تراتيل موتى

نقف أمام الموت غرباء!

الموت هو الوحيد الذي يعرف أسماءنا!

الموت هو الحقيقة التي نضللها بالتناسي والتسويف.

نستيقظ صباحًا ونحن مرهونون بالأقدار، ونتلحف المساء ونحن محفوفون بالمجهول!

أصدقاء حد العداوة.. أعداء حد الغباء!

ونحن أحياء تسقط مثالياتنا وتتلاشى.

فقط الموت هو من يعيد بث الروح في أخلاقنا، ومن ثم تبدأ سحائب الدموع المضحكة!

نفقد من نحب وهم على قيد الحياة عندما وضعنا قيد عداواتنا صلة تباعد!

مات.. الله يرحمه.. وتبدأ قوالب التراكيب الجاهزة في تعرية المشهد!

مات… دموع إحساس الزمن الضائع جاهزة!

مات .. متى الصلاة وأين العزاء.. الموتى يعزون الأحياء!

للموتى تعود الذاكرة لبياض أفعالهم بسواد تصرفاتنا!

بارعون في استعارة النحيب بضمير مستتر خجلًا!

أكفنا نرفعها وهي خارج أجسادنا!

نرفعها وهي مثقلة بماضٍ عصي على التجاوز!

نرفعها ونبضات قلوبنا شاهدة على خفضها!

للأحياء سرادق العزاء.. وللموتى ما تيسر من الدعاء!

أيها الأصدقاء الراحلون تحفكم شآبيب الرحمات، فأصوات من تنتمون إليهم صدئة!

بقلم الشاعر/ ردة السفياني