فيه الآن (من يظن بأن العالم سيعود كما كان فهو واهم).
الحقيقة الجلية التى لا تقبل الشك بأن دول الخليج تعاطت مع الإنسان ثم الإنسان وعملت من أجله، وهذه صفحه بيضاء تدل على كرامة الإنسان وحفظ حقوقه دون النظر إلى أي شيء آخر.
ومضة:
تعلمت بأن الحقيقة تختلف كثيرًا عن الواقع، هناك شيء ما.. دائمًا لا تستطيع مشاهدته.
والحقيقة الأخرى هى مقدار ما تحمله من إنسانية.
بقلم الكاتب/ عائض الأحمد
احسنت النشر . بارك الله فيك
مع ما يحمله الموضوع من ألم، ولكن الأسلوب رائع.
هم جنود الرحمة فعلا، فالمقاتلون الذين يدافعون عن البلاد هم جنود عذاب لعدوهم، وهؤلاء جنود الإنسانية والرحمة بارك الله فيهم.
ممتاز
حقا تعامل دول الخليج مع الأزمة تعامل من منطلق قوة وليس ضعف، حتى وإن كشفت الأزمة عن تأخر هذا أو ذاك فيكفي تقدم الكرامة التي حثنا عليها ديننا الحنيف.
تناول متميز ومن باب نشر التفاؤل فبوركتم.
تعلمت بأن الحقيقة تختلف كثيرًا عن الواقع، هناك شيء ما.
بارك الله في جهودهم وجزاهم عنا كل خير وبركة.
العنوان جميل ومعبر جدا.
تعلمت بأن الحقيقة تختلف كثيرًا عن الواقع، هناك شيء ما.. دائمًا لا تستطيع مشاهدته.
والحقيقة الأخرى هى مقدار ما تحمله من إنسانية.
الإبداع في كلمات
كالعادة إبداع رائع
طرح يستحق المتابعة
شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز
بارك الله فيك أخى …
ننتظر منك الكثير من خلال إبداعاتك المميزة
موضوع رااائع
عنوان في قمة الروعه
كم كانت كلماتك رائعه فى معانيها
دائمآ فى صعود للقمه
فعلا العالم لن يعود كما كان
الكشف الغطاء عن العالم
أفكار في محلها
جميل جدا
يسلمو ايديك على الموضوع في وقته لكي يعرف العالم الوجه الخفي الحكومات
الله يعطيك العافية
شكرا لك دائما تتحفنا بمواضيعك الرائعة
جهد مشكور
بارك الله فيك
الحقيقة تختلف كثيرًا عن الواقع، هناك شيء ما.. دائمًا لا تستطيع مشاهدته.
شكرا لك أستاذنا
موضوع يستحق القراءة
ننتظرك المزيد من ٱبداعك
ممتاز