إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

ترى كيف كان حال قلوبهم؟

البشرى أمر جميل ينثر فوح الحبور في النفس البشرية ويضيف لها جذوة من بهجة و نضارة. والسعادة حالة من نشوة وارتياح تعتري صاحبها حتى قد تثمله. والسرور لذة في القلب ورضا لا يدركه إلا من توفر له سبب من أسباب حدوثها، وكثيرون يعزون للظروف والمتاعب قلة سعادتهم ونضوب سرورهم ولا شك في أن أحوال الإنسان الخارجية من ظروف وأحداث تؤثر على حاله الداخلي من سلام وحبور، لكن أيضًا البعض يشح على نفسه بإيجاد هذه الحالة، فالسعادة كما أراها قبس من رضا تخلقه أنت في مكنون نفسك ومن ثم لو كان الظرف الخارجي سعيدًا تضاعف ذاك الرضا وانقلب سرورًا، سرى في ملامحك وزوايا حياتك فأضاء الثريات، وإن كان الظرف الخارجي سوءًا وحزنًا تظل جذوة الرضا الداخلية صامدة تتوهج من فتيل اليقين بوجود الله فتبقى قناديل القلب مسرجة ويسير الراضي في بصيص ضوئها فلا يكبو ولا يقع.

يطوف على خاطري الزاخم بالأسئلة والأفكار دومًا أطياف الوجوه حين تتلقى البشرى عبر التاريخ.. كيف تلقى المسلمون بشارة فتح القسطنطينية على يد الفاتح، تلك المدينة التي قال عنها نابليون (لو كان العالم مملكة واحدة لكانت العاصمة الأصلح لها هي القسطنطينية) وقد بُشِّر بفتحها في الأثر النبوي.

كيف تلقت المدينة بشرى هجرة الرسول الكريم إليها؛ كيف قضى أهلها أوقاتهم ترقبًا في انتظاره صلى الله عليه وسلم؟.

كيف تلقى المصريون والعرب والمسلمون خبر عبور خط بارليف وانتصارهم على اليهود؟.

كيف نام العشرة المبشرون بالجنة ليلتهم بعد أن بُشِّرَ كل واحد منهم بأنه من أهل الجنة وهذا وعد من الرحمن بذلك؟، ترى ماذا كان يرد على أخيلتهم؟ مشاهد معنوية للجنة ونعيمها وهي التي لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وحين كانت تذكر آيات العذاب كانوا لا يزالون يرتجفون خوفًا مع أنهم معافون منها بفضل الله، تُرى ما السبب؟ لأنهم يريدون لله تقربًا وزلفى، وقد تغلغلت تقوى الله إلى قاع وجدانهم فيخشونه وإن كان لهم الأمن في الآخرة.

البشارات تحيي القلوب المهملة؛ فلنبشر بكل جميل ولو بكلمة طيبة، فالبشرى تهطل على قلب مجدب، فتهتز له الأوداج توقًا.

بقلم/ د. فاطمة عاشور

مقالات ذات صلة

‫83 تعليقات

  1. جع ـلهُ.. آللهْ.. فيّ.. ميزآنْ.. حسنآتكـ
    أنآرَ.. آللهْ.. بصيرتكـ.. وَ بصرِكـ.. بـ/ نور.. آلإيمآنْ
    وَ جع ـلهُ ..شآهِدا.. لِكـ.. يومـ.. آلع ـرض ..وَ آلميزآنْ
    وَ ثبتكـ.. على.. آلسُنهْ.. وَ آلقُرآنْ
    وأنار.. دربكـ.. وباركـ.. فيك

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88