كيف كنّا زمان.. وكيف أصبحنا الآن
كنّا بالأمس كالمغناطيس المتجاذب يجذب بعضُنا بعضًا لِنتعانق عند اللقاء، والقلوب مِلؤها الحب والود والوئام. واليوم أصبحنا كالمغناطيس المتنافر يدفع بعضُنا بعضًا بقلوبٍ مِلؤها الوجل والشك والريبة.
والسبب: الخوف من كورونا (فيروس الموت) الذي أرعب جميع مَن على الكرة الأرضية.
كنا نجتمع في ديوانياتنا والآن نتقوقع في منازلنا.
والسبب: هو فيروس كورونا.
وكنا نسافر إلى أقطار العالم والآن استقر كل فردٍ منا في بلده. كنا نجوب الأسواق بحثًا عن متعة التسوق وقضاء الاحتياجات، والآن هجرناها ووفرنا أموالنا.
والسبب: هو فيروس كورونا القاتل.
فَرُبَّ ضارة في أعيننا.. نافعة في الغيب، فقد توفرت الأموال وارتاحت القلوب، وهدأت العقول من التفكير، وأصبحت في إجازة لأخذ قسطٍ من الراحة، ودرّب نفسه على الاستقرار مَن كان متعوّدًا على الأسفار، وجرّب الناس وقت الرخاء سابقًا، ووقت الشدة الآن، وعسى أن نقتبس العِبَر من تقلب الأحوال ونشعر بما نحن فيه من خيرٍ ورغَدٍ من العيش، ونَحمدُ الله ولا نكفره. قال تعالى {… لَا تَحۡسَبُوهُ شَرࣰّا لَّكُمۖ بَلۡ هُوَ خَیۡرࣱ لَّكُمۡۚ …} [سورة النور ١١].
بقلم/ سالم سعيد الغامدي
لله حكمته في تدبير أموارالخلق، لذلك وجب علينا شكره في السر والضر .
لك جزيل الشكر على الموضوع الرائع.