السياسة والسينما.. علاقة شائكة
هل فكّر المنتمون إلى حقل السينما الجزائرية “الباهتة” في عمل يسعون من خلاله إلى معالجة ما يحصل مؤخرًا على الساحة السياسية، والثقافية، والاجتماعية…؟.
أليست السينما واحدة من الوسائل السمعية البصريّة على غرار التلفاز، المعوّل عليها في تمرير رسائل للمجتمع وتغيير أو تثبيت وجهة نظر، موقف، رؤية، عادة، تقليد بعينه؟ لماذا يتم اقصاؤها، أم أنها غير مؤهّلة لتقود المشهد أو تعزّزه بالموازاة مع التليفزيون؟
كثيرة هي القضايا الآنية التي تحتاج تناولًا ومعالجة سينمائية عاجلة، مركّزة ودقيقة، تَبرُز فيها قوّة النّص المكتوب، وبراعة مخرجه الأخير الذي يتحمّل قسطًا وافرًا في إظهار العمل بزيٍّ متميّز ومتفرّد، يرقى إلى مستوى المتلقي النّوعي وذائقته الجمالية، تفاديًا لتشويهها من خلال فبركة الواقع أو طمسه وتعتيمه.
السينما التي لا تواكب ما يحدث داخل المجتمع من أحداث وتغيّرات، من خلال صناعة أفلام ومسلسلات “هادفة” ولا تحاول فعل ذلك، هي في اعتقادي إما قاصرة، ما يعني افتقارها للمؤهلات (المادية، والبشرية، والفنية) على حدٍّ سواء، وإما محتكرة لجهة سياسية محدّدة تقيّد حركتها ومبادرتها. وإن سلّمنا فرضًا بأخذها زمام المبادرة والفعل السينمائي، فلا تَسْلم من متابعةٍ ومراقبةٍ لصيقة، خوفًا منها لا عليها.. وهذا هو المتوقّع في غالب الأحوال.
أريد في هذه الأسطر المعدودة، أن أشير فقط إلى أن المرافقة السياسية المفرطة للسينما كوسيلة جماهيرية، ومحاولة (تكبيل، تقييد، كبح)، والحدّ من نشاطها الطبيعي، الذي جُعلت من أجله في الأساس، هو نوع من المجاهرة والسّطو العلني على حريّة الإبداع الذي هو نوع من أنواع حريّة الرأي والتعبير، وإن كان لا بد من المتابعة والتلصّص، فلا ضير في ذلك ما دامت تضع حدًّا لكل ما يُسيء إلى المتلقي من مضامين تدعو إلى الخروج عن نمط (أخلاقي، ديني، اجتماعي). أما مسألة الحدّ من ما يفضي إلى وعي سياسي سليم، فهو الانتحار الأيديولوجي بعينه.
المتغيرات السياسية التي تعيشها الجزائر منذ عام خلا، والمتمثلة أساسًا في الحَراك الشّعبي المُطالِب بتغيير جذريّ على مستوى الهرم السياسي في البلاد، ومن ثمّ تسليم القيادة لجيل لم تتّسخ يمينه ولا شماله بمال أو تلاعب إداريّ مشبوه، هي مادة سينمائية دسمة للغاية؛ يمكن الخوض فيها بأسلوب يمتزج بين الفكاهة والجديّة، في رسائل وتوضيحات تُغني عن كثير الخرجات البائسة للمسؤولين الميؤوس منهم ومن خرجاتهم.
كما أن القول بأن الحديث في السياسة لا يزال من التابوهات التي لا ينبغي للسينما تناولها في إنتاجها، فأعتقد أنه طرح كلاسيكي إلى حد بعيد، على الأقل هنا في الجزائر، ويفسّر أيضًا التغوُّل الرّهيب للأنظمة السياسية المستبدّة على كل مصدر من مصادر تنوير الجماهير، لتبقى قدر المستطاع في ظلماتها الفكرية، ولكن هيهات أن يكون لها ذلك بطبيعة الحال.
الكاتب الجزائري/ طارق ثابت
[بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
كالعادة إبداع رائع
وطرح يستحق المتابعة
موضوع في قمة الروعه
دائمآ فى صعود للقمه
كم إستمتعت بردك الجميل
بين سحر حروفك التى
ليس لها مثيل
وأمسك قلمى وأكتب لك
أنت مبدع
أج ــمل وأرق باقات ورودى
لردك الجميل ومرورك العطر
مواضيعك سهل على القلوب هضمها
و على الأرواح تشربها
تألفها المشاعر بسهولة
و يستسيغها وجداننا كالشهد
يا لها من كلمات
عانقت الروعة و لامست الجمال
عندما يتم اختزال أكبر كم من المشاعر
و طيه بين الحروف
فهذا هو الإبداع
بوركتم جميعا اخواني اخواتي ..شكرا جزيلا على اهتمامكم و منحي جزءًا من وقتكم الثمين لمطالعة ما أكتب .
مودتي و احترامي للجميع .
بوركت سيد ثابث على الموضوع الكثير للاهتمام
السينما أصبح وضعها سيئا في العالم العربي
رأيك جد واضح و صريح فيما يخص وضع سينيما الجزائر، أحسنت
جميل جدا شكرا على الموضوع القيم
مقال يستحق القراءة
مقاربة جد رائعة على السينيما الجزائرية
ممتاز ، بارك الله فيك أستاذ ثابت
عبارات متناسقة و موضوع ممتاز
يعطيك ألف ألف عافية