إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

أدعياء وصاية

(وصيّ، وصاية، أوصياء) جميعها تعنى من يقوم على شؤون القاصرين وتولي أمرهم بعد وفاة عائلهم وكبيرهم؛ ليرعى مصالحهم إلى أن يبلغوا رشدهم ثم يسلموا ما تمنوا عليه.

وما يحدث هذه الأيام هو فرض للوصاية على المجتمع وتعددت مصادرها بمختلف وسائل الظهور الإعلامي ما بين مثقفين، وكتاب، واقتصاديين، ورجال دين، ومحللين في شتى المجالات.

والجميع يدعي المثالية، ويعتقد بأنه الأحق بأن يملي على الناس أفكاره وآرائه ويجزم بصواب ما يُنظر له وكأنه أتى بالغائبة، وعلينا جميعًا أن نبصم له خمسًا بخمس وننتظر إشارته فقط.

لدى يقين كامل، لن أقبل النزاع أو الجدال فيه بأن كل شخص على وجه الأرض يملك الحق في تحديد مصيره ما لم يكن هناك ما يمنعه من نقص عقل أو فقدان أهلية لسبب ما في حدها الأدنى.

خلقك الله حرًّا، تستمتع وتعيش كما يحلو لك دون تجاوز معتقد، أو آداب تعارف عليها العامة، أو نظام أقره تشريع، وما عداه ليس لي أن أجعلك تابعًا يترقب توجيهًا من إعلام أو شخص يتمنى أن يرى الناس تشبهه وتستنير بمقولاته العصماء.

استفزني أحد القراء عندما أرسل لي رسالة خاصة وهو محق في بعض ما ورد فيها، فيقول بأنه يتابع بشغف جميع وسائل الإعلام إلى وقت قريب جدًّا، ولكنه تخلى عن هذه العادة اعتقادًا منه بأنها كانت أسوأ من عادة التدخين أو إدخال طعام على طعام وأنت تحمد الله على نعمته، مكتفيًا بما لذ وطاب من لحظات.

ومن أسبابه: عدم احترام البعض للظهور الإعلامي، والكذب، والردح، وتزوير الحقائق، وتجاوز كل الخطوط بطولها وعرضها، وكأن البعض منهم يقتات على ردود أفعال البسطاء والتغرير بهم، واستمالتهم إلى أنصاف الحقائق، وتحريضهم على قيمهم وأخلاقهم دون أن يهتز لأحدهم جفن، أو يردعه قول، أو يتذكر مجتمعًا مسالمًا خرج منه للتو متحدثا.

ويضيف: لم أجد من أحدكم قولًا واحدًا يستشهد به فريقًا ضد آخر، فأنتم العلماء وأنتم العلم وأنتم الرسل، كل على طريقته، لا يشبهكم في ذلك أحد؛ بئس ما تكتبون وبئس ما تنشرون، وأجزم لك بأنك لم تقرأ أنت وغيرك مقالًا لأحدكم، ولن تأخذ قولًا وتنسبه له أو لإعلام منافس، غير استشهاد به كذب أو معلومة بها فرية شخصية.

فهل بعد ذلك تريد أن أقرأ لكم أو اُضيع وقتا أنا أولى به منكم.

ختامًا.. أستحلفك بالله أن تنقل عني، أما آن لكم أن تقولوا وتفعلوا، أو تصمتوا وتذهبوا إلى منازلكم ولن تجدوا من يسأل عنكم أو يأتي على ذكركم، وليست تلك النهاية فإن عدتم سأعود بما هو أكثر.

ومضة:
حينما تصل إلى أعلى درجات اليأس ثق بأن سقوطك سيُحدِث ألمًا يستحق كل هذا السقوط.

بقلم الكاتب/ عائض الأحمد

مقالات ذات صلة

‫69 تعليقات

  1. كل شخص على وجه الأرض يملك الحق في تحديد مصيره ما لم يكن هناك ما يمنعه من نقص عقل أو فقدان أهلية لسبب ما في حدها الأدنى.

  2. والجميع يدعي المثالية، ويعتقد بأنه الأحق بأن يملي على الناس أفكاره وآرائه ويجزم بصواب ما يُنظر له وكأنه أتى بالغائبة، وعلينا جميعًا أن نبصم له خمسًا بخمس وننتظر إشارته فقط.

  3. أصبحوا كثرا للأسف، منهم من يتقلد مناصب ذات وجاهة ومنهم من يمارس وصايته عمن يصغرونه سنا أو مكانة.

  4. ارضاء الناس غاية لاتدرك. خبرة الحياة هي التي تفرض انت من تكون احترام اراء الغير ليس معناها انهم على صواب بل هو احترام عقليته وهذا الشيء مقتنع فيه صاحب الرأي، من الصعب ان تغير افكارهم تستطيع ان تجاريهم و تقنعهم بأسلوبك البسيط ان يفهموه وتغير مسار تفكيرهم بسلاسة بدون تعقيد وبدون فرض وصاية ورسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم قال كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع وهذي هي الوصية التي لو تم تماشي عليها الاعلاميين او الكل بمختصر العبارة سوف يذهب الحقد والكراهية عن اغلب الناس بأذن الله

  5. نص جميل جداً وخيال وألهام رائع نَسجتَ منه هذهِ الكلمات
    التي وصفت فيها آلام الشوق واللهفة بأنوعها الحزينة والمؤلمة
    أثبت أنك رائع بهذا النص الجميل..

  6. لم أجد من أحدكم قولًا واحدًا يستشهد به فريقًا ضد آخر، فأنتم العلماء وأنتم العلم وأنتم الرسل، كل على طريقته، لا يشبهكم في ذلك أحد؛
    اختصرت كلام البعض وفقك الله

  7. الجميع يدعي المثالية، ويعتقد بأنه الأحق بأن يملي على الناس أفكاره وآرائه ويجزم بصواب ما يُنظر.
    صدقت صدقت

  8. حينما تصل إلى أعلى درجات اليأس ثق بأن سقوطك سيُحدِث ألمًا يستحق كل هذا السقوط

    جمييييييييييييييييييييييييييييييييييييل

  9. أستحلفك بالله أن تنقل عني، أما آن لكم أن تقولوا وتفعلوا، أو تصمتوا وتذهبوا إلى منازلكم ولن تجدوا من يسأل عنكم أو يأتي على ذكركم

    رائععععععع

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88