زوايا وأقلاممشاركات وكتابات

الصلاة في القدس.. بين الدين والسياسة

يتوق الكثير من المسلمين إلى الصلاة في القدس. والمتأمل في موضوع الصلاة هناك يجده ذو شقين: ديني وسياسي، فعلى المستوى الديني -وعلى الرغم من وجود خلاف بين العلماء- فقد أجاز العديد من العلماء المعتبرين الصلاة هناك، بل رأى البعض أن الصلاة هناك مهمة لما فيها من تأكيد ارتباط المسلمين بهذا المسجد، وممارسة حقوقهم في حرية العبادة فيه. وهذا بخلاف من ينادون بتحريم الصلاة هناك.

وقد جاء في الرد على سؤال حول الصلاة في القدس: وهل هذا يعتبر من التطبيع؟ على موقع الإسلام سؤال وجواب: “لا شك أن المسجد الأقصى هو أحد المساجد الثلاثة التي تشد الرحال إليها بغرض العبادة، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالمَسْجِدِ الْأَقْصَى). وقد استعرض الموقع الرأي القائل بحرمة ذلك، والرأي الذي أجاز الصلاة هناك: “وأما الذين أجازوا الذهاب إلى القدس والصلاة في المسجد الأقصى الآن ، فيقولون:

1. ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم زار المسجد الحرام وطاف وصلى واعتمر فيه بما سمي “عمرة القضاء” وذلك سنة سبع للهجرة ، وكانت مكة إذ ذاك في قبضة المشركين والذين منعوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قبل ذلك من دخولها، فلم يكن وجود مكة في قبضة المشركين مانعًا للمسلمين من السفر إليها والصلاة في المسجد الحرام فيها، ولم يكن ذلك واجبًا على المسلمين حتى يقال بأنه من باب الضرورة، وليس اليهود بأشد كفرًا وطغيانًا من المشركين، وهذا دليل شرعي يقضي على الخلاف، ولا ينبغي تقديم العاطفة على الشرع، ولم يكن الذهاب لمكة في ذلك الوقت تطبيعًا مع المشركين، ولا مزيلًا لحواجز العداء والبغضاء بين المسلمين والمشركين، بل العكس هو الصحيح؛ فإن رؤية الكعبة في قبضة المشركين زاد في العداوة والبغضاء تجاههم.

ولم يكن الذهاب لمكة منسيًا لجهاد الكفار المحتلين، بدليل ما حصل بعد ذلك من “فتح مكة” وتطهيرها من رجس الشرك وأهله، وهكذا يقال في رؤية اليهود وهم يحتلون المسجد الأقصى؛ فإن ذلك يزيد في عداوتهم وبغضهم، ويزيد من الإصرار على تحرير المسجد -بل فلسطين كلها- من قبضتهم.

2. ويقولون: إن السفر إلى القدس للصلاة في المسجد الأقصى فيه توكيد للعالَم بأحقية المسلمين في هذا المسجد، وأنه باقٍ في ذاكرتهم لم ينسوه.

3. ويقولون: إننا بسفرنا هذا نقدم دعمً معنويًّا للمسلمين هناك، حيث نراهم ونختلط بهم، ونقوي عزائمهم بالكلمة الطيبة والتشجيع على البقاء مرابطين.

4. ويقولون: ونقدم أيضًا للمسلمين هناك الدعم المادي، وذلك عن طريق الشراء من بضائعهم، أو إدخال مبالغ للفقراء والمحتاجين هناك، لذلك عندما سئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: في ظل التفاهم بين العرب واليهود، هل يجوز زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، خصوصًا في حال الموافقة من الدول العربية؟

فأجاب: “زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه سنة إذا تيسر ذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ل”تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى” متفق على صحته.

وقد قال بمثل هذا القول الشيخ عبد الرحمن البراك؛ لذلك نجد من وزراء الأوقاف في فلسطين، والمفتين، من ينتقد الفتوى التي أصدرها رئيس اتحاد علماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي، بتحريم زيارة القدس لغير الفلسطينيين، كون هذه الفتوى تعزل القدس وتقطع الصلة بينه وبين المسلمين. أما من الناحية السياسية فيبقى من حق الدول السماح لمواطنيها بالذهاب للصلاة هناك أو منعهم من ذلك وفقًا لما تقتضيه مصالحها السياسية والأمنية. وبين الدين والسياسة يبقى حلم الصلاة في المسجد الأقصى قائمًا.

بقلم: أ.د/ فهد مطلق العتيبي

مقالات ذات صلة

‫79 تعليقات

  1. سياتي اليوم الذي يتجمع فيه كل الامه الاسلاميه وتصلي في القدس بعد أن تتطهرها من ايدى الاسرائليين

  2. إن السفر إلى القدس للصلاة في المسجد الأقصى فيه توكيد للعالَم بأحقية المسلمين في هذا المسجد، وأنه باقٍ في ذاكرتهم لم ينسوه.

  3. ونقدم أيضًا للمسلمين هناك الدعم المادي، وذلك عن طريق الشراء من بضائعهم، أو إدخال مبالغ للفقراء والمحتاجين هناك، لذلك عندما سئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: في ظل التفاهم بين العرب واليهود، هل يجوز زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه.

  4. أما من الناحية السياسية فيبقى من حق الدول السماح لمواطنيها بالذهاب للصلاة هناك أو منعهم من ذلك وفقًا لما تقتضيه مصالحها السياسية والأمنية. وبين الدين والسياسة يبقى حلم الصلاة في المسجد الأقصى قائمًا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88